الشرق الأوسط

رسالة ضغط أم خطوة نسف؟ إسرائيل تُشعل الجدل بـ الخط الأصفر


بعد ساعات من حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن الاقتراب من عتبة المرحلة الثانية من اتفاق غزة، أُلقيت قنبلة بشأن حدود القطاع.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن الخط الأصفر في قطاع غزة هو خط حدودي جديد.

وأضاف خلال جولة ميدانية وتقييم للوضع في قطاع غزة: “لن نسمح لحماس بإعادة التموضع. نحن نسيطر على مساحات واسعة من القطاع ونتمركز على خطوط السيطرة. الخط الأصفر هو خط حدودي جديد – خط دفاع متقدّم للبلدات (الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة) وخط هجوم”.

والخط الأصفر هو الخط الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب على غزة.

وبموجب الخطة الأمريكية فإن الجيش الإسرائيلي سينسحب تدريجياً من المواقع التي ما زال يتواجد فيها في قطاع غزة والتي تشكل نحو 53% من مساحة القطاع.

ومن المفترض أن يعلن الرئيس الأمريكي ترامب، قبيل أو خلال أو بعد لقاء نتنياهو في فلوريدا نهاية الشهر الجاري، عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة التي تتضمن انسحابات إسرائيلية إضافية من قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، قال المتحدث الرسمي في السفارة الأمريكية في إسرائيل كريستيان جيمز، في مقطع فيديو نشره على حساب السفارة السبت: “هذه ليست خطة احتلال ولا ضم”.

وأضاف: “إسرائيل ستنسحب من غزة كلما تحسن الوضع الأمني”.

وتابع جيمز: “المناطق الخالية من وجود حماس سيتم تسليمها لقوات أمن دولية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والشركاء العرب”.

وأشار إلى أن “هذه القوات ستقوم بتدريب الشرطة الفلسطينية وستعمل مع مصر وإسرائيل من أجل تأمين الحدود وتسهيل دخول البضائع بسرعة حتى نعيد بناء اقتصاد غزة”.

وقال المتحدث الأمريكي: “هذه ليست هدنة مؤقتة وإنما نهاية للحرب في غزة ومستقبل خالٍ من حماس ومن العنف والخوف”.

وتتناقض أقوال زامير مع خطة ترامب ومع ما قاله المتحدث الأمريكي عن انسحابات إضافية للجيش الإسرائيلي.

ولم يتضح إذا ما كانت تصريحات زامير زلة لسان أم محاولة لوضع عراقيل جديدة أمام خطة ترامب، ولكن المحللين العسكريين الإسرائيليين وصفوا تصريح زامير بـ”المفاجئ”، واعتبروه “مخالفة لخطة ترامب”.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون، في تحليل أقوال زامير تناقض خطة ترامب.

وأضاف: “على الرغم من أن خطة ترامب من المفترض أن تنسحب إسرائيل من الخط الأصفر، قال زامير إنه سيكون خط دفاع أمامي للمجتمعات وخط هجوم”.

وتابع: “وفقاً لخطة ترامب، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من الخط الأصفر كجزء من المرحلة الثانية – وسيتم نشر القوة الدولية في المنطقة”.

وأشار زيتون إلى أنه “كجزء من المرحلة الثانية من الاتفاق، من المتوقع دخول الأموال إلى قطاع غزة لإعادة تأهيله، إلى جانب أدوات هندسية ومواد بناء”.

وقال: “يواصل الأمريكيون استعداداتهم للانتقال إلى هذه المرحلة، لكنهم يواجهون صعوبات، خاصة فيما يتعلق بإنشاء قوة الاستقرار الدولية، فحتى الآن، لا ترغب العديد من الدول العربية والإسلامية في التطوع بآلاف الجنود للتمركز في غزة وتحمل المسؤولية عنها من الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف: “أظهرت أذربيجان استعدادها من حيث المبدأ لإرسال مقاتلين، لكنها على ما يبدو تراجعت، وأحد التفسيرات هو أن تركيا ضغطت عليها لسحب نواياها لأنها تريد بدورها ملء الفراغ وجلب قوات إلى قطاع غزة”.

وكانت إسرائيل أعلنت رفضها نشر تركيا قوات في قطاع غزة رغم أنها إحدى 4 دول ضامنة للاتفاق.

ومن جهته، وصف المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” آفي أشكنازي، في تقرير تصريح زامير بأنه “مفاجئ”.

وأضاف: “تأتي تصريحات رئيس الأركان في ظل رغبة الولايات المتحدة في ضمان ألا يبقى وقف إطلاق النار في غزة مؤقتاً وهشّاً، بل يكون راسخاً بالفعل في إطار منظم وواضح”.

وتابع: “وفقاً لخطة العمل الأمريكية، تشمل المرحلة الثانية إنشاء مجلس السلام، وهو هيئة دولية لإدارة قطاع غزة، ولجنة مدنية فلسطينية تدير الحياة اليومية – حكومة التغيير، ونشر قوة استقرار دولية تعمل جنباً إلى جنب مع شرطة محلية غير حزبية”.

ومن جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: “يأتي هذا التصريح رغم أن خطة ترامب الأصلية تقضي بانسحاب إسرائيل من هذا الخط في المرحلة الثانية، وذلك تمهيداً لانتشار قوة دولية في المنطقة”.

وخلافاً لتصريحات زامير، فقد كشفت هيئة البث الإسرائيلية النقاب عن أنه “بعد ضغط أمريكي شديد، سرّعت إسرائيل الاستعدادات للمرحلة التالية من خطة ترامب، مع التركيز على إنشاء مدينة فلسطينية جديدة في رفح، والتي ستشمل عشرات الآلاف من سكان غزة، ومن المتوقع أيضاً دخول القوات الأجنبية إليها لاحقاً، كجزء من قوة حفظ السلام التابعة للرئيس ترامب”.

وأضافت: “في الأيام الأخيرة، تجري مناقشات في إسرائيل حول هذه القضية، رغم أن جثمان المختطف، الرائد ران غيلي، لا يزال في غزة، ورغم إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تنتقل إلى المرحلة التالية حتى يُعاد جميع المختطفين إلى إسرائيل”.

وتابعت: “وفقاً لمعلومات حصلنا عليها، يطالب الأمريكيون إسرائيل بإحراز تقدم خلال أسبوعين في إزالة الأنقاض في رفح، والاستعداد لدخول المباني المؤقتة، والتي جاءت كتبرع من دول عربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة. حتى الآن، لم تسمح إسرائيل بدخول مثل هذه الهياكل إلى قطاع غزة، بل فقط بالخيام”.

وأردفت: “القوة متعددة الجنسيات التي ستعمل في غزة، قوات الأمن الداخلي، لم تتأسس بعد، ولا توجد دولة مستعدة في هذه المرحلة لإرسال قوات إلى المناطق التي تعمل فيها حماس، ومع ذلك، يطالب الأمريكيون بالفعل بالاستعداد للمرحلة التالية، حيث من المتوقع أن يستغرق بناء المدينة الجديدة عدة أشهر”.

زر الذهاب إلى الأعلى