سياسة

روسيا تحسم مصير الأسد: هل ستستمر في دعمه أم تتخلى عنه؟


قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لشبكة ‘إن.بي.سي نيوز’ في مقابلة بثت يوم الثلاثاء ردا على سؤال عما إذا كانت موسكو ستسلم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد للمحكمة الجنائية الدولية “روسيا ليست طرفا في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية”.

ويواجه الأسد والكثير من رموز نظامه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن فراره لموسكو قد يوفر له ملاذا آمنا على الأقل في الوقت الراهن وهي أيضا اتهامات يواجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب غزوه لأوكرانيا.

ونقطة الالتقاء هذه تعزز موقف روسيا من رفض تسليم الأسد الذي أنقذه التدخل العسكري الروسي في 2015 من السقوط في مواجهة فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة منها والمتطرفة.

وقال ريابكوف، إن روسيا نقلت الرئيس السوري المخلوع إلى موسكو بشكل آمن للغاية بعد الإطاحة به في هجوم خاطف شنته قوات المعارضة، مضيفا لإن.بي.سي وفقا لنص منشور على موقع الشبكة الإلكتروني “هو آمن وهذا يظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي”، مضيفا أنه لن يوضح “ما حدث وكيف تم حل الأمر”.

وقال الكرملين يوم الاثنين إن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرارا بمنح الأسد حق اللجوء في روسيا. ويشكل سقوطه ضربة كبيرة لإيران وروسيا، اللتين تدخلتا في الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا لمحاولة دعم حكمه على الرغم من المطالب الغربية برحيله عن السلطة.

وقدمت روسيا الدعم سوريا منذ بداية الحرب الباردة، واعترفت باستقلالها في عام 1944 عندما سعت دمشق للتخلص من الحكم الاستعماري الفرنسي. وكان الغرب ينظر لسوريا باعتبارها دولة تابعة للاتحاد السوفييتي.

ويوم الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء الجديد في سوريا محمد البشير توليه رسميا مسؤولية حكومة انتقالية مدعومة من جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد.

وعلى صعيد منفصل، قال ريابكوف إن روسيا “ستكون مستعدة بالتأكيد للنظر” في عملية جديدة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، على غرار عملية التبادل التي جرى في أغسطس/آب وشملت مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش والجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية بول ويلان.

وأضاف المسؤول الروسي أن الاتفاق الجديد سيكون “خطوة صحية إلى الأمام، وخاصة في بداية الإدارة المقبلة”، مضيفا أنه لا يريد “استباق أي شيء”.

وفي تطور آخر أكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الأربعاء أن روسيا تتواصل مع الجهات التي تسيطر على الوضع في سوريا، مؤكدا أن أمن المقار والمواقع الروسية والمواطنين الروس في سوريا على رأس الأولويات.

وتابع في حديث للصحفيين “قاعدتنا في سوريا وبعثتنا الدبلوماسية هناك، وبطبيعة الحال أمن المقار والمواقع الروسية والمواطنين الروس في سوريا يتصدر أولويات القيادة الروسية”.

وقال إن بلاده تريد استقرار الوضع في سوريا في أقرب وقت ممكن، وهي “على اتصال دائم مع الأطراف المسيطرة على الوضع في هذا البلد”.

وتحدث عن الدور الذي لعبته روسيا في سوريا في السنوات الماضية قائلا “موسكو ساعدت الجمهورية العربية السورية في وقت من الأوقات على التعامل مع الإرهابيين وساعدت في استقرار الوضع بعد أن هدد هذا الوضع المنطقة بأكملها وبذلت الكثير من الجهد من أجل ذلك وأنجزت مهمتها. وبعد ذلك عملت قيادة الرئيس الأسد نفسها بشكل مستقل وكانت منخرطة في التنمية ببلادها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى