سياسة

غلانت ونتنياهو: تصاعد الخلاف بسبب هدنة مع حماس


أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت رغبة قوية في التوصل لاتفاق هدنة مع حركة حماس ينتهي بالإفراج عما تبقى من الرهائن الإسرائيليين .ويتيح لتل أبيب “فرصة إستراتيجية” لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات بما في ذلك الجبهة المشتعلة شمالا مع حزب الله اللبناني.

وتشير تصريحات وزير الدفاع بوضوح إلى خلاف لم يعد مكتوما داخل حكومة الحرب على الأقل بينه وبين نتنياهو ووزراء اليمين الديني المتشدد. بينما يأتي هذا الموقف مع تعثر مفاوضات الهدنة بسبب تمسك كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي وحماس بموقفهما. فيما يواجه الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) المزيد من التعقيدات في مسار يبدو أنه سيطول مع استمرار إسرائيل في تصعيد عدوانها.

وجاءت تعليقات غالانت في وقت يسعى فيه الوسطاء للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب في غزة.

وتطالب الحركة الفلسطينية بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة كجزء من أي اتفاق. لكن إسرائيل تتمسّك ببقاء قواتها في نقاط عدة بينها المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر.

وقال غالانت لصحافيين خلال لقاء في مكتبه الاثنين نُشرت تصريحاته الثلاثاء إن إعادة الرهائن هو”الشيء الصحيح الذي يجب القيام به”، مضيفا أن “التوصل إلى اتفاق هو أيضا فرصة إستراتيجية تمنحنا فرصة كبيرة لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات”.

وحضّ المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على حركة حماس للتوصل إلى اتفاق، وقال إنه يؤيد بشدة المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المكوّن من ثلاث مراحل .الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/ايار الماضي.معبّرا عن أمله في أن يتمّ البناء عليها لإنهاء الحرب.

وتنصّ خطة بايدن في المرحلة الأولى على وقف فوري لإطلاق النار لستة أسابيع .والإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. و”انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة”.

وقال غالانت “يتعيّن على إسرائيل التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وإعادة الرهائن”. معتبرا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة هيأت الأرضية “لظروف وقف إطلاق النار”.

واعتبر أن حركة حماس “كتنظيم عسكري لم تعد موجودة” في قطاع غزة. مضيفا “لا نزال نحارب إرهابيي حماس ونطارد قادتها”، إلا أن حماس “تقود الآن مجرد حرب عصابات”.

وبدأت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي. معظمهم مدنيون، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين. بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة ردّا على الهجوم، عن مقتل 40988 شخصا على الأقل. وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين. وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وغالانت من المسؤولين الإسرائيليين الذين كانت لهم مواقف تتعارض مع مواقف رئيس الوزراء نتنياهو حتى قبل الحرب. وتظهر أكثر فأكثر خلافات بينهما وأحيانا يحتدّ السجال بينهما.

واتهم غالانت في اغسطس/اب أمام لجنة برلمانية نتنياهو بأنه “السبب في تأخير” الهدنة في غزة، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية. مضيفا “هناك خيار اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى ترتيبات في شمال وجنوب” إسرائيل، مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. “وخيار ثان وهو التصعيد الذي سيؤدي إلى حرب”.

وقال الوزير الذي سبق أن دعا إلى اتفاق هدنة عن طريق التفاوض “أنا والجهاز العسكري ندعم الخيار الأول”.

وردّ نتنياهو في بيان لمكتبه جاء فيه “عندما يتبنى غالانت الخطاب المعادي لإسرائيل. فإنه يقلّل من فرص التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن”.

ومنذ اليوم التالي لبدء الحرب في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر اشتعلت الجبهة الشمالية. مع تبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله النار عبر الحدود اللبنانية بشكل يومي. ونزح آلاف السكان من على جانبي الحدود.

وقال غالانت اليوم الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية تقترب من إتمام مهمتها في قطاع غزة .وإن تركيزها سيتحول إلى الحدود الشمالية للبلاد مع لبنان.

وتابع في مقطع مصور أرسله مكتبه أن القوات على الحدود الشمالية لإسرائيل “مركز الثقل يتحرك شمالا ونحن على وشك استكمال مهامنا في الجنوب، لكن مهمتنا هنا لم تُنجز بعد”.

وفي سياق متصل طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء بمراجعة شاملة لسلوك الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وعبر عن أسفه حيال إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل ناشطة أميركية تركية في احتجاج على التوسع الاستيطاني، وهو ما قالت إسرائيل إنه كان حادثا غير متعمد.

وقُتلت عائشة نور إزجي إيجي (26 عاما) بالرصاص يوم الجمعة في مسيرة احتجاجية في قرية بيتا بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية .حيث يشن مستوطنون إسرائيليون ينتمون إلى تيار اليمين المتطرف هجمات متكررة على الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه من المرجح جدا أن الجنود هم من أطلقوا الرصاصة التي قتلتها لكنه قال إن مقتلها لم يكن متعمدا وعبر عن أسفه الشديد.

وأكد بلينكن، في أقوى تصريحاته التي تنتقد القوات الإسرائيلية حتى الآن.  أن القتل “بلا مبرر وبلا استفزازات”، مشيرا إلى أن واشنطن ستصر على أن .تجري الحكومة الإسرائيلية تعديلات على طريقة مباشرة قواتها للعمليات في الضفة الغربية.

وأضاف للصحفيين في لندن “ينبغي عدم إطلاق النار على أي شخص وقتله لمشاركته في احتجاج. وينبغي أيضا ألا تكون حياة أحد في خطر لمجرد التعبير بحرية عن آرائه”.

وتابع “وفقا لتقديرنا، فإن القوات الإسرائيلية بحاجة إلى إجراء تعديلات جوهرية في طريقة مباشرتها للعمليات في الضفة الغربية. فضلا عن تعديل قواعد الاشتباكات.

وأردف “هناك مواطنان أميركيان لقيا حتفهما على أيدي القوات الإسرائيلية. وهذا غير مقبول”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى