الشرق الأوسط

خطة من 5 نقاط لإنهاء حرب غزة.. واشنطن وتل أبيب يضعان شروط ما بعد النار


للمرة الأولى منذ اندلاعها في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يدور الحديث عن هدنة في غزة، إنما عن وقف للحرب في القطاع الفلسطيني.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يريد التحرك نحو صفقة كبرى” تشمل إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإحراز تقدم في العلاقات مع الدول العربية”.

 ترامب يضغط 

وأبلغ مصدران دبلوماسيان صحيفة “إسرائيل اليوم” عن “ضغوط رئاسية أمريكية كبيرة على رئيس الوزراء نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة”. وقالت: “بدأ هذا الضغط قبل عملية “الأسد الصاعد” (ضد إيران) واستؤنف فور انتهائها”.

وكشفت “إسرائيل اليوم” أيضًا أن المخاوف بشأن احتمال فشل الخطة الطموحة ساهمت في غضب الرئيس ترامب الشديد من الضربات الإسرائيلية بعد إعلانه وقف إطلاق النار مع إيران.

وقالت: “خلال المحادثة التي طالب فيها رئيس الوزراء نتنياهو بوقف إطلاق الطائرات، أعرب ترامب عن ارتباكه بشأن كيفية قيام نتنياهو بتعطيل إطار السلام الاستراتيجي المتفق عليه بسبب صاروخ إيراني صغير”.

وأضافت: “يبدو أن التزام الزعيمين بتنفيذ هذه الاستراتيجية الطموحة هو ما دفع الرئيس ترامب لنشر منشوره الاستثنائي على مواقع التواصل الاجتماعي حول الإجراءات القانونية لرئيس الوزراء، إذ يسعى ترامب، بعد أن ناقش معه محاكمة نتنياهو سابقًا، إلى تحريره من أجل الانخراط الكامل في رؤية سلام، ونتيجةً لذلك، تم تأجيل شهادة نتنياهو المقررة أمام المحكمة الأسبوع المقبل”.

خطة من 5 نقاط

وكشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” النقاب عن محادثة هاتفية رباعية جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، مباشرةً بعد الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية”.

ونقلت عن مصدر مطلع على فحوى المحادثة أن جميع المشاركين أبدوا حماسًا شديدًا لنتائج مهمة قاذفة القنابل “بي-2”.

وقالت: “إلا أن الرضا الهائل بين القادة الأربعة لم ينبع فقط من الإنجازات العملياتية، بل أيضًا من تخطيطهم الاستراتيجي المستقبلي. يهدف الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو إلى السعي بسرعة إلى اتفاقات سلام جديدة مع الدول العربية في إطار توسيع اتفاقيات إبراهيم”.

وأضافت: “توصلوا إلى توافق عام حول هذه المبادئ الأساسية. ويخططون لتطبيقها بسرعة، بدءًا من إنهاء الحرب في غزة”.

  • أولا، ستنتهي الأعمال العدائية في غزة خلال أسبوعين، وستواجه قيادة حماس المتبقية النفي إلى دول أخرى، بينما ينال الرهائن الإسرائيليون حريتهم.
  • ثانيا، ستستقبل دولٌ عديدةٌ حول العالم أعدادًا من سكان غزة الساعين للهجرة.
  • ثالثا، توسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل دول عربية وإسلامية أخرى.
  • رابعا، ستُعلن إسرائيل عن استعدادها لحل النزاع الفلسطيني مستقبلًا بموجب مفهوم “الدولتين”، بشرط إصلاحات السلطة الفلسطينية.
  • خامسا، ستُقرّ الولايات المتحدة بتطبيق محدود للضم الإسرائيلي في الضفة الغربية.

نتنياهو يلمح

ولمح نتنياهو نفسه إلى الخطوات القادمة في شريط فيديو، قائلا: “لقد قاتلنا ببسالة ضد إيران وحققنا نصرًا عظيمًا، هذا النصر يفتح فرصة لتوسيع كبير لاتفاقيات السلام. نحن نعمل بجد على هذا”.

وأضاف: “إلى جانب إطلاق سراح رهائننا وهزيمة حماس، هناك فرصة سانحة لا يجب تفويتها. لا يمكن إضاعة يوم واحد”.

 لابيد يدعو لإنهاء الحرب

ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لإنهاء الحرب على غزة وقال على منصة “فيسبوك”: “الحرب لم تعد تخدم مصلحتنا. حان وقت اتخاذ قرارات شجاعة. يجب إبرام صفقة، إعادة الأسرى، وإنهاء الحرب”.

وأضاف: “سنقضي على حماس، ولكن بعد أن نُعيد تنظيم صفوفنا. يجب أن يتمركز الجيش الإسرائيلي على محيط القطاع، ليُفصل بين مستوطنات الغلاف وغزة. الدخول إلى القطاع سيكون من أجل إحباط العمليات الإرهابية، خنقهم اقتصاديًا، ومنع التهريب”.

وتابع: “من الخطأ ترك جنود الجيش داخل غزة ليكونوا أهدافًا للمزيد من الهجمات. لقد دعمت هذه الحرب، لكنها لم تعد تعمل لصالحنا. حان الوقت لقرارات شجاعة”.

تجدد المظاهرات

ومع انتهاء القيود التي فرضت على التجمعات خلال العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، فقد تجددت المظاهرات في إسرائيل التي تدعو إلى وقف الحرب وسط توقعات بمشاركة أعداد كبيرة في مظاهرة بتل أبيب مساء يوم السبت.

فقد طالب حوالي 2000 متظاهر في تل أبيب بإنهاء الحرب في قطاع غزة والحل الفوري لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتُسلّط هذه المظاهرة، وهي الأولى من نوعها منذ وقف إطلاق النار مع إيران يوم الثلاثاء بعد حرب استمرت 12 يومًا، الضوء على محنة أمهات الجنود المتمركزين في القطاع.

كما تأتي هذه المظاهرة بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل سبعة جنود في خان يونس.

وإحدى المجموعات المنظمة للاحتجاج هي “إيما إيرا” (الأم اليقظة)، التي تجمع الأمهات مع الجنود.

ودعت عضو الكنيست عن حزب العمل، إفرات رايتن، وهي والدة جندي خدم في غزة، إسرائيل إلى “إنهاء الحرب الآن والسعي نحو تسوية دبلوماسية”.

وأضافت: “ليس أطفالنا هم من يجب أن يدفعوا ثمن فشل القيادة، بل الحكومة هي من ستدفع الثمن”.

وبعد الكلمات، سار المتظاهرون إلى مدخل طريق بيغن المؤدي إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية لمواصلة المظاهرة هناك.

ولكن سلطات إنفاذ القانون أعلنت المظاهرة غير قانونية واعتقلت اثنين من المتظاهرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى