في اليوم الـ238 من إضرابها تلقى حتفها.. وفاة محامية تركية تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا انتفاضة تندد بوفاة المحامية أبرو تيمتيك، والتي وافتها المنية يوم أمس الخميس، في اليوم الـ238 من إضرابها عن الطعام في مطالبة بمحاكمة عادلة لها، وبعد شهور من الإهمال في السجون التركية، جاء خبر وفاة المحامية في مستشفى سعدي قونوق بمنطقة باقر كوي في مدينة إسطنبول.
وبعد انتشار خبر الوفاة، انتفضت وبشدة مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما من طرف أصحاب الروب الأسود متضامنين بذلك مع صديقتهم ومنددين بما حدث لها، خاصة وأن الوفاة جاءت بعد تعنت النظام الحاكم بزعامة الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورفضه القيام بمحاكمة عادلها لها، ولزميلها، آيتاج أونصال، والذي هو الآخر كان مضربا عن الطعام.
هذ ونشر عشرات الآلاف من السياسيين والنشطاء على تلك المواقع رسائل منددين من خلالها على تعنت النظام في التعامل مع قضية المحامية المذكورة وزميلها، وقال من جهته سزغين طانري قولو، القيادي بحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، في تغريدة قام بنشرها على حسابه بموقع تويتر: حيال هذا الحادث الأليم، لا يسعني إلا أن أتأسف على القضاء الذين امتنعوا عن إخلاء سبيل المحامية رغم تدهور حالتها الصحية، بسبب إضرابها عن الطعام.
أما القيادية بحزب، الشعوب الديمقراطي، ليلى غوفن، فقالت أعتذر منكِ يا أبرو، ونشرت الرئيسة المشاركة لحزب المناطق الديمقراطية تغريدة معربة من خلالها عن أسفها لموت أبرو في هذه الأجواء.
ونشرت من جهتها أمانة المرأة بحزب الشعوب الديمقراطي تغريدة حيث شددت فيها على أن أبرو كسيدة ناضلت حتى وافتها المنية، وذلك بهدف الحصول على العدالة المفقودة في هذا الوطن، مضيفة: ولا شك أن تحالف الجمهور بين حزبي العدالة والتنمية، الحاكم، والحركة القومية المعارض، هو المسؤول الأول عما حدث لأبرو، فهذا التحالف هو الذي شرّع للظلم، لكننا حتمًا سنواصل البحث عن العدالة التي كانت تنشدها أبرو.
ونشرت نقابة المحامين بمدينة إسطنبول هي الأخرى تغريدة على حسابها الرسمي قائلة: ندين بشدة طريقة تعامل النظام مع المحامية أبرو التي لفظت أنفاسها وهي تشتاق للعدالة، ومن ثم أصبحت لدى الشعب إلاهة العدالة.
وفي نفس السياق، قال الحزب الثوري في تغريدة: الذي تسبب في قتل المحامية أبرو هو ظلم الدولة التي باتت أشبه ما يكون بمجتمع ذكوري، لكن حتمًا ستظل ذكراها قائمة بيننا.
إلى ذلك، قال رئيس نقابة المحامين بالعاصمة أنقرة، أرينتش صاغقان، في تغريدة له: لقد قتل النظام الحاكم العدالة والضمير في هذا البلد، لم يسمعوا صرخة العدالة التي ظلت تطلقها أبرو على مدار شهور، أصموا أذانهم وأداروا وجههم عنها، وقال أيضا بولاط بالقان، رئيس نقابة المحامين في أنطاليا: هذه جريمة ارتكبها القضاء. القضاة القتلة هم السبب الرئيسي في ذلك.
غُرقان آلطون، رئيس نقابة المحامين في بورصا، قال هو أيضا بخصوص الحادث: لم تتمسك أبرو بالحياة، ورحلت عن عالمنا، بعد أن تأخرت العدالة عليها، والخوف كل الخوف على صديقها أونصال المضرب هو الآخر عن الطعام حاليًا، ونشر أيضا بيلغين يشيل بوغاز، رئيس نقابة المحامين في مرسين تغريدة له، حيث قال: نشعر بالحزن الشديد لوفاة المحامية أبرو، وهذه الوفاة تشدد لنا على أهمية العدالة، ففي العدالة حياة، وفي الظلم قتل ووفاة.
وكانت السلطات التركية قد قامت باعتقال تيمتيك المسجلة بنقابة المحاميين بإسطنبول، وأونصال المسجل بأنقرة، مع 5 آخرين في ديسمبر من العام الماضي بعد توجيه الاتهام لهم بالتعاون مع حزب الثوار الشيوعيين المسلح والذي نشط في تركيا سنة 1970، وحاليا هو محظور وتضمه أنقرة إلى قوائم التنظيمات الإرهابية، أما المحاميان فينتميان إلى جمعية الحقوقيين العصريين، وعاشا ظروفاً صحية سيئة منذ 6 أشهر، الأمر الذي دفع محامي الدفاع بطلب توفير محاكمة عادلة، في حين جرت محاكمة تيمتيك بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية بعد انضمامها لجمعية الحقوقيين المعاصرين، وجرى الحكم عليها بـ13 عاما ونصف العام.
وكان المحاميان قد بدءا إضراباً عن الطعام في 3 فبراير المنصرم في مكان احتجازهما بسجن منطقة سيلفري في مدينة إسطنبول، وقامت هيئة الطب العدلي بإصدار تقرير يوضح وجوب خروجهما من السجن نظرا لتدهور حالتهما الصحية، وجرى إطلاق الدعوات من أجل الضغط على الحكومة لتفرج عنهما غير أن ذلك قوبل بالرفض من طرف النظام التركي وأيديه القضائية.
وكانت المحامية أبرو تيمتيك قد نقلت في 30 يوليوز الماضي إلى مشفى سعدي قونوق في باقر كوي حتى وافتها المنية هناك لتكون بذلك شاهدا جديدا على قمع نظام العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تحت زعامة رجب أردوغان.