سياسة

روسيا تنفي انسحاب السودان من اتفاق بناء قاعدة عسكرية على أراضيه


نفت روسيا انسحاب السودان من اتفاق لإقامة قاعدة عسكرية روسية على أراضيه.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء، عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله اليوم الجمعة: إن السودان لم ينسحب من اتفاق مع روسيا لإقامة منشأة بحرية روسية هناك”.

وتابع بوجدانوف: “أعتقد أنه يمكن دائما التوصل لحل وسط .. لم ينسحبوا من الاتفاق ولم يسحبوا توقيعهم. لديهم بعض الأسئلة التي استجدت”.

والأربعاء، أعلنت موسكو أنها تحلل إعلان قائد الجيش السوداني بأن الخرطوم تعيد النظر في اتفاقية بناء قاعدة روسية في البحر الأحمر. 

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديميتري بيسكوف، أن موسكو اطلعت على التصريح الذي جاء مؤخرا على لسان رئيس الأركان السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين.

وأضاف: “لا نزال على تواصل مستمر مع الجانب السوداني عبر القنوات الدبلوماسية، وسنتحرى هذه المسألة”.

وكان رئيس أركان الجيش السوداني صرح مؤخرا، في مقابلة مع قناة “النيل الأزرق”، بأن حكومة الخرطوم تحتفظ بـ”حرية المناورة” إزاء الاتفاقية المبرمة مع روسيا.

وأوضح أن هناك “إعادة نظر في الاتفاقية لتحقيق مصالح السودان”، مشيرا إلى أن الاتفاقية لم تطرح على المجلس التشريعي لإقرارها النهائي، “لا في العهد الذي وقعت فيه، ولا حتى الآن، لأنه لا يوجد هناك مجلس تشريعي في السودان”. 

كما ذكر مصدر سوداني مسؤول لـ”العين الإخبارية” أن الخرطوم جمدت اتفاقا سابقا مع موسكو لبناء قاعدة روسية على البحر الأحمر.

وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن تجميد الاتفاق الذي أبرمته روسيا مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير، يسري إلى حين إجازة الاتفاق واعتماده بواسطة المجلس التشريعي المنتظر تشكيله خلال الفترة المقبلة.

وشهدت الأيام الماضية جدلا واسعا حول زيارات عسكرية روسية إلى سواحل البحر الأحمر شرقي السودان بغرض بناء القاعدة، وسط أنباء عن ملاسنات حدثت بين الروس وبعض عناصر القوات البحرية السودانية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشر موقع الحكومة الروسية وثيقة اتفاق أولية مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر لتزويد أسطولها بالوقود.

وتنص الوثيقة الأولية على إنشاء “مركز دعم لوجستي” في السودان يمكن من خلاله تأمين “صيانة وعمليات تزويد بالوقود واستراحة أفراد طواقم” البحرية الروسية.

ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك 4 سفن، بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق الاتفاق.

وكان مقررا أن يتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.

وفي السنوات الأخيرة، تقرّبت روسيا التي باشرت عودة جيوسياسية إلى أفريقيا، من السودان في المجال العسكري لكن أيضاً في المجال النووي المدني.

ومنذ مايو/ أيار 2019، يربط بين البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات.

وأثناء زيارة إلى روسيا أواخر العام 2017، طلب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “حماية” السودان من الولايات المتحدة، داعيا إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو، بهدف “إعادة تجهيز قواتها المسلحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى