تركيا.. إهدار 128 مليار دولار تفتح ملفات فساد حزب أردوغان
يومًا بعد يوم، تنكشف ملفات فساد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم آخرها، ما أشارت إليه المعارضة في البلاد، من إهدار أردوغان لـ128 مليار دولار من ميزانية الدولة، كهدايا ومكافآت لأعضاء حزبه؛ مقابل جهودهم للعمل لصالحه وضمان ولائهم له، متجاهلًا الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأتراك.
وفي محاولة فاشلة للخروج من الأزمة، أطلق الرئيس التركي روايتين متناقضتين عن مصير الـ128 مليار دولار، الأولى أن هذه الأموال تم إنفاقها على التصدي لجائحة كورونا، على شكل دعم للقطاعات المتضررة بالبلاد، أما الثانية، فقال فيها إن الـ128 مليار دولار موجودة في البنك المركزي التركي كما هي، ضمن احتياطي النقد الأجنبي، زاعما أن احتياطي العملات الأجنبية في تركيا بدأ في الانتعاش مرة أخرى.
وكان البنك المركزي التركي، قد أنفق مبالغ هائلة بالعملة الأجنبية خلال عامين أثناء تولي برات ألبيراق، صهر الرئيس، منصب وزير المالية، في سبيل دعم العملة المحلية، بعد أن فقدت الليرة التركية كثيرًا من قيمتها أمام العملات الأجنبية، وارتفع التضخم بشكل كبير.
المطالبات بمعرفة مصير الأموال المفقودة، أو التي أنفقها أردوغان كهدايا لأعضاء حزب العدالة والتنمية، تأتي تزامنا مع الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الأتراك وخاصة عقب التداعيات الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا، والتي تجاهل نظام أردوغان دعم القطاعات المتأثرة بالدولة، رغم إهدار أموال شعبه على حاشيته، حيث تصدر هاشتاغ أين الـ128 مليار دولار؟ (#128MilyarDolarNerede)، الترند التركي على موقع التدوينات القصيرة تويتر، على خلفية الجدل المتواصل في تركيا، حول فقدان خزينة البنك المركزي التركي 128 مليار دولار من رصيد النقد الأجنبي، خلال فترة تولي بيرات البيرق وزير المالية السابق وصهر أردوغان.
ومن جانبه، طالب رئيس البنك المركزي التركي السابق دورمان يلماز، ونائب رئيس البنك الأسبق إبراهيم تورهان، بفتح تحقيق للوقوف على مصير الـ128 مليار دولار التي أنفقت من الخزانة دون الكشف عن أوجه إنفاقها، وسعرِ الصرف الذي تم تطبيقه خلال عمليات بيعها، كما اتهم حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، النظام الحاكم بإهدار 128 مليار دولار، مؤكدا أن الأزمات في تركيا بدأت تظهر بشكل كبير بعد تطبيق النظام الرئاسي نظام الرجل الواحد الديكتاتوري في 2018.
وأما حزب الخير التركي المعارض، فقام بنشر لافتات وملصقات في عدد من المدن والأحياء بمختلف أنحاء تركيا تحمل عبارة أين الـ128 مليار دولار، وتجهيز 10 آلاف قناع وجه تحمل العبارة ذاتها، لتوزيعها على المواطنين، وأسفرت تلك الملصقات واللافتات حول مصير الـ128 مليار دولار، عن ارتباك نظام أردوغان، حيث أمر الرئيس التركي بالاستنفار الأمني وإزالة اللافتات المنتشرة في أنحاء تركيا عن مصير المليارات المفقودة، بشكل فوري.
كما رفض البرلمان التركي، والذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم، استجوابا تقدم به حزب الشعب الجمهوري المعارض حول مصير تلك الأموال، بالإضافة لمداهمة القوات التركية لمقرات حزب الشعب الجمهوري لإزالة الملصقات واللافتات.
الجدير بالذكر أنه في أبريل 2020، كشف تقرير للبنك الدولي، أن ما يقرب من 14% من الأتراك يعيشون تحت خط الفقر، المقدر بـ4.3 دولار في اليوم الواحد للفرد، حيث أصبح محدودو الدخل في عهد أردوغان، تحت عتبة الفقر، في ظل استمرار التضخم وتهاوي قيمة الليرة التركية.