الشرق الأوسط

عبدالكريم الأنسي: الحوثيون يعرضون أطفال اليمن لمخاطر الموت والانتهاك


أصبح الأطفال في اليمن ضحايا رئيسيين للصراع المستمر منذ سنوات، حيث كشف تقرير حديث عن الانتهاكات المروعة لحقوق الطفولة على يد جماعة الحوثي

وبينما ما يزال الأطفال في اليمن يعانون من تداعيات الحرب، يتعرضون إلى أعمال قتل وتجنيد قسري واستغلال في النزاعات المسلحة، ما يهدد جيلًا كاملًا من الأجيال المقبلة.

تجنيد الأطفال

أحد أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي هو تجنيد الأطفال في صفوف قواتها. 

تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تشير أن الحوثيين كانوا يستهدفون الأطفال من عمر 10 سنوات وأكثر، لتدريبهم واستخدامهم في العمليات القتالية، سواء في الجبهات أو في الهجمات الانتحارية. 

العديد من الأطفال المجندين لا يعرفون تمامًا حجم الخطر الذي يواجهونه أو تداعيات المشاركة في الحروب على حياتهم ومستقبلهم.

القتل والإصابات

بجانب التجنيد القسري، يعاني الأطفال من تعرضهم للقتل أو الإصابات نتيجة القصف العشوائي والهجمات المسلحة.

 المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن شهدت العديد من الهجمات على المدارس والمنازل؛ مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الأطفال. التقرير الأخير لمنظمة “اليونيسيف”، أكد أن الأطفال هم الضحايا الأكثر تضررًا من الهجمات، حيث فقد العديد منهم أرواحهم أو تعرضوا لإصابات دائمة.

التعليم في خطر

واستمرارًا للانتهاكات، يعاني القطاع التعليمي من تدهور حاد في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تم استهداف المدارس بالقصف أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية.

 بالإضافة إلى ذلك، قامت جماعة الحوثي بفرض مناهج تعليمية تروج لأيديولوجيتها الخاصة، ما يعرض الأطفال إلى نوع من التعليم المنحرف بعيدًا عن قيم السلام والمواطنة.

المساعدات الإنسانية والحرمان

ورغم الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال المتضررين من الحرب، إلا إن الحوثيين غالبًا ما يعطلون وصول هذه المساعدات أو يوجهونها لخدمة مصالحهم السياسية والعسكرية، مما يعرض الأطفال لمزيد من الحرمان من الغذاء والرعاية الصحية الضرورية.

ردود الفعل الدولية

منظمات حقوق الإنسان والإغاثة الدولية، بما في ذلك “هيومن رايتس ووتش” و”اليونيسيف”، طالبت مرارًا وتكرارًا بإنهاء تجنيد الأطفال ووقف جميع أشكال العنف ضدهم. كما أكدت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير أن اليمن يعد واحدًا من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للأطفال في الوقت الحالي.

ختامًا

يظل الأطفال في اليمن رهائن للسياسات العسكرية لجماعة الحوثي، مما يهدد مستقبلهم ويضعهم في مرمى النيران. مع استمرار الحرب، يبقى الأمل ضئيلاً في تحسن الوضع، في وقت يبقى فيه جيل كامل من الأطفال اليمنيين ضحية لهذه الحرب المدمرة.

وطالب الناشط الحقوقي عبدالكريم الأنسي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الوضع المأساوي للأطفال في اليمن، محذرًا من أن جماعة الحوثي تواصل انتهاك حقوق الطفولة بشكل صارخ، ما يهدد بقاء جيل كامل في ظل الحرب الدائرة.

وأشار  أن الحوثيين استخدموا الأطفال كوقود للحرب، حيث يتم تجنيدهم قسرًا في صفوف الميليشيا، ويجبرون على المشاركة في المعارك، ما يعرض حياتهم للخطر ويعزلهم عن حقهم في التعليم والرعاية الصحية.

وقال الأنسي: “ما يحدث لأطفال اليمن هو جريمة حرب مكتملة الأركان، يذهب ضحيتها آلاف الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذا البلد المنكوب”.

وتابع الأنسي: أن الحرب جعلت الأطفال في مرمى النار، حيث يتعرضون للقتل والقصف العشوائي، مشيرًا أن العديد من المدارس تعرضت للقصف أو تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية. 

كما أكد أن الحوثيين قاموا بتعديل المناهج الدراسية في المناطق التي يسيطرون عليها، لتغذي أيديولوجياتهم السياسية والمذهبية على حساب حقوق الأطفال في التعليم السليم.

وأشار الأنسي، أن الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تفاقم بشكل كبير، حيث يعاني الأطفال من نقص الغذاء والرعاية الصحية.

 ودعا الناشط الحقوقي المجتمع الدولي، إلى زيادة الضغط على الحوثيين لإنهاء تجنيد الأطفال وتوفير الحماية لهم، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

انتهاك صارخ لحقوق الطفولة

من جانبه، قال الأنسي: إن “الحوثيين لا يكترثون بمستقبل الأطفال، فهم يفضلون استخدامهم كأدوات للحرب بدلاً من ضمان حقوقهم الأساسية كالتعليم والحياة الكريمة”.

 كما أضاف: أن الحرب لا تضر بالطفولة فحسب، بل تهدد بتدمير كامل للبنية الاجتماعية والثقافية في اليمن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى