الشرق الأوسط

“قسد” ترفع الحصار عن مناطق في شمال سوريا باتفاق مع روسيا


 توصلت قوات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” لاتفاق برعاية روسية لرفع الحصار عن المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي، مشروط بإيقاف الهجمات على نقاط قسد في دير الزور لبدء تطبيق الاتفاق.

وقالت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية الثلاثاء إن “قسد” فكت حصارها عن أحياء وسط مدينة الحسكة وسمحت بدخول صهاريج المياه عبر المعابر المؤدية إلى المربع الأمني.

وجاء ذلك بعد اجتماع قائد القوات الروسية في سوريا سيرغي كيسيل، مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في حين أن اجتماع سابق الجمعة الفائت، بين قائد القوات الروسية وضباط من الجيش السوري مع وفد من قوات قسد في مقر القوات الروسية بمطار القامشلي، فشل في إنهاء التوتر في محافظة الحسكة.

واجتمع كيسيل وعبدي صباح الثلاثاء في قاعدة استراحة الوزير المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأميركية في شمال غربي مدينة الحسكة.

ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصدر مطلع قوله أن روسيا قدمت ضمانات لـ”قسد” بوقف التصعيد من قبل الجماعات المرتبطة بالحكومة السورية وإيران في دير الزور، في إشارة إلى جيش العشائر العربية مقابل إنهاء “قسد” الحصار المفروض على مناطق سيطرة الحكومة السورية في محافظة الحسكة.

ونص الاتفاق على “تسليم قوات سوريا الديمقراطية أسرى الحكومة مقابل تسليم الأخيرة أسرى قسد ممن اعتقلوا من قبل جيش العشائر في دير الزور”، وأوضح المصدر أن بند تبادل الأسرى سيتم تطبيقه خلال اليومين المقبلين.

وحثت روسيا على استمرار التنسيق والتواصل بين “قسد” والحكومة في محافظة الحسكة لتجنب التصعيد، حيث تجري روسيا اتصالات مستمرة بين الطرفين لضمان الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، بحسب المصدر.

وبعد ساعات من انتهاء الاجتماع بين قائد القوات الروسية وقائد قسد في محافظة الحسكة، بدأت الأخيرة بفك الحصار عن النظام بشكل تدريجي.

وقال سكان من مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن “حواجز قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في دوار الكراج وشارع القامشلي وسوق المدينة بدأت بالسماح للسيارات بالدخول إلى مناطق سيطرة النظام والخروج منها”.

وأفادت وكالة “نورث برس”، إن القائد العام لـ”قسد” وافق على إنهاء التشديد الأمني في الحسكة والقامشلي “كبادرة حسن نية لخفض التصعيد”.

ونشر المكتب الصحفي لمحافظة الحسكة تسجيلًا مصورًا يظهر عبور شاحنات لأحد الحواجز الأمنية، مشيرًا إلى أنه مشهد من دخول الدقيق التمويني إلى مركز مدينة الحسكة تمهيدًا لتوزيع مخصصات المخابز في المربع الأمني.

وشهدت مدينتا القامشلي والحسكة توترًا أمنيًا نتيجة إجراءات اتخذتها “قسد”، حاصرت خلالها “المربعات الأمنية” في الحسكة والقامشلي التي تتمركز فيها قوات الجيش السوري، على خلفية هجمات تعرضت لها نقاطها العسكرية شرقي دير الزور.

وأدى الحصار المستمر منذ سبعة أيام إلى منع السكان من الخروج أو الدخول إليه، كما أغلقت جميع الطرق التي تربط المدينة بمناطق سيطرة دمشق، بما في ذلك حارة طي وحي الزنود، ما أثر على حركة المرضى وتلقيهم للعلاج.

وجاء قرار الحصار من قبل “قسد” في إطار ردها على هجمات شنتها مجموعات مدعومة من الحكومة السورية في دير الزور، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم من المدنيين.

وبدأت المواجهات بين الطرفين منتصف الأسبوع الماضي، بعد هجوم شنته القوات السورية مدعومة بـ”الدفاع الوطني” و”جيش العشائر” على مواقع لـ”قسد” بريف دير الزور الشرقي، مخلفة حركة نزوح واسعة النطاق من المنطقة.

وأدى التصعيد العسكري إلى مقتل 17 مدنيًا في دير الزور، بحسب تقرير أصدرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

وطالبت وزارة الخارجية السورية الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب الفوري من البلاد، محمّلة “قسد” مسؤولية تنفيذ “هجمات إجرامية” ضد السكان في محافظة دير الزور. وقالت في بيان لها، إنّ “طائرات حربية تابعة للقوات الأميركية دعمت ميليشيا قسد، عبر شن عدة غارات استهدفت خلالها المدنيين الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم”، حسب وصفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى