تفكيك شبكة دعم داخلية.. القبض على مسؤول لوجستي رفيع لـ داعش في بونتلاند

أعلنت قوات أمن بونتلاند تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن اعتقال قيادي مهم بتنظيم داعش الإرهابي.

ونقلت مصادر إعلامية محلية عن مسؤول أمني في حكومة بونتلاند تمكنهم من اعتقال ،عبدالرزاق ياسين محمد، الملقب بـ”سوغولي”، أحد أبرز مسؤولي اللوجستيات والاتصالات في تنظيم داعش بجبال علمسكاد في إقليم باري شمال شرقي الصومال والذي لعب دورا محوريا داخل التنظيم على مدى سنوات، مستفيدا من معرفته التفصيلية بالممرات الجبلية الوعرة، حيث تولّى تسهيل نقل الإمدادات الغذائية والدوائية والمالية، إضافة إلى تأمين معدات الاتصالات وتبادل المعلومات بين عناصر التنظيم المختبئين في المنطقة، فضلا عن ارتباطه المباشر بكبار قادة داعش في باري.

وبحسب المصدر ذاته، كان سوغولي قد فرّ من المنطقة بعد كشف دوره، قبل أن تلاحقه الوحدات الخاصة في قوات الأمن التابعة لبونتلاند لأكثر من أسبوعين، إلى أن جرى توقيفه في عملية دقيقة نُفذت استنادا إلى معلومات استخباراتية.

وتأتي هذه العملية في إطار حملة أمنية واسعة تشنها بونتلاند لقطع خطوط إمداد التنظيم الإرهابي، إذ فرضت سلطات بونتلاند مؤخرا حظر تجول شاملا على المناطق الواقعة قرب نهري بلعدة وتاسجيك، مع السماح بحركة المركبات في ساعات نهارية محدودة فقط، وذلك لمنع تهريب الإمدادات إلى داعش عبر الطرق الريفية المؤدية إلى جبال باري.

وأكدت حكومة بونتلاند أن القبض على سوغولي يمثل “ضربة أساسية” لمسار الإمداد الذي تعتمد عليه خلايا داعش للحفاظ على وجودها في الجبال، متعهدةً بتقديم أي فرد يُضبط وهو يزود التنظيم أو يدعمه إلى القضاء العادل.

وفرضت سلطات بونتلاند حظر التجول الشامل لمناطق مشتبه بها في ايصال الدعم لعناصر تنظيم داعش المختبئة وفق مصادر مطلعة بعد رفض عدد من السكان المحليين أوامر الإخلاء الصادرة عن السلطات، ما أدى إلى توقيف بعض المدنيين بتهمة عرقلة العمليات الأمنية. كما أمرت الأجهزة الأمنية بوقف حركة الأشخاص والمركبات ليلا بشكل كامل، مؤكدة أن غالبية محاولات إيصال الدعم للتنظيم تحدث خلال ساعات الليل.

وخلال الحملة، صادرت القوات الأمنية عدة مركبات يُشتبه في أنها كانت تنقل مواد غذائية وإمدادات لصالح التنظيم. فيما أفاد مسؤولون عسكريون بأن عناصر داعش لجأوا بعد تضييق الخناق عليهم إلى استهداف رعاة البدو وسرقة الماشية والإمدادات بالقوة لتعويض النقص الحاد في التموين.

وكانت حكومة إقليم بونتلاند قد أعلنت مقتل 5 عناصر من تنظيم “داعش” في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في منطقة بري، من بينهم صوماليون وأجانب، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية محلية أمس الإثنين.

وأكدت سلطات بونتلاند أن هذه الغارات الجوية تلعب دوراً حيوياً في دعم القوات البرية الصومالية في المناطق النائية، في إطار الحرب المستمرة ضد “داعش”، الذي يسعى لترسيخ وجوده في البلاد.

وتعدّ علمسكاد في شمال شرق الصومال ملاذاً استراتيجياً لعناصر التنظيم.

وعلى الرغم من أن داعش الصومال يُعدّ أقل عدداً وتسليحاً مقارنة بحركة الشباب، فقد حافظ على موطئ قدم في بعض مناطق الشمال الشرقي من الصومال، ولا سيما في جبال «جوليس» و«علمسكاد»، حيث استفاد من التضاريس الوعرة في تنفيذ هجمات مباغتة ضد قوات الأمن المحلية.

وتنظيم داعش–الصومال هو فرع محلي تابع للتنظيم العالمي، تأسس عام 2015 على يد مجموعة منشقة عن حركة الشباب الإرهابية.