تظهر من فترة لأخرى الأدلة والقرائن الكاشفة لأبعاد المؤامرة التي حاكتها قطر وجماعة الإخوان المسلمين لنشر الفوضى غير الخلاقة في المنطقة العربية عبر ما سمى “ثورات الربيع العربي”، ومحاولة تمكين جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في بلدان المنطقة خدمة لهذه الأجندة الفوضوية، التي لاتزال الدول والشعوب العربية تدفع ثمنها باهظاً من أمنها واستقرارها ورفاهيتها حتى يومنا هذا.
وآخر هذه الأدلة هو ما تضمنته بعض رسائل البريد الإلكتروني الذي استخدمته وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد إدارة أوباما، هيلاري كلينتون، والتي طلب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برفع السرية عنها ونشرها، من وثائق داعمة لهذه الحقائق؛ حيث كشفت هذه الرسائل عن تعاون وثيق بين هذا الثالوث الداعم للفوضى الخلاقة في المنطقة “إدارة أوباما وقطر وجماعة الإخوان المسلمين “بهدف زعزعة استقرار دول عربية عدة أثناء ما يعرف بـ”الربيع العربي”، ومن ذلك رسالة تُظهر ارتباط الوزيرة الوثيق بقناة “الجزيرة” القطرية، ومحاولة استغلالها لتلميع صورة إدارة أوباما والترويج لمشروعها الفوضوي في منطقة الشرق الأوسط، حيث كشفت هذه الرسالة أن هيلاري زارت قناة “الجزيرة” في مايو 2011، واجتمعت مع مدير القناة وأعضاء مجلس إدارتها، وأنها آثرت هذه الزيارة على زيارة القوات الأمريكية المرابطة في قاعدة العديد القطرية.
كما كشفت رسالة أخرى عن مطالبة هيلاري كلينتون لقطر بتمويل ما سمي بثورات “الربيع العربي” عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون. وكشفت رسالة ثالثة مؤرخة في سبتمبر 2012 عن تعاون قطري مع تنظيم الإخوان، لإنشاء قناة إعلامية باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار بعد أن اشتكت جماعة الإخوان من ضعف مؤسساتها الإعلامية مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى. وأظهرت هذه الوثيقة المسربة أن الجماعة اشترطت على قطر أن يتولى القيادي الإخواني، خيرت الشاطر، إدارة القناة.
وهذه الوثائق تمثل امتداداً لكثير من الوثائق الأخرى التي تم تسريبها والتي أكدت دعم قطر عبر إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لجماعة الإخوان المسلمين في الدول العربية ضمن ما كان يسميه “مشروع الإصلاح السياسي بالشرق الأوسط “الذي تبنته هذه الإدارة، حيث نظرت إدارة أوباما إلى هذه الجماعة الإرهابية باعتبارها أداة لتحقيق التغيير المنشود في المنطقة، وبدأت في التواصل مع الجماعة حتى قبل الربيع العربي وتحديداً منذ عام 2007، فيما كانت قطر هي عراب هذا التعاون والشريك الأكبر للإخوان المسلمين ولإدارة أوباما في هذا المشروع الفوضوي المدمر لاستقرار المنطقة العربية وأمنها.
لم يعد خافٍ على أحد اليوم التأثيرات المدمرة لهذه الفوضى غير الخلاقة التي أوجدها التحالف القطري- الإخواني بدعم إدارة أوباما، فالحروب الأهلية والصراعات التي انتشرت في أكثر من بلد عربي، والجماعات الإرهابية والمتطرفة والتنظيمات المسلحة والميليشيات الفوضوية التي انتشرت كالسرطان في ربوع بلدان المنطقة، والخسائر الاقتصادية الباهظة التي أعادت المؤشرات التنموية في بعض دول المنطقة عقودا إلى الخلف، وآلاف الأرواح التي أُزهقت في هذه الفوضى، هي كلها جزء من نتائج تحالف هذا الثالوث الفوضوي ومخططاته. ولولا وقفة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الحاسمة وانضمام مصر لهما بعد تخلصها من حكم الإخوان في وجه هذه المؤامرة، لكانت المنطقة بالكامل ذهبت إلى الهاوية، وتحقق المخطط الشرير والمشبوه لهذا التحالف الفوضوي.
نقلا عن العين الإخبارية