سياسة

روسيا تتمسك بوجودها العسكري في سوريا.. ودمشق تكشف موقفها


بات الوجود العسكري الروسي في سوريا محط اهتمام في أعقاب التطورات الأخيرة في دمشق.

وفي وقت اعتبرت موسكو أن “المصالح المشتركة أمر حاسم”، وضع رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي مسألة الوجود العسكري الروسي في جعبة “السلطات الجديدة”.

ولروسيا قاعدتان عسكريتان في سوريا، الأولى بحرية في ميناء طرطوس والثانية جوية في ريف اللاذقية، وهي قاعدة “حميميم”، فضلا عن انتشار قوات روسية في عدة مناطق في سوريا، سواء كانوا مستشارين عسكريين، أو قوات من الشرطة العسكرية.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن الجلالي، قوله إن “موضوع الوجود العسكري الروسي في سوريا، ليس من اختصاصي، والسلطات الجديدة ستتخذ قرارا بشأن هذا الأمر في المرحلة المقبلة”.

وسقط حُكم الرئيس بشار الأسد، بعد دخول فصائل المعارضة المسلحة، إلى العاصمة دمشق اليوم الأحد، بعد هجوم واسع النطاق بدأته في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسيطرت خلاله على محافظات أدلب وحلب وحماة وحمص، ثم دمشق.

وعلى الجانب الروسي، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، ردا على سؤال حول مستقبل الوجود الروسي في سوريا: “نحن حريصون على الحفاظ على علاقات جيدة مع سوريا، وفي هذا السياق يجب اعتبار مصالحنا المشتركة أمرا حاسما”، حسب وكالة “تاس”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن موسكو “تتابع التطورات الدراماتيكية في سوريا بقلق بالغ”، موضحة أنها “تحافظ على الاتصال مع جميع مجموعات المعارضة السورية”.

قاعدة حميميم الروسية في سوريا

وأشارت إلى أن موسكو تتخذ أيضا كل التدابير اللازمة لضمان سلامة مواطنيها في سوريا، مضيفة أن “القواعد العسكرية الروسية في سوريا في حالة تأهب قصوى، ولا يوجد أي تهديد خطير لأمنها في الوقت الراهن”.

وأفادت وكالة “تاس” نقلا عن شهود عيان بأن فصائل المعارضة المسلحة سيطرت على مدينة جبلة القريبة من قاعدة “حميميم”.

وقال مصدر: “كان المسلحون في وسط المدينة خلال النهار، وفي البداية كان هناك إطلاق نار في الهواء، أما الآن فالوضع هادئ”، لافتا إلى أن “القوات العسكرية الروسية موجودة في القاعدة، ولم تقع أي اشتباكات مع فصائل المعارضة المسلحة”.

“حميميم” رمز النفوذ الروسي

وتعد قاعدة حميميم الجوية رمزا لنفوذ روسيا في سوريا على مدى سنوات، فمنها أديرت العمليات العسكرية الروسية في الدولة العربية، ومنها شن سلاح الجو الروسي ضربات جوية ضد معارضي بشار الأسد.

وفي 26 أغسطس/ آب 2015، وقعت دمشق وموسكو اتفاقا لإنشاء قاعدة “حميميم”، لكن الكرملين لم يكشف عن الاتفاق إلى بعد نحو عام، إذ أقره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومجلس الدوما الروسي، في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016.

ويسمح الاتفاق لروسيا باستخدام “قاعدة حميميم”، لأجل غير مسمى، بحيث يتم نشر قوات جوية روسية في القاعدة “لفترة غير محددة”، ما منح القاعدة الجوية، التي تقع تحت الولاية الروسية، صفة الديمومة دون الارتباط بسقف زمني معين.

وتقع القاعدة في ريف اللاذقية، شمال القاعدة الروسية البحرية في ميناء طرطوس على ساحل البحر المتوسط، والتي أنشأت خلال عهد الاتحاد السوفيتي.

قاعدة حميميم الروسية في سوريا

ويمنح الاتفاق، القوات الروسية في حميميم إعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية على أن يتمتع العسكريون الروس وعائلاتهم بحصانة دبلوماسية.

وسمحت تلك القاعدة لروسيا بتعزيز وجودها وترسانتها في سوريا لتنفيذ غارات لاسيما في حلب.

واستقبلت القاعدة، آلاف الجنود، ومقاتلات وطائرات هجومية، ومروحيات قتالية، وأنظمة دفاع مضادة للطيران.

وفي أبريل/نيسان 2017، أعلن الجيش الروسي تخفيض عدد طائراته في “قاعدة حميميم” إلى النصف تقريبا، من دون كشف عددها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى