سياسة

في مهمة إنسانية أنجلينا جولي تصل عدن…ما علاقة مليشيات الحوثي؟


بعد وصولها لليمن ضمن مهمة أممية خطفت النجمة الأمريكية أنجلينا جولي الأضواء. لكن مليشيات الحوثي كعادتها ذهبت لاستثمار زيارتها لأهداف سياسية بحتة.

فبالرغم أنها أولى الجولات الميدانية لسفيرة النوايا الحسنة لمفوضية شؤون اللاجئين فلم تشمل مواقع النزوح الكبيرة في المناطق المحررة للوقوف على تأثيرات حرب مليشيات الحوثي الداخلية والكارثية. إلا أن زيارة جولي تصدرت اهتمامات نشطاء مواقع التواصل ووسائل الإعلام باليمن.

وقد ارتدت النجمة الشهيرة عباءة المرأة اليمنية التزاما بتقاليد المجتمع المحافظ وذلك لدى زيارة مخيمات النازحين من بطش الحوثي في محافظة لحج (جنوب).

وأعلن مصدر في الوحدة التنفيذية لشؤون النازحين في اليمن : إن زيارات جولي شملت مخيمات محدودة في محافظة لحج بينها مخيم “الكندم” الذي يضم 35 أسرة نازحة فقط وكانت جميعها ممن شردتهم حرب مليشيات الحوثي.

وحول الانتقادات التي وجهت للجهات المعنية في الشرعية إثر غياب التنسيق لتعريف النجمة بحجم الكارثة الحوثية. أشار المصدر إلى أن المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين هي من نسق الزيارات الميدانية للوقوف على الوضع الإنساني وتجاهلت أكبر موطن نزوح في اليمن بمدينة مأرب التي تأوي أكثر من مليوني نازح.

وكانت منظمات يمنية قد حثت النجمة الأمريكية‬⁩ إلى زيارة تعز المحاصرة حوثيا منذ 7 أعوام ومأرب وصنعاء والحديدة للاطلاع عن قرب على حجم المعاناة الإنسانية التي خلفها الحوثيون بدعم إيراني في البلد الفقير.

متاجرة حوثية بالملف الإنساني

وفيما هدفت الأمم المتحدة من الزيارة جذب الأنظار إلى أزمة إنسانية تصفها بأنها الأسوأ في العالم لحشد الدعم الدولي خلال المؤتمر المقرر عقده الشهر الجاري لتمويل خطة الاستجابة الطارئة في البلاد. فقد سخرت مليشيات الحوثي كل إمكانياتها لاستثمار الزيارة سياسيا.

وسبق وصول أنجلينا المتوقع، الاثنين، إلى صنعاء الخاضعة للانقلابيين دعوة حوثية لكل أتباع المليشيات للاحتشاد في 19 ساحة حددتها في عموم المحافظات الخاضعة لها واستهدفت المتاجرة بالملف الإنساني بما فيه الضغط لفتح المنافذ الجوية والبحرية الخاضع للانقلابيين بهدف تهريب السلاح الإيراني.

وحاولت مليشيات الحوثي التغطية على تظاهراتها السياسية بأزمة الوقود التي تعمدت صناعتها بهدف حشد الشارع واستغلال التأثير الفعال للمشاهير لدى المجتمع الغربي، بهدف المتاجرة بالملف الإنساني.

كما استهدفت تحقيق أهداف سياسية من خلال تقديم مليشيات الحوثي نفسها كممثل للشعب اليمني عبر جذب أنظار العالم إلى ساحات التظاهرات التي تخرجهم بقوة السلاح وتحت شعارات سبق ورفعتا لدى اجتياح صنعاء وتتكرر اليوم في مشهد واحد توقيت مختلف.

 وكتب الناشط الحقوقي اليمني سام البحيري على حسابه في فيسبوك، طالعته “العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي استعدت مسبقا لزيارة النجمة إلى صنعاء عبر جناحها الناعم بهدف الترويج لمعاناتها بطريقة سياسية مدروسة بما فيه استثمار طابور السيارات للمشتقات النفطية التي صنعتها عمدا.

أكاذيب الحوثي وتدليس الإخوان

منذ هبطت طائرة الأمم المتحدة التي تقل أنجلينا في مطار عدن الدولي، الأحد، ومليشيات الحوثي تحاول توظيف الزيارة لخدمة أجندتها الإرهابية بما فيه إظهار جنوب اليمن والمناطق المحررة أنها مسرح للفوضى الأمنية وبيئة غير آمنة للمنظمات الأممية ساعدهم في ذلك أبواق الإخوان وآلة تدليسهم الإعلامية.

وسعت هذه الأبواق لتداول صورة مسربة من جواز أنجلينا، لم يتسن لـ”العين الإخبارية” التحقق من صحتها، وهاجموا سلطات مطار عدن فيما ذهبت مليشيات الحوثي للهجوم على مطار عدن الدولي والترويج لفتح مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها.

يأتي ذلك عقب إطلاع المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وسفيرة النوايا الحسنة أنجلينا جولي على الدمار الذي تعرض له مطار عدن الدولي إثر الهجوم الصاروخي الدموي من قبل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا آخر ديسمبر 2020.

وقال الناشط اليمني أكرم الشيخ إن تأثير المشاهير سريع ومباشر داخل النخبة والمجتمع الأمريكي والغربي وكان من المهم أن ترى أنجلينا خلال زيارتها المناطق المحررة في اليمن حقيقة الحوثيين وسلوكهم تجاه شرائح المجتمع اليمني، أبرزه إطلاق الصواريخ تجاه دول الجوار.

وتأتي الزيارة لتسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن، قبل انعقاد مؤتمر التعهدات السنوي رفيع المستوى حول اليمن والمقرر انعقاده في الـ16 مارس، ولحث الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية إلى الالتزام بإنهاء النزاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى