سياسة

خطأ بروتوكولي يؤجل المباحثات السودانية الأمريكية في القاهرة


أعلن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو مساء الأربعاء إلغاء لقاء مع وفد للحكومة السودانية كان مقررا بالقاهرة .بسبب ما وصفه بخطأ بروتوكولي ما يشير لخلافات كبيرة بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان والإدارة الأميركية بشأن العملية السياسية والمفاوضات وهو ما يعني مزيدا من العزلة للسلطات السودانية.

وقال بيرييلو، عبر منصة إكس “كجزء من شراكتنا الوثيقة المستمرة مع مصر في محاولة إنقاذ الأرواح في السودان. أُقدر الفرصة التي أتيحت لي (الأربعاء) للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية بدر عبدالعاطي”.

وأضاف “كانت الحكومة المصرية حددت أيضا موعدا (لم يذكره) لعقد اجتماع مع وفد للحكومة قادم من مدينة بورتسودان (شرقي السودان). لكن قيل لنا إنه سيتم إلغاء الاجتماع بعد أن خرق الوفد البروتوكولات”، دون تقدم أية توضيحات أخرى بالخصوص.

وأردف “نحن متحمسون لمواصلة رؤية نتائج جهودنا مع مصر والشركاء الدوليين في جنيف لتوسيع نطاق الوصول الإنساني والبرامج الأخرى لتخفيف معاناة الشعب السوداني”.
من جانبه، قال مجلس السيادة، الذي يدير السلطة في السودان، إن الاجتماع التشاوري في القاهرة لم ينعقد لـ”سبب يتعلق بوفد الولايات المتحدة”، دون توضيح هذا السبب.
وذكر المجلس، عبر بيان، أن حكومة السودان قررت إرسال وفد حكومي للقاهرة للقاء الوفد الأميركي، ووصل اثنان من أعضاء وفدنا بالفعل إلى القاهرة منذ الاثنين. وما زالا هناك في انتظار التحاق باقي أفراد الوفد بهما”.

وأردف “هذا تأكيد على جديتنا ورغبتنا الصادقة في استمرار التشاور السابق الذي ابتدرناه مع الولايات المتحدة بمدينة جدة”.
والأحد الماضي، أعلن مجلس السيادة اعتزامه إرسال وفد حكومي إلى القاهرة. بناءً على اتصالات مع الولايات المتحدة ومصر لمناقشة تطبيق “إعلان جدة”.
جاء ذلك على خلفية غياب وفد الحكومة السودانية التفاوضي عن محادثات بشأن الأزمة في بلاده بدأت بجنيف، في 14 أغسطس/آب الجاري. استجابة لدعوة أميركية صدرت في 23 يوليو/ تموز الماضي.
ووصفت الولايات المتحدة تلك المفاوضات بأنها “نموذج جديد”، وأنها تريد مواصلة البناء عليه.

وبينما يشارك في هذه المحادثات وفد قوات “الدعم السريع“، رفض الوفد الحكومي المشاركة فيها، متمسكا قبل الجلوس في أي مفاوضات جديدة بتنفيذ “إعلان جدة”. الذي صدر في مايو/ أيار 2023، في ختام مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية.
ونص هذا الإعلان على التزام طرفي الحرب (الجيش والدعم السريع) بـ”الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارًا للمدنيين”، و”التأكيد على حماية المدنيين”. و”احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان”.

وقد نفى الجيش السوداني في خضم الحديث عن تلقيه دعما عسكريا من مصر لتصعيد القتال الحصول على طائرات من طراز ” كي 8″ من الجيش المصري.

وأفاد في بيان نشره في حسابه الرسمي على الفايسبوك الاربعاء أنه “يمتلك أسرابا من هذا الطراز من الطائرات صينية الصنع منذ مطلع الألفية الحالية وقد حصلت عليها من دولة المنشأ (جمهورية الصين الشعبية). أي قبل الحرب الحالية بعقدين من الزمان ولاحاجة للإستعانة بأي دولة صديقة للحصول على مزيد من هذه الطائرات والذي هو أصلاً مخصص لتدريب الطيارين”.
ودعمت مصر مجلس السيادة سياسيا في خضم لقاءات مستمرة بين البرهان والسيسي وسط حديث عن تعاون عسكري.

ودخل هذا الأسبوع جزء ضئيل من المساعدات المتاحة لإقليم دارفور السوداني الذي يعاني من انتشار الجوع، وذلك من خلال معبر أدري الحدودي قادما من تشاد .بعد إقدام الجيش السوداني على رفع حظر عمليات التسليم مؤقتا.
وتسيطر قوات الدعم السريع المنافسة للجيش خلال الحرب المدمرة التي تشهدها البلاد منذ 16 شهرا على معظم أنحاء دارفور وعلى معبر أدري، وهو أسرع طريق للدخول إلى المنطقة.
وأمر الجيش وكالات الإغاثة في فبراير/شباط بالتوقف عن استخدام المعبر. قائلا إنه يستخدم لنقل الأسلحة، ولكنه وافق الأسبوع الماضي على إلغاء هذا الأمر لمدة ثلاثة أشهر.

وقال جاستن برادي رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان على منصة إكس في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء إنه بعد مرور 15 شاحنة من خلال المعبر من إجمالي 131 شاحنة على الحدود. أصدرت الحكومة السودانية “تعليمات بوقف التحركات حتى يتم الاتفاق على الإجراءات التي وردت أمس”.

 

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان أمس إن كميات من الذرة والبقوليات والزيت والأرز تكفي 13 ألف شخص عبرت مساء الثلاثاء متجهة إلى كرينك، في غرب دارفور. وكرينك واحدة من 14 منطقة في أنحاء البلاد يقول الخبراء إنها تواجه خطر المجاعة.
لكن الوكالة قالت إن لديها أغذية جاهزة للتحرك تكفي 500 ألف شخص.

ويواجه أكثر من ستة ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي في أنحاء دارفور. فضلا عن أكثر من 25 مليونا، أو نحو نصف عدد السكان، في مختلف أنحاء البلاد.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المساعدات الغذائية وصلت إلى كرينك بحلول اليوم الخميس. ورحبت قوات الدعم السريع، التي قالت وكالات إغاثة إنها نهبت شاحنات ومخازن للمساعدات في حالات عديدة، بتسليم المساعدات في بيان صدر في وقت متأخر أمس الأربعاء.
وأظهرت وثيقة صادرة عن مفوضية العون الإنساني الموالية. للجيش أن الإجراءات التي وضعتها الحكومة تضمنت وجود السلطات السودانية والجنود في المستودعات التشادية وعلى الحدود للتفتيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى