تركيا

تطبيع العلاقات التركية السورية: أردوغان يعتمد على بوتين كوسيط


 قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في ضمان تواصل الحكومة السورية مع أنقرة لتطبيع العلاقات، وعبر عن أمله في أن تتخذ دمشق نهجا بناء معولا على التأثير الروسي في القرارات التي تتخذها دمشق.

وأفادت قناة إن.تي.في بأن أردوغان قال للصحفيين على متن رحلة العودة من مدينة قازان الروسية، حيث كان يشارك في قمة بريكس، إن أنقرة تتوقع أن تتخذ دمشق خطوات من منطلق إدراكها “أن التطبيع الصادق والحقيقي سيعود بالنفع عليها أيضا”.
وأضاف “تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف… طلبنا من السيد بوتين ضمان رد (الرئيس السوري) بشار الأسد على دعوتنا. هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك”.
وليست هذه المرة الأولى التي يطلب فيها الاتراك موقف النظام السوري من تطبيع العلاقات فيما تشترط الحكومة السورية انسحاب الجيش التركي من شمال البلاد ووقف دعم المجموعات المسلحة المعارضة لدمشق.

ودعم الرئيس التركي جهود المعارضة السورية للإطاحة بنظام الأسد، لكنه يسعى منذ عدة أشهر إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع سوريا ودعا رئيسها إلى زيارة أنقرة دون أن يتلقى أي ردّ.

وتستقبل أنقرة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في شمال غرب سوريا بدعم من فصائل سورية معارضة، أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري، بحسب بيانات رسمية للأمم المتحدة، من أصل عدد سكان يبلغ 85 مليون نسمة.

وكان موقف الأسد واضحا إذ أكد في يوليو/تموز الماضي أنه لن يلتقي الرئيس التركي إلا في حال تركزت المباحثات المنتظرة على القضايا الهامة ومن بينها انسحاب القوات التركية من البلاد ودعم أنقرة لـ”لإرهاب”. 

وقطعت أنقرة علاقاتها مع دمشق في عام 2011 بعد اندلاع الحرب في سوريا ودعمت المعارضة وموّلت آلاف المقاتلين في شمال سوريا، بينما يعتبر الأسد تلك القوات “إرهابية”.

وأنشأت تركيا ”منطقة آمنة” في الشمال السوري تتمركز فيها حاليا قوات تركية، ونفذت عدة عمليات عسكرية عبر الحدود ضد المسلحين الذين تقول إنهم يهددون أمنها القومي. وتشترط دمشق أن تسحب تركيا قواتها كمقدمة للقاء الأسد وأردوغان وعودة مياه العلاقات إلى مجاريها.

وأبدت واشنطن معارضتها لإعادة دول الخليج تطبيع العلاقات مع الأسد رافضة كسر طوق عزلته إقليميا ودوليا ومددت الإدارة الأميركية العام الماضي “قانون قيصر” الذي يفرض عقوبات على الجهات والأشخاص الذين يدعمون النظام السوري، إلى العام 2032.

وتثير جهود التقارب بين دمشق وأنقرة هواجس سكان المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة في إدلب ومحطيها في شمال غرب البلاد وكذلك الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد.

وجهود تركيا الهادفة للتطبيع تأتي لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب حيث تتهم أنقرة قوات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني لشن هجمات على الأراضي التركية.
وشدد اردوغان أن بلاده ستجتث الإرهاب من جذوره، مشددا على أنه “إنْ كان ذلك بسوريا فسنفعل ما تقتضيه الضرورة” وذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين أثناء عودته على متن الطائرة من مدينة قازان الروسية بعد مشاركته الخميس في قمة مجموعة “بريكس”.

وقال إن الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء “توساش” في العاصمة أنقرة الأربعاء، جرى عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى الأراضي التركية مؤكدا أن تركيا تواصل أعمالها لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وإن كان ذلك بسوريا “فسنفعل ما تقتضيه الضرورة”.
وأضاف “سنكثف جهودنا أكثر وسننتج المزيد (من الصناعات الدفاعية) نكاية بالخونة” لافتا إلى أن “الإرهابيين مجرد دمى ووكلاء (لجهات أخرى)، وهدفنا أن تكون تركيا خالية من الإرهاب ولن نتنازل عن ذلك”.
وذكر أن الحكومة التركية لا تواجه أي صعوبة بتوفير الموارد المخصصة للصناعات الدفاعية.
والأربعاء استهدف هجوم إرهابي مجمع شركة صناعات الطيران والفضاء التركية “توساش” في العاصمة أنقرة ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.

والجمعة أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ 27 مدنيا قُتلوا في غارات شنّتها تركيا في شمال سوريا وشرقها ردا على الهجوم على المجمع.

وذكر المرصد أن “27 مدنيا قُتلوا في 45 غارة شنّتها مسيّرات في شمال سوريا وشرقها”.
وأضاف أن “القوات التركية كثّفت في شكل كبير هجماتها الجوية والبرية في شمال سوريا وشرقها” منذ مساء الخميس.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أكدت الخميس مقتل 12 مدنيا على الأقل بينهم طفلان جراء غارات تركية طالت مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا وشرقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى