رغم احتدام القتال.. طرفا الصراع السوداني يتجهان لاستئناف المحادثات
كشف دبلوماسي سعودي كبير عن استئناف ممثلي طرفي الصراع في السودان المحادثات غدا الأحد حول كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية.
وبينما واصل الجيش ضرباته الجوية واستهداف المدنيين، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على العاصمة الخرطوم.
وكانت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع قد اندلعت منذ منتصف شهر أبريل الماضي في العاصمة الخرطوم قبل أن تمتد إلى أنحاء مختلفة من البلاد. وسط انهيار سريع للوضع الإنساني الهش في البلد العربي الأفريقي.
وقال الدبلوماسي اليوم السبت إن الطرفين سيظلان في مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الأحمر لبدء المرحلة التالية من المفاوضات بعد الاتفاق يوم الخميس على خطة حماية المدنيين.
كما دعت المملكة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى قمة جامعة الدول العربية المقرر عقدها بجدة في 19 مايو.
وقال دبلوماسيان آخران من الخليج إنه على الرغم من دعوة البرهان لحضور قمة جدة فإنه ليس من المتوقع أن يغادر السودان، وذلك لأسباب أمنية.
وأشار الدبلوماسي السعودي إلى أن توجيه الدعوة للبرهان جاء لأنه رئيس مجلس السيادة السوداني. الذي كان من المفترض أن يشرف على عملية انتقال إلى الحكم المدني كانت مزمعة قبل اندلاع الصراع.
وأضاف الدبلوماسي السعودي “لم نتلق حتى الآن أسماء الوفود لكننا نتوقع حضور من يمثل السودان في القمة”.
ورغم نجاح الجهود الأميركية السعودية في دفع الطرفين لتوقيع “إعلان جدة” للالتزام بحماية المدنيين في السودان، وتوفير الظروف المواتية لإيصال المساعدات الإنسانية لجموع الشعب السوداني. إلا أن الجيش يواصل استهداف المدنيين في جنوب العاصمة الخرطوم. فيما أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” مساء الجمعة في بيان مرفق بمقاطع فيديو أنها سيطرت على كامل الخرطوم مشيرة إلى قصف الطيران لأهداف مدنية فرفرة مذبوح.
كما تجددت الاشتباكات بين طرفي النزاع في مدينتي بحري (شمال) وأم درمان (غرب)، مع تحليق للطيران العسكري. حيث أبلغ شهود عيان أن الاشتباكات العنيفة تجددت في بحري، وأم درمان، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وطبقا للشهود، فإن الطائرات الحربية حلقت في بحري وأم درمان. وأطلقت قذائف في مواجهة تجمعات قوات “الدعم السريع”. كما سمع دوي أصوات المدافع والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في أحياء شرق النيل.
وفي وقت سابق، قالت قوات الدعم السريع في بيان عبر صفحاتها على فيسبوك وتويتر إن “القوات الانقلابية الإرهابية نفذت مساء الجمعة. غارات جوية وقصف بالطيران الحربي على المواطنين في جنوب العاصمة الخرطوم. وعدد من المواقع الحيوية (مصانع وشركات ومؤسسات مدنية) في مناطق مأهولة بالسكان ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وانهيار مباني وتضرر مرافق مهمة جاري حصرها”.
وأدانت القوات “هذا السلوك البربري للقوات الانقلابية بحق المدنيين الأبرياء” ودعتهم إلى التحلي “بالشجاعة الكافية لمواجهة قواتنا المنتشرة في جميع أنحاء العاصمة الخرطوم ونيل شرف المحاولة لفك الحصار المضروب على كل مواقع الانقلابيين”.
وأسفر الصراع الذي اندلع فجأة منذ شهر عن مقتل المئات وفرار أكثر من 200 ألف إلى دول مجاورة وكذلك نزوح 700 ألف آخرين داخليا. كما تسبب في خطر تدخل قوى خارجية وزعزعة استقرار المنطقة.
واتفق طرفا الصراع الخميس على “إعلان مبادئ” لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكن القتال لم يهدأ. حيث دارت الاشتباكات والضربات بأنحاء الخرطوم والمناطق المجاورة.
وفي المحادثات المزمع استئنافها بجدة، من المقرر أن يبدأ الطرفان بمناقشة آليات تنفيذ اتفاق الخميس. بما في ذلك خطط وصول المساعدات والممرات الآمنة وإخراج القوات من المناطق المدنية.
وتتطرق المحادثات بعد ذلك إلى سبل إنهاء الصراع، مما يمهد الطريق في نهاية المطاف لتولي حكومة مدنية السلطة. وقال الدبلوماسي السعودي “طبيعة الصراع تؤثر على الحوار. ومع ذلك أجد روحا طيبة جدا من الجانبين”.
ولم يبد أي من الجانبين علانية أي علامة على استعداده لتقديم تنازلات. واستمر القتال بينهما خلال هدنات سابقة. وعلى الرغم من أن قوات الدعم السريع وعدت بدعم اتفاق الخميس، لم يعلق الجيش بشأنه بعد.
ولم تتضح أي دلالات على قدرة أي من الجانبين على تحقيق نصر سريع. إذ تتمركز قوات الدعم السريع في الأحياء السكنية بأنحاء العاصمة بينما تمكن الجيش من استدعاء القوة الجوية.