طالبان أصبحت نظاما..رجل طالبان الثاني يناشدا باعتراف دولي
صرح الملا عبدالغني برادر، النائب الأول لرئيس الوزراء الأفغاني ، إن طالبان لم تعد حركة وإنما أصبحت نظاماً، داعيا العالم للاعتراف بها.
و خلال مقابلة حصرية للتلفزيون الأفغاني أضاف، أن طالبان قررت عدم تشويه سمعة نظامها من خلال جلب شخصيات كانت في الحكومة السابقة، في إشارة لحكومة الرئيس أشرف غني التي كانت تحكم البلاد قبل 15 أغسطس/آب الماضي.
كما كشف برادر، عن أن الولايات المتحدة طلبت من طالبان خلال محادثات السلام في قطر بإشراك بعض الأفراد في الحكومة الأفغانية السابقة بأي حكومة تشكلها طالبان، لكننا “قررنا فيما بيننا أن أعضاء الحكومة السابقة المعتادين على الفساد لا يمكنهم الدخول إلى نظامنا، لأن دخولهم يسيء إلى النظام برمته“.
واتهم شخصيات حكومية سابقة بالفساد، قائلاً “لا يمكنهم التخلي عن عاداتهم في الفساد والقتل والنهب”.
ويعد تشكيل حكومة شاملة لكافة الجماعات العرقية وحقوق المرأة وحظر قتل وتعذيب الجنود السابقين هي من بين الشروط المسبقة للمجتمع الدولي للاعتراف بحكومة طالبان.
اعتراف دولي
وشكر نائب رئيس الوزراء الأفغاني والرجل الثاني في حركة طالبان العالم على مساعداته للشعب الأفغاني، معتبراً هذه المساعدات الحالية “غير كافية”، داعياً إلى ضرورة الاعتراف بحكومة طالبان من أجل إقامة علاقات اقتصادية وتجارية مع مختلف الدول.
ورأى برادر أن حكومة طالبان الحالية تتصرف كحكومة مؤقتة، وعلى المدى الطويل تعمل على جلب أشخاص ذوي كفاءات يعملون كنواب أو وزراء.
وعند سؤاله عن مشاركة الأقليات الدينية والعرقية في الحكومة الأفغانية المقبلة، أجاب: “طالبان الآن ليست جماعة أو حزبًا، وإنما نظام، وأنه لا توجد أقلية أو أغلبية في نظام طالبان”.
قتل وتعذيب عسكريين سابقين
وحول تورط عناصر طالبان بقتل وتعذيب عدد من العسكريين في قوات الجيش الأفغاني السابق، قال برادر “إن جميع أعضاء الحكومة السابقة حصلوا على عفو، وإن طالبان ليس لديها خطط لقتل أحد”.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قالت في تقرير لها صدر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن قوات طالبان أعدمت أكثر من 100 من ضباط الشرطة والمخابرات السابقين في أربع مقاطعات فقط منذ سيطرتها على البلاد في 15 أغسطس/آب 2021، رغم إعلانها “عفوًا عامًا”.
وأضاف برادر أنه لم تكن هناك “مبالغة واضحة” مع قوات الحكومة السابقة، “إذا تم ذلك (التعذيب أو القتل) في بعض الحالات الشخصية والسرية، فقد تم اعتقال الجناة”.
وأكد على أن “طالبان تسيطر الآن بشكل كامل على أفغانستان وأن جبهة المقاومة المناهضة لطالبان لا تسيطر حتى على قرية واحدة”.
فيما تقول الجبهة الشعبية للمقاومة الوطنية الأفغانية بزعامة أحمد شاه مسعود إن حركة طالبان لا تسيطر على كامل ولاية بنجشير شمال أفغانستان معقل المقاومة، وفق تعبيرها.
تعليم وعمل المرأة في ظل طالبان
وعند سؤاله عن إمكانية أن تسمح طالبان للمرأة بالتعليم والعمل في أفغانستان، قال عبدالغني برادر: “لكل فرد الحق في التعليم”، معتبراً إغلاق الجامعات كان لأسباب “اقتصادية وأخلاقية”، مبيناً أن حكومة طالبان ستنظم تعليم المرأة.
وشهدت أفغانستان على مدى الأشهر الماضية احتجاجات نظمتها ناشطات ضد سياسات حركة طالبان.
وعلى الرغم من مرور قرابة خمسة أشهر على تشكيل حكومة طالبان في أفغانستان، لم تعترف أي دولة بعد بهذه الحكومة.