جرائم أردوغان…انتهاكات تركيا في شمال سوريا
تعيش مناطق شمال سوريا أجواء متوترة، وخصوصاً على طول الجبهات الفاصلة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية له.
وتستعد تركيا لاحتمالية شن عمل عسكري جديد ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا إذا فشلت محادثات متعلقة بالأمر مع الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى الانتهاكات التي يواصلها النظام التركي ضد السوريين .
وأكد تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، على خط التماسّ، بين فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شمال حلب، في وقت أعلنت فيه فصائل الجيش الوطني السوري، إفشال عملية تسلل نفذتها مجموعات تابعة لـ”قسد” على جبهات مدينة عفرين شمال سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: إن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الأربعاء بين فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، على محاور قرى أبين وباصلحايا وعقيبة، المحاذية لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي، واستخدم فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، واستمرت لساعات، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين.
إدانة حقوقية ضد جرائم تركيا
وفيما قالت مؤسسة “ماعت” للسلام والتنمية وحقوق الإنسان المصرية: إن حلقة العنف المميت في شمال شرق سوريا لا تزال مستمرة بعد مضي عامين على العملية العسكرية نبع السلام التي نفذتها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الفصائل المسلحة الموالية لها في شمال شرق سوريا .
وشددت “ماعت” على أن هدف نبع السلام تحقيق أغراض سياسية بصرف النظر عن الاعتبارات الحقوقية.
ونبهت في هذا الصدد إلى أن القوات التركية والفصائل الموالية لها ارتكبت طيفًا واسعًا من الانتهاكات والتجاوزات المروعة والتي وصلت في بعض الأحيان إلى جرائم حرب.
كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي بتوسيع العقوبات الدولية على الفصائل المسلحة الموالية لتركيا والتي ترتكب الانتهاكات دون عقاب، معتبرًا أنها خطوة إلى الأمام في حماية حقوق الإنسان بشمال سوريا.
جرائم حقوقية برعاية تركية
ويقول الناشط الحقوقي هيثم شرابي: إن التهديدات والانتهاكات اليومية الناجمة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا بهذه المنطقة، تظهر مدى الخطر الكبير الذي يعيشه المدنيون السوريون في شمال سوريا، وذلك في ظل الأزمات الكبيرة التي تشهدها سوريا نتيجة للتدخلات التركية السافرة.
وأضاف الباحث الحقوقي، أن كثيراً من المواطنين السوريين يعيشون في خطر كبير ناجم عن الاعتقالات القسرية والإعدام خارج نطاق القانون تقوم بها تركيا وعناصرها التابعة لهم ، فضلا عن مصادرة الممتلكات والمنازل وفرض الإتاوة، هذا فضلاً عن استمرار ممارسات التهجير القسري، ويأتي ذلك في ظل تلك الانتهاكات باعتقال نحو 7433 شخصًا توفي منهم 1098 بسبب التعذيب والجرائم الحقوقية التي تقوم بها تركيا .
وكانت تركيا قد شنت عملية عسكرية واسعة النطاق في عام 2019، أطلقت عليها “نبع السلام”، ونشرت منظمات حقوقية تقارير تشير إلى ارتكاب أنقرة جرائم حرب خلال هذه العملية.