الشرق الأوسط

تهديدات فيدان للأكراد: التنسيق مع دمشق وفقًا للشرع


قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عقب محادثات في دمشق مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إنه لا يوجد مكان لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في مستقبل سوريا وإنه يجب تفكيكها، بينما أكد الشرع أنه لن يكون هناك سلاح خارج الدولة في البلاد.

وزيارة فيدان إلى دمشق هي ثاني زيارة يجريها مسؤول تركي كبير الى سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر. فقد زار رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين دمشق في 12 من الشهر الجاري والتقى الشرع.

وقال فيدان متحدثا إلى جوار الشرع إن الإدارة الجديدة في دمشق أبدت استعدادها لأخذ زمام المبادرة في إدارة السجون المحتجز بها أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، وهي المهمة التي كانت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن بقيادة وحدات حماية الشعب تتولاها حتى الآن. وكانت تركيا من أبرز الدول التي اتخذت موقفا مناهضا للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011. وقدمت دعما كبيرا لفصائل مسلّحة معارضة للأسد، واستقبلت على أراضيها ملايين اللاجئين السوريين.

الإدارة الجديدة في دمشق أبدت استعدادها لأخذ زمام المبادرة في إدارة السجون المحتجز بها أعضاء من تنظيم داعش في شمال شرق سوريا

ورفضت أنقرة الأربعاء الاتهام الذي وجّهه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”الاستيلاء” على السلطة في سوريا بواسطة الفصائل المعارضة التي أطاحت الأسد في هجوم خاطف.

وقال وزير الخارجية التركي إن السوريين هم وحدهم من أطاحوا بالرئيس السابق بشار الأسد. وصرّح متوجها للسوريين “هذا النصر لكم ولا يعود لأحد غيركم. وبفضل تضحياتكم، اغتنمت سوريا فرصة تاريخية”.

وتابع فيدان إنه يعتقد أن ترامب سيتخذ نهجا مختلفا بشأن الوجود الأميركي والشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية بمجرد توليه منصبه. وأضاف أن ترامب يدرك أن دعم تركيا أجدى من دعم المقاتلين الأكراد في سوريا.

وأوضح الوزير أنه “عندما ننظر إلى مصالح الولايات المتحدة، ونجري عملية حسابية لمعرفة الجهة الأكثر أهمية بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، يدرك ترامب فورا المعادلة”.

كما دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا في أسرع وقت ممكن. وقال “يجب على المجتمع الدولي أن يحشد كل جهوده حتى تنهض سوريا ويعود المهجرون إلى بلدهم. ويجب رفع العقوبات المفروضة على النظام السابق في أسرع وقت ممكن حتى يتسنى تقديم الخدمات”.

وتأتي زيارة فيدان بينما يدور قتال في شمال شرق سوريا بين مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

وأظهرت صور ولقطات مصورة نشرتها الوزارة فيدان والشرع، وهما يتعانقان ويتصافحان وتعلو الابتسامة وجهيهما.

وأكد الشرع أن كل الأسلحة في البلاد ستخضع لسيطرة الدولة بما فيها سلاح القوات التي يقودها الأكراد.

وأضاف “ستبدأ الفصائل بالإعلان عن حل نفسها والدخول تباعا” في الجيش، مضيفا “لن نسمح على الإطلاق أن يكون هناك سلاح خارج الدولة سواء من الفصائل الثورية أو من الفصائل المتواجدة في منطقة قسد”، الاسم المختصر لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.

وقال إن إدارته ستعلن خلال أيام الهيكل الجديد لوزارة الدفاع والجيش السوري.

وكان مصدر رسمي قال السبت إن مرهف أبو قصرة القائد الكبير في المعارضة المسلحة التي أطاحت ببشار الأسد قبل أسبوعين عُين وزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة. ولم يذكر الشرع شيئا عن تعيين وزير الدفاع الجديد الأحد.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الشرع ناقش السبت شكل المؤسسات العسكرية خلال لقاء مع فصائل مسلحة. بينما ذكر رئيس الوزراء محمد البشير الأسبوع الماضي إن وزارة الدفاع سيعاد تشكيلها لتشمل الفصائل التي كانت جزءا من المعارضة في السابق والضباط المنشقين عن جيش الأسد.

وشنت أنقرة وحلفاؤها في سوريا عدة هجمات عبر الحدود ضد الفصيل الكردي في شمال سوريا بينما تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية على الحدود، وطالبت مرارا واشنطن بوقف دعم المقاتلين الأكراد.

ومع حشد جماعات معادية مدعومة من تركيا ضدها في شمال سوريا وسيطرة جماعة صديقة لأنقرة على دمشق، تقف الفصائل الكردية الرئيسية في سوريا في موقف دفاعي بينما تسعى للحفاظ على مكاسب سياسية حققتها خلال الحرب على مدى 13 عاما.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن بلاده ستساعد الإدارة السورية الجديدة على تشكيل هيكل الدولة وصياغة دستور جديد.

وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن تركيا تعتقد أن حكام سوريا الجدد، بما في ذلك فصيل الجيش الوطني السوري الذي تدعمه أنقرة، سيطردون مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من جميع الأراضي التي يحتلونها في شمال شرق سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى