عثرات جديدة على طريق ترامب رئيسا
من الملاسنات مرورًا بتحليل مخدرات إلى استخدام مصطلح هتلر، لكمات متبادلة بين الرئيسين الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، كانت العنوان العريض للتغطيات الإخبارية الأيام المنصرمة.
لكمات حاول كلا المتنافسان على رئاسة الولايات المتحدة توجيهها للآخر؛ آملا أن تعيق طريق الآخر، وتفقده الزخم قبل المناظرة المرتقبة بينهما.
إلا أن الرئيس السابق دونالد ترامب، مُني بعثرات جديدة على طريق المنافسة على المنصب الرفيع؛ فمحاموه عثروا محامو على وثائق سرية في غرفة نومه بعد أربعة أشهر من قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش مارالاغو، وفقًا لوثائق المحكمة التي تم الكشف عنها يوم الثلاثاء.
كان هذا الكشف من بين العديد من الأشياء التي استشهد بها قاضية المقاطعة الأمريكية بيريل هاول، قائلة إن المدعين قدموا أدلة دامغة على أن ترامب قام عن عمد بتخزين وثائق الأمن القومي في منزله ثم حاول إخفاءها عندما حاولت وزارة العدل استعادتها.
وتم تأجيل محاكمة الوثائق السرية للرئيس السابق في فلوريدا إلى أجل غير مسمى في وقت سابق من هذا الشهر، حيث أشار القاضي إلى عدد من الطلبات المعلقة قبل المحاكمة.
وبحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإنه تم العثور على مجلد فارغ و«مجلد آخر فارغ في الغالب يحمل علامة ملخص سري»، عندما قام محامو ترامب بتفتيش ممتلكاته بعد مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي في أغسطس/آب 2022 لمنزل الرئيس السابق في فلوريدا.
وكتبت القاضية في رأيها المؤلف من 87 صفحة أنه «من الجدير بالذكر أنه لم يتم تقديم أي عذر لكيفية تفويت الرئيس السابق للوثائق السرية التي عثر عليها في غرفة نومه في مارالاغو».
ويقول «أكسيوس»، إن إحدى الشهود قامت بمسح محتويات الصندوق الذي يحتوي على المواد السرية وتخزينها على جهاز كمبيوتر محمول بحوزتها مملوك لشركة Save America PAC التابعة لترامب.
وسلم مكتب ترامب الصندوق الذي يحتوي على السجلات الأربعة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في يناير/كانون الثاني 2023، امتثالاً لاستدعاء آخر، وفقًا لملف المحكمة.
وكشفت وزارة العدل عن لائحة اتهام فيدرالية مكونة من 37 تهمة ضد ترامب في يونيو/حزيران الماضي بتهم تتعلق بالتحقيق في تعامله مع وثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض. وقد اعترف أنه غير مذنب.
وقالت وزارة العدل في ذلك الوقت إن الصناديق، المخزنة في كل مكان من الحمام إلى مركز الأعمال، تحتوي على مئات من الوثائق السرية التي، إذا تم الكشف عنها، يمكن أن تهدد الأمن القومي الأمريكي والعلاقات الخارجية وسلامة الجيش.
ومن المقرر عقد جلسة استماع في هذه القضية يوم الأربعاء، على الرغم من أن القاضية أشارت مؤخرًا إلى أن المحاكمة بالتهم التي يواجهها ترامب من غير المرجح أن تبدأ قبل أواخر الصيف – وربما بعد ذلك بكثير.
وكتبت هاول، التي ترأست، بصفتها رئيسة القضاة، الإجراءات الأولية لهيئة المحلفين الكبرى التي أدت إلى توجيه اتهامات جنائية لترامب في قضية الوثائق السرية، في رأيها أن أحد مساعدي ترامب المقربين، والت ناوتا، كان «مخادعًا بشكل واضح» عندما أجرى مقابلة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، حول دوره في نقل الصناديق التي تبين لاحقًا أنها تحتوي على مواد سرية.
ضربة جديدة
تلك الضربة التي قد تؤثر على طريق ترامب رئيسا، أضيفت إلى أخرى، كُشف عنها يوم الثلاثاء، بعد إعادة نشر الرئيس الأمريكي السابق، مقطع فيديو يشير إلى «إنشاء رايخ موحد» لو فاز برئاسة ثانية.
وبعد ردود أفعال منقدة، حذف ترامب المقطع من على حسابه على منصة «تروث سوشال»، إلا أن حملة بايدن انتقدت الرئيس السابق لإعادة نشره المقطع الذي يتضمن مصطلحا مرتبطا بألمانيا النازية.
إلا أن متحدثا باسم حملة ترامب قال لـ«أكسيوس»، إن الفيديو المحذوف الآن «تم إنشاؤه بواسطة حساب عشوائي عبر الإنترنت وأعاد نشره أحد الموظفين الذي من الواضح أنه لم ير الكلمة».
واتُهم ترامب بترديد «لغة الطغاة والفاشيين» طوال حملة عام 2024، مما سهل مهمة بايدن في إقناع الناخبين بأن ترامب يشكل تهديدًا للديمقراطية، بحسب «أكسيوس».
وقال نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أندرو بيتس، في بيان: «إنه أمر بغيض ومخز لأي شخص أن يروج لمحتوى مرتبط بالحكومة النازية في ألمانيا في عهد أدولف هتلر».
ووصفت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، بايدن بأنه «المتطرف الحقيقي»، واتهمته بـ«الخضوع لمعاديي السامية المتطرفين والمتعاطفين مع الإرهابيين» في الحزب الديمقراطي.
وقائع متكررة
وبحسب «أكسيوس»، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها ترامب إلى اتخاذ موقف دفاعي بسبب مزاعم معاداة السامية أو الخطاب الاستبدادي.
فبعد أيام من إعلان ترشحه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تناول ترامب العشاء في منتجع مارالاغو مع القومي الأبيض نيك فوينتيس ومغني الراب يي، الذي روج بشكل متكرر لنظريات المؤامرة المعادية للسامية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعهد ترامب في خطاب ألقاه بـ«استئصال الشيوعيين والماركسيين والفاشيين وبلطجية اليسار الراديكالي الذين يعيشون كالحشرات داخل حدود بلادنا».
وفي الشهر التالي، قال ترامب إن المهاجرين غير الشرعيين «يسممون دماء بلادنا»، وقارن ذلك بكلمات هتلر.