ترامب محاصر بالآراء المتضاربة.. ماذا بعد الاجتماعات السرية حول إيران؟

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح أمس الثلاثاء، اجتماعًا أمنيًا سريًا رفيع المستوى في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمناقشة مستقبل المفاوضات النووية الجارية مع إيران. وفقًا لما أفاد به مصدران مطلعان بشكل مباشر على مجريات اللقاء لموقع “أكسيوس” الأمريكي.
-
مخاوف إيرانية متزايدة: ترامب سيقصفنا إذا فشلت المحادثات النووية
-
رسائل مشفرة من ترامب.. موقف غامض من مفاوضات إيران والحرب في أوكرانيا
تركيز على جولة المفاوضات المقبلة
وأكد الموقع الأمريكي، أن الاجتماع الذي حضره كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية المعنيين بالأمن القومي والسياسة الخارجية. تناول بعمق الموقف الأمريكي المزمع اتخاذه في الجولة المقبلة من المفاوضات، والتي من المقرر أن تنعقد يوم السبت.
وسبق الاجتماع اتصال هاتفي أجراه ترامب مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق. لمناقشة الوساطة العُمانية بين واشنطن وطهران.
وذكرت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية، أن الزعيمين تباحثا في سبل دعم المفاوضات لتحقيق النتائج المرجوة.
كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت. أن الرئيس شدد خلال الاتصال على ضرورة إنهاء إيران لبرنامجها النووي عبر المسار التفاوضي.
-
محادثات إيران وأمريكا: عراقجي يناور وترامب أمام اختبار القرار
-
من الجو.. ترامب يُعلن جاهزيته ويهدد إيران برد قاسٍ
حضور واسع لأركان الإدارة
وشهد الاجتماع مشاركة نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسث، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز. والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، بالإضافة إلى عدد آخر من كبار المسؤولين.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل نقاش داخلي محتدم داخل الإدارة الأمريكية .بشأن الطريق الأمثل للمضي في المفاوضات، وحدود التنازلات التي يمكن أو لا يمكن تقديمها.
فبينما يرى فانس وويتكوف أن المسار الدبلوماسي قد يُفضي إلى اتفاق نووي. ويعتقدان أنه ينبغي للولايات المتحدة إبداء قدر من المرونة، يعارض روبيو ووالتز هذا التوجه بشدة .ويؤيدان نهجاً أكثر تشدداً في التعاطي مع الملف الإيراني.
-
الأزمة مع إيران.. ترامب لا يغلق باب الحلول الدبلوماسية
-
ترامب بعد اجتماع نتنياهو: اتصالات مع إيران ونهاية وشيكة للقتال
ترامب يبعث برسائل متضاربة
وأكد الموقع الأمريكي، أن ترامب نفسه لم يحسم موقفه بوضوح. إذ عبّر في مناسبات عدة عن رغبته في التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة النووية عبر الدبلوماسية. لكنه في الوقت نفسه لم يتردد في التهديد باستخدام القوة العسكرية ضد إيران. ورفض البيت الأبيض التعليق على فحوى الاجتماع الأمني، إلا أن المتحدثة ليفيت صرحت للصحفيين أن حملة الضغط الأقصى على إيران لا تزال مستمرة. مشيرة إلى أن ترامب يطمح إلى فتح حوار مع طهران، مع التأكيد على أن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي.
تهديد عسكري وتصريحات متباينة
وفي تصريحات أدلى بها ترامب من المكتب البيضاوي مساء الإثنين، قال: إن على إيران أن تسرع وتيرة المفاوضات، ملمّحاً إلى أن طهران قد تماطل في التفاوض. وجدد تهديده باستخدام القوة العسكرية، قائلاً: إذا اضطررنا للقيام بشيء قاسٍ جدًا، سنقوم به.
-
وزير الخارجية الإيراني: رسالة ترامب تحمل طابعًا تهديديًا
-
ترامب يتوعد بقصف إيران.. ما الشرارة التي قد تشعل المواجهة؟
من جانبه، صرّح المبعوث ستيف ويتكوف في مقابلة مع الإعلامي شون هانيتي على قناة “فوكس نيوز”، مساء الإثنين، أن الجولة الأولى من المفاوضات. التي عُقدت في عمان السبت الماضي كانت إيجابية.
مقترحات أمريكية وقيود على التخصيب
وأوضح ويتكوف، أن الموقف الأمريكي يتضمن مطالبة إيران بوقف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20% والمستوى شبه العسكري البالغ 60%. لكنه لم يستبعد السماح لطهران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67% المسموح بها للأغراض المدنية في إطار الطاقة النووية.
وأكد ويتكوف، أن أي اتفاق نووي يجب أن يتضمن آليات للتحقق من مستويات التخصيب الإيراني، وضمان عدم قيام إيران ببناء صواريخ باليستية. قادرة على حمل رؤوس نووية أو تصنيع مفجرات يمكنها إطلاق القنابل النووية.
-
ترامب وإيران.. 4 سيناريوهات محتملة أبرزها «الصدمة والرعب»
-
ترامب يمنح إيران مهلة شهرين للتفاوض على اتفاق نووي جديد
تناقض مع مواقف إسرائيلية وتشدد أمريكي
وجاءت تصريحات ويتكوف متباينة مع تصريحات مايك والتز التي أطلقها مؤخرًا .والتي شدد فيها على ضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
كما تتناقض ملاحظاته مع ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع ترامب الأسبوع الماضي، حيث طالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل. كما حدث في ليبيا عام 2003 حسب زعمه.
وفي محاولة لتوضيح موقفه، كتب ويتكوف صباح الثلاثاء على منصة “إكس”، أن أي اتفاق نهائي يجب أن يؤسس لإطار من السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط. ما يعني أن على إيران وقف وإزالة برنامجها لتخصيب وتطوير الأسلحة النووية.
-
ملفات ساخنة: نتنياهو يبحث مع ترامب توسيع السلام وأزمة غزة وإيران
-
مفاوضات «النووي»: إيران تدرس الخيارات بعد وصول رسالة ترامب
تفاؤل حذر في إيران
في الجانب الإيراني، قال المرشد الأعلى علي خامنئي -خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الحكوميين في طهران:-: إن الجولة الأولى من المفاوضات مع الولايات المتحدة كانت مرضية.
وأوضح خامنئي، أنه لا يفرط في التفاؤل أو التشاؤم حيال المفاوضات. مؤكدًا في الوقت ذاته أنه يشك كثيرًا في نوايا الطرف الآخر، لكنه واثق بقدرات بلاده.
وكان من المفترض أن تُعقد الجولة التالية من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت في العاصمة الإيطالية روما. وقد أكدت كل من الولايات المتحدة وإيران والحكومة الإيطالية ذلك، كما صدرت التأشيرات الخاصة بالوفد الإيراني. إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت مساء الإثنين، أنه تم نقل مكان المحادثات مجددًا إلى العاصمة العُمانية مسقط، فيما لم تؤكد الولايات المتحدة بعد هذا التغيير.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن أحد أسباب تغيير الموقع هو وجود نائب الرئيس الأمريكي فانس في روما خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما أراد البيت الأبيض تجنبه لتفادي التداخل في الجداول والمهام.