دمشق تفتح باب التهدئة مع تل أبيب.. والعودة لاتفاق 1974 مطروحة

أعلنت سوريا اليوم الجمعة عن استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك مع اسرائيل لعام 1974، على ما أفاد بيان لوزارة الخارجية، بعدما أعربت إسرائيل عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع دمشق، في وقت تدرك فيه الحكومة السورية أن استعادة الاستقرار والتنمية تتطلب حلولًا سلمية مع جيرانها.
-
ضربة إسرائيلية جنوب سوريا تطال عنصراً تابعاً لحماس
-
تحت نيران مستمرة.. سوريا تواجه تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا متواصلاً
وأورد البيان أن الوزير أسعد الشيباني ناقش خلال اتصال مع نظيره الأميركي ماركو روبيو “الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري”. ولعبت واشنطن دورًا حاسمًا في صياغة اتفاق فض الاشتباك الأصلي، وهي الطرف الوحيد القادر على ممارسة الضغط على كل من سوريا وإسرائيل للتوصل إلى تفاهمات جديدة.
ويشكل انفتاح دمشق على التعاون مع الولايات المتحدة بشأن هذا الاتفاق تحولا نوعيا في السياسة الخارجية السورية، مدفوعًة بالحاجة الملحة للاستقرار الأمني. ورغبة في إعادة سوريا إلى الحاضنة الإقليمية والدولية.
-
قسد في مأزق.. خفض الوجود الأميركي يفتح الباب أمام خصومها
-
من دمشق: عراقجي يعلن عن مبادرات لوقف الحرب في غزة ولبنان
ولا تزال سوريا واسرائيل رسميا في حالة حرب منذ العام 1948. فيما أقرّت السلطات الانتقالية التي وصلت إلى الحكم في نهاية العام الماضي بحصول مفاوضات غير مباشرة مع الدولة العبرية. تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغل في جنوب البلاد عقب إطاحة بشار الأسد من الرئاسة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك قوله .إن “سوريا وإسرائيل تجريان محادثات جدّية عبر وساطة الولايات المتحدة تهدف إلى استعادة الهدوء على حدودهما”.
-
بين الأمن والسياسة.. دمشق ترسم حدود الاتصال مع إسرائيل
-
هل يقود جنبلاط جهود وساطة للتهدئة بين الشرع والدروز؟
وتربط دمشق هدف المفاوضات بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974. لناحية وقف الأعمال القتالية وإشراف قوات من الأمم المتحدة على المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.
ومنذ وصوله إلى الحكم، أكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أن سوريا. لا ترغب في تصعيد أو صراع مع جيرانها، فيما دعا لاحقا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف هجماتها.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الاثنين أن لدى بلاده “مصلحة في ضم دول جديدة، مثل سوريا ولبنان إلى دائرة السلام والتطبيع”، مشدّدا على أن هضبة الجولان .التي احتلت إسرائيل أجزاء منها في العام 1967 قبل ضمها في العام 1981. ستبقى “جزءا لا يتجزأ” من الدولة العبرية في أي اتفاق سلام محتمل.
-
لا نية للانسحاب.. تركيا تمدد وجودها في سوريا وسط تقارب مع إسرائيل
-
مبادرة دينية أميركية في سوريا لتعزيز فرص التطبيع مع إسرائيل
وتعليقا على ذلك، قال مصدر رسمي سوري الأربعاء .إن التصريحات عن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل “سابقة لأوانها”، كما نقل التلفزيون الرسمي السوري.
وأضاف المصدر “لا يمكن الحديث عن احتمالية التفاوض حول اتفاقيات جديدة. إلا بعد التزام الاحتلال الكامل باتفاقية فكّ الاشتباك لعام 1974 وانسحابه من المناطق التي توغّل فيها”.
وخلال حرب أكتوبر/تشرين الأول في العام 1973. استولت إسرائيل على جزء إضافي من هضبة الجولان تبلغ مساحته حوالي 510 كيلومترات مربعة. لكنها انسحبت منه في عام 1974 بموجب اتفاق فضّ اشتباك أنشأ منطقة منزوعة السلاح تمتد على نحو 80 كيلومترا.