في خضم توترات إقليمية الأمير محمد سيزور طهران قريبا
أعلن وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري عن زيارة مرتقبة، لم تؤكدها الرياض، سيجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إيران، وفق وكالة “إرنا” الإيرانية، فيما تمضي القوتان الإقليميتان على طريق تنفيذ كامل بنود الاتفاق التاريخي الذي أعاد مياه العلاقات بينهما إلى مجاريها وأنهى سنوات من القطيعة.
وترسم الزيارة التاريخية المرتقبة ملامح مرحلة جديدة في العلاقات بين القوتين المتنافستين اللتين تبادلتا خلال الآونة الأخيرة زيارات على أعلى مستوى تركزت على بحث سبل تعزيز التعاون في العديد من المجالات.
وقال باقري اليوم الأربعاء عقب اجتماع للحكومة إن الترتيبات للزيارة ستتواصل إثر تشكيل الحكومة الجديدة، بحسب المصدر.
وأكد أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بلاده مدرجة على جدول أعمال البلدين دون أن يقدّم أي معلومات حول موعدها.
وكانت وسائل إعلام محلية قد تحدّثت عن تلقي ولي العهد السعودي دعوة من محمد مخبر القائم بأعمال الرئيس الإيراني لزيارة طهران خلال اتصال هاتفي بينهما في مايو/أيار الماضي، مضيفة أنه الأمير قبل الدعوة، مؤكدا في المحادثة الهاتفية استعداد بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشددا على دور طهران والرياض المحوري في المنطقة والعالم الإسلامي.
والزيارة التاريخية المرتقبة والتي من المتوقع أن تتزامن مع تنصيب رئيس جديد لإيران ستكون على وقع توترات شديدة على خلفية حرب غزة وتصعيد خطير بين إسرائيل وحزب الله قد يجر المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع.
لكن لم يتضح بعد جدول أعمال الزيارة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من ملف سيكون على طاولة المباحثات من تبريد حرب اليمن إلى كبح التصعيد القائم بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من طهران إلى مسار العلاقات الإيرانية السعودية وكذلك الوضع العراقي إلى جانب ملفات اقتصادية ملحة.
من جهته قال مخبر إن “استمرار سياسة الجوار الذي تنتهجها الحكومة الايرانية وتطوير العلاقات مع دول المنطقة هو الخيار الوحيد امامنا جميعا وان الوئام والمؤازرة بيننا هما الضمان لاستقرار وازدهار المنطقة”، وفق وسائل إعلام الإيرانية.
وأضاف أن العلاقات الثنائية بين البلدين بلغت اليوم مستوى جيدا رغم معارضة بعض القوى، مشيرا إلى أن المنطقة بحاجة ملحة لتطوير هذه العلاقات وإزالة العقبات وتلبية الحاجات المتبادلة من أجل إسناد هذه العلاقات السياسية وتوطيدها ورفع مستواها أكثر من ذي قبل.
وعادت العلاقات الديبلوماسية بين القوتين الإقليميتين ضمن مسار معقد وطويل لإنهاء سبع سنوات من القطيعة وفي ظل تاريخ من العلاقات مثقل بالعداوات والخلافات.
وفيما تظل العلاقات بين أكبر قوتين إقليميتين في الشرق الأوسط معقدة وشائكة، يعد التقارب بمثابة إنجاز دبلوماسي لولي العهد السعودي الذي اعتمد نهجا تصالحيا تجاه المنطقة بلغ ذروته في اتفاق عودة العلاقات مع إيران، في إطار سياسة تصفير المشاكل والتركيز على التنمية ومشاريع ضخمة ضمن البرنامج الاقتصادي الطموح “رؤية 2030”.
-
“طالبان” تشعل “حرباً إعلامية” بين إصلاحيي ومتشددي إيران
-
ما هو تأثير التهديد الإيراني بالإبادة في إسرائيل؟
وكثفت إيران خلال الفترة الأخيرة مساعيها لترميم علاقاتها مع الجوار الخليجي والعديد من الدول العربية ضمن جهودها لكسر طوق عزلتها الدولية، والبحث عن منافذ لتنفيس أزماتها الاقتصادية والمالية الناجمة عن العقوبات الغربية والأميركية المفروضة عليها.