تراجع دعم أمريكا العسكري لأوكرانيا يشلها أمام روسيا
حذّرت مديرة مكتب البيت الأبيض للإدارة والموازنة شالاندا يانغ الكونغرس من أن الفشل في الاتفاق على تمويل جديد لأوكرانيا بحلول نهاية العام “سيشلّ” كييف ميدانيا في معركتها ضد القوات الروسية.
وتوجد واشنطن في وضع حرج بين التوفيق في إمكانياتها لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا واستمرار حرب غزة.
وأفادت يانغ في رسالة إلى رئيس مجلس النواب بأن الوقت ينفد سريعا لدعم معركة أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. وكتبت “لكي أكون واضحة، إذا لم يتحرك الكونغرس بحلول نهاية العام ستنفد لدينا الموارد اللازمة لتسليم المزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا”. وأضافت أن “قطع تدفق إمدادات الأسلحة والمعدات الأميركية من شأنه أن يشل أوكرانيا في ميدان المعركة”.
وطلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس في تشرين الأول/أكتوبر الموافقة على حزمة تمويل للأمن القومي قدرها 106 مليارات دولار تتضمن دعما لأوكرانيا وللحرب الإسرائيلية على حماس.
لكن الكونغرس بقي شهورا يعاني من الشلل بسبب الخلافات الداخلية بين الجمهوريين فيما يعارض النواب اليمينيون المتشددون خصوصا أي مساعدات إضافية لكييف في ظل تواصل الحرب.
وتولى الجمهوري مايك جونسون، وهو حليف للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لا يُعرف عنه الكثير، رئاسة مجلس النواب في تشرين الأول/أكتوبر بعدما أطاح انقلاب يميني بسلفه كيفن ماكارثي.
وبعد تولي جونسون مهامه، تجنّب الكونغرس إغلاقا حكوميا كان من شأنه أن يحدث حالة من الفوضى خلال عطلة عيد الشكر في تشرين الثاني/نوفمبر، لكن الاتفاق الذي أبقى المؤسسات الفدرالية مفتوحة حتى منتصف كانون الثاني/يناير استثنى أبرز حلفاء الولايات المتحدة من المساعدات.
وذكرت الرسالة الشديدة اللهجة الصادرة عن يانغ أنه بحلول ذلك الموعد، سيكون الوقت تأخّر ونفدت الأموال المخصصة لأوكرانيا. وكتبت “لا يوجد صندوق سحري للتمويل متوفرا من أجل هذه اللحظة. نفد لدينا المال ويكاد الوقت ينفد”.
ولفتت إلى أن الفشل في الاتفاق على مزيد من التمويل لا يعرّض المكاسب التي حققتها أوكرانيا حتى اللحظة إلى الخطر فحسب، بل يعزز أيضا إمكانية تحقيق روسيا انتصارات عسكرية.
وقالت “هذه ليست مشكلة يمكن تركها للعام المقبل. الآن هو الوقت لمساعدة أوكرانيا ديموقراطية على مواجهة العدوان الروسي. إنه الوقت ليتحرك الكونغرس“.
وتضغط أوكرانيا للحصول على مزيد من المساعدات الخارجية فيما تكثّف القوات الروسية هجماتها في الشرق بعدما صدّت هجوم كييف المضاد.
ومع دخول الحرب ثالث فصل شتاء، بقي الوضع على حاله إلى حد كبير على خط الجبهة خلال العام الماضي رغم التحرّك الكبير للقوات الأوكرانية خلال الصيف بالاعتماد على المعدات العسكرية الغربية.
وفيما صوّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحماس كقوتين مماثلتين تحاولان “القضاء” على ديمقراطيات مجاورة، سعى بايدن لربط الحزمة المخصصة لأوكرانيا والبالغة قيمتها 61 مليار دولار بمبلغ مخصص لإسرائيل قدره 14 مليار دولار ضمن حزمة المساعدات التي طالب بها في تشرين الأول/أكتوبر.
وقدّمت الولايات المتحدة بالفعل مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
وتهدد أوكرانيا أيضا بالتأثير على فرص إعادة انتخاب بايدن الساعي للفوز بولاية ثانية العام المقبل، فيما تظهر الاستطلاعات بأن عددا متزايدا من الناخبين يرى أن الولايات المتحدة تبذل أكثر مما ينبغي لمساعدة كييف.
وحث مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، الاحد الكونغرس على “التحرك بسرعة” لدعم أوكرانيا وسط حربها مع روسيا، وهو الصراع الذي قال إنه قد ينساه الأميركيون مع تحول الأنظار إلى الحرب في غزة.
وقال بولتون، في مقابلة نقلت عنها صحيفة “ذا هيل” الأميركية “في النهاية، إذا لم نساعد الأوكرانيين، فستنتصر روسيا، اعتقد أننا بحاجة إلى القيام بعمل أفضل”.
وتابع “اعتقد أنه يجب على الناس في مجلسي النواب والشيوخ الضغط على الرئيس بايدن .بقوة أكبر لتطوير استراتيجية رابحة مع أوكرانيا. وليس فقط منع أوكرانيا من الخسارة. ولكن معرفة كيف يمكن لأوكرانيا أن تفوز”.
وأضاف “اعتقد أن الأوكرانيين يشعرون بالقلق بشأن احتمال خسارة بعض الدعم الأميركي. آمل أن نجد طريقة لمنحهم الدعم العسكري الإضافي الذي يحتاجون إليه”.