إيران

تهديدات إيرانية: أهداف إسرائيلية «محتملة» وسيناريوهات رد مختلفة


التصعيد العسكري الراهن في المنطقة، يفرض إعادة تقييم شاملة لاستراتيجية إيران الأمنية بالمنطقة.

وفي مواجهة الخيارات المطروحة والتحديات المتعددة، تتجه طهران للاستفادة من كونها دولة تقف على “العتبة النووية”، ما يعيد طرح التسلح النووي في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي.

وطوال السنوات السابقة ارتكز التهديد الإيراني لإسرائيل، على ركيزتين أساسيتين: ترسانتها الواسعة من الطائرات بدون طيار، والصواريخ وقدرات قواتها بالوكالة خاصة حزب الله في لبنان.

ووسعت هذه الاستراتيجية، المعروفة باسم “عقيدة الدفاع الأمامي” لإيران، من فرض قوة وردع الخصوم خارج حدودها دون مواجهة مباشرة.

خطة الرد جاهزة

 ونقلت وكالة أنباء “تسنيم” التابعة للحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، عن مصدر وصفته بـ المطلع” في القوات المسلحة الإيرانية، قوله إن “خطة الرد اللازم على أي خطوة صهيونية محتمل جاهز تمامًا”.

وأضاف المصدر العسكري الإيراني أن “خطة إيران تتضمن عدة ضربات مختلفة ومحددة سيتخذ القرار الفوري بتنفيذ أحدها أو عدد منها بناء على تصرف إسرائيل”، مبيناً ” لدى إيران بنك أهداف إسرائيلية متعددة”.

وعلى مدار الساعات الأخيرة، صعدت إسرائيل من تسريباتها حول الرد على إيران جراء هجوم شنه الحرس الثوري الثلاثاء الماضي على أهداف عسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية.

وأطلق الحرس الثوري 200 صاروخ باليستي على أهداف عسكرية، وألحق أضراراً بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، فيما قللت تل أبيب من حجم الأضرار.

والليلة الماضية وصل إلى تل أبيب، قائد القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، الجنرال مايكل كوريلا، في خضم التحضيرات للرد على الهجوم الذي شنته إيران.

بنك أهداف إسرائيلية

ونشر الإعلام الايراني المقرب من الحرس الثوري الإيراني، الأحد، ما وصفها بالأهداف الإسرائيلية المقترحة، حال رد إسرائيل على إيران.

وشملت تلك الأهداف التي نشرتها وكالة “فارس نيوز”، شركة رافائيل للصناعات العسكرية، مصفى سيدوت ميخا، ميدان كاريش النفطي، منطقة يودفت النووية، ديمونا، مدينة تل أبيب، ميناء عسقلان، إيلابون للصناعات النووية التكتيكية، تيروش للصناعات النووية الاستراتيجية وميناء حيفا.

وبدوره، قال قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنسغيري:” لدینا سیناریوهات مختلفة لمواجهة نتنياهو”، مبيناً “نحن جاهزون ومستعدون”.

قلق إيراني

وكشف تقرير لقناة “12” الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن بعض الأهداف المحتملة المطروحة على طاولة المستوى السياسي والأمني، بعد تأكيد إسرائيل أنها سترد على الهجوم الصاروخي.

 وأشار التقرير إلى “أن المنشآت النفطية الإيرانية، والمجمع الرئاسي في طهران، وبضع مقار حكومية، ومجمع المرشد الأعلى الإيراني، ومقر في طهران” من بين الأهداف المحتملة.

وأضافت أن “الجيش الإسرائيلي قادر على ضرب رموز حكومية وأهداف عسكرية رمزية، مثل قاعدة الصواريخ التي انطلقت منها الصواريخ على إسرائيل في الهجوم الأخير”.

وأوضحت “أن الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا لإسرائيل تهدف إلى تقديم المساعدة في صياغة القرار، وأن هذا التنسيق ضروري للولايات المتحدة، وكذلك لإسرائيل التي ستعمل بقوة”.

وتابعت: “في إسرائيل، اتخذ القرار بمهاجمة إيران، لكن لا تزال هناك مناقشات حول طريقة وتوقيت الرد، إذ ستتحرك إسرائيل في الوقت المناسب لها، ويتم أخذ العديد من الأفكار بعين الاعتبار في المناقشات”.

وبحسب القناة، يقدر المسؤولون الإسرائيليون أن العملية التي تخطط لها إسرائيل ستؤدي إلى عواقب وردود فعل إيرانية بالتأكيد.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول أمني مطلع قوله: “إن تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران لن يكون سريعًا، وعلى الأرجح سترد إيران على الهجوم الإسرائيلي، لكنها ستأخذ وقتها الكافي”.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن “إيران ليس لديها مفاجآت كبيرة أخرى، لقد فعلت كل ما يمكنها القيام به خلال الهجوم الأخير، قد يكون لديها كميات أكبر، لكن بالنسبة لإيران، هذا كل شيء”.

ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن “القلق الإيراني يتمثل في الاختراق الاستخباراتي الذي قد يكرر سيناريو استهداف حزب الله، وأن مثل هذا الاختراق يمكن أن يؤدي إلى مفاجآت مثل هجوم الـ”بيجر” المنسوب لإسرائيل”.

وأضافت: “على مدار سنوات، كان قرار مهاجمة إيران يتزامن مع المخاوف من حرب مع حزب الله، إذ تشكل الحزب لردع إسرائيل عن مهاجمة إيران، والآن مستقبل حزب الله غير واضح، وتعرض المشروع الذي يكلف إيران نحو مليار دولار سنويًا لضربة قاتلة”.

نفي إغلاق الموانئ

وفي إطار التهديدات الإسرائيلية والهجوم الوشيك، نفى المدير العام للموانئ والشؤون البحرية الإيرانية، حسين عباس نجاد، الأحد، ما يشاع عن إغلاق هذه الموانئ بسبب تهديدات إسرائيلية بضربها.

ونقلت وكالة أنباء “تسنيم، عن نجاد قوله إن “الصور المعاد نشرها لإخلاء موانئ المحافظة مرفوضة، وموانئ هرمزكان تعمل بكامل طاقتها”.

وأفادت مواقع إخبارية إيرانية في وقت سابق من اليوم، بإغلاق وتعطل العمل في موانئ محافظة هرمزغان، تحسباً لأي هجوم إسرائيلي.

 وأضاف: “حاليا تقوم أكثر من 40 سفينة بتفريغ وتحميل جميع أنواع البضائع في ميناء “الشهيد رجائي” أحد أكبر وأهم الموانئ في إيران.

كما نفى حميد رضا تختي مدير موانئ وملاحة باهنر شرق هرمزكان، أي إخلاء لهذه الموانئ بسبب تهديدات إسرائيل، مبيناً “موانئ الشهيد باهنر يقومون بإجراءات الميناء وتفريغ وتحميل البضائع، ولا توجد مشكلة في هذا الميناء ويؤدي خدماته كالسابق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى