الشرق الأوسط

جعجع يدعو حزب الله لتسليم السلاح للجيش بعد سقوط الأسد


أكد رئيس حزب القوات اللبنانية، أكبر حزب مسيحي في لبنان، الأحد أنّ إسقاط الرئيس بشار الاسد في سوريا المجاورة يعني أنّ “اللعبة انتهت” بالنسبة الى حزب الله حليف دمشق، داعيا التنظيم الشيعي إلى تسليم سلاحه للجيش اللبناني، فيما قال حسن فضل الله النائب عن الحزب في مجلس النواب إن الجماعة الشيعية تعتبر ما يجري في سوريا “تحولا كبيرا وخطيرا وجديدا” وذلك في أول رد فعل على الإطاحة بحليفها.

واضطر حزب الله الذي خرج ضعيفا بعد حرب مع إسرائيل استمرت عاما كاملا، الى سحب مقاتليه من سوريا بعد الهجوم المفاجئ لفصائل المعارضة المسلحة والذي انتهى بدخولها دمشق الأحد وإسدال الستار على حكم آل الاسد الذي استمر أكثر من خمسة عقود.
وإذ أشاد في مؤتمر صحافي بسقوط الأسد، توجّه سمير جعجع الى مسؤولي الجماعة الشيعية المدعومة من ايران قائلا “انتهت اللعبة وبالتالي، كل يوم تتأخرون فيه فإنكم تضيعونه على أنفسكم في الدرجة الأولى وعلى جميع اللبنانيين في الدرجة الثانية”.
وجعجع المعروف بمعارضته الشرسة للهيمنة السورية على لبنان، هو قائد الميليشيا الوحيد خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) الذي أمضى أحد عشر عاما في السجن خلال مرحلة الوصاية السورية التي استمرت 29 عاما.
وشهدت مناطق ذات غالبية مسيحية وسنية في لبنان الأحد احتفالات بسقوط نظام الأسد.

كل يوم تتأخرون فيه فإنكم تضيعونه على أنفسكم وعلى جميع اللبنانيين

وأضاف السياسي اللبناني القريب من السعودية والولايات المتحدة في مخاطبته مسؤولي حزب الله أنّ “بيئتكم الحاضنة في حاجة ماسة في الوقت الحاضر الى دولة فعلية، الى إعادة إعمار”، علما أن الضربات الجوية الإسرائيلية دمرت معاقل كثيرة لحزب الله طوال شهرين من حرب مفتوحة، من أواخر ايلول/سبتمبر حتى إعلان سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويؤكد معارضو حزب الله داخل لبنان وخارجه أن حربه ضد اسرائيل وسقوط الأسد ساهما في إضعاف التنظيم الموالي أيضا لإيران الى حد بعيد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد إن سقوط الأسد هو “يوم تاريخي في الشرق الأوسط” مرحبا بانفراط “الحلقة المركزية في محور الشر” بقيادة إيران، العدو اللدود للدولة العبرية.

الى ذلك، دعا جعجع حزب الله، التنظيم الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الأهلية تحت شعار “مقاومة إسرائيل”، الى “الجلوس مع الجيش اللبناني ووضع روزنامة للتخلص من كل بنيتكم العسكرية”، والى “التحول حزبا سياسيا لنجلس وإياكم حول الطاولة مع بقية الأفرقاء اللبنانيين”.

وفي المقابل قال حسن فضل الله في بيان إن “ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد، وكيف ولماذا حصل ما حصل، هذا يحتاج إلى تقييم ولا يجري التقييم على المنابر”.
وكان مصدران لبنانيان قالا الأحد ان حزب الله سحب كل قواته من سوريا السبت لدى اقتراب قوات المعارضة السورية من العاصمة دمشق فيما تحدثت مصادر أخرى عن إبقاء عدد من مسلحيه في منطقة القصير القريبة من الحدود.
وذكر أحد المصادر أن الحزب أرسل مجموعة من الخبراء العسكريين للإشراف على عملية الانسحاب.
وكانت مصادر تحدثت الأسبوع الماضي عن ارسال الحزب عددا من المقاتلين لمدينة حمص لمنع سقوطها في يد المعارضة المسلحة.

وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل على مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
ومساء الأحد، كشفت وكالة الأنباء الروسية “تاس”، أن بشار الأسد، الذي حكم سوريا منذ يوليو/تموز 2000 خلفا لوالده حافظ، وصل مع عائلته إلى العاصمة الروسية موسكو وتم منحهم حق اللجوء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى