قطر تدخل على خط الأزمة.. وساطة لتهدئة التوتر بين الكونغو ورواندا
أفضت وساطة قطرية إلى اتفاق أولي بين رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي على وقف إطلاق نار في شرق الكونغو التي تشهد اشتباكات مسلحة بين جماعة متمردة وقوات الأمن. فيما تتهم كينشاسا كيغالي بدعم المتمردين.
-
مطاردة ضخمة في الكونغو الديمقراطية تستهدف قادة «إم 23» بجوائز مالية ضخمة
-
الكونغو الديمقراطية تنزف مجدداً.. 11 قتيلاً في هجومين ضد “إم 23”
وأشار بيان صدر بالاشتراك مع قطر التي توسط أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في عقد الاجتماع بالدوحة إن وقف إطلاق النار يجب أن يتم “على الفور وبلا شروط”.
وأكد قادة الدول التزام جميع الأطراف باستمرار المناقشات التي بدأت في الدوحة لبناء أسس متينة من أجل تحقيق السلام المستدام كما هو موضح في عمليتي لواندا ونيروبي، اللتين تم دمجهما.
وأشار البيان إلى أن “كاغامي وتشيسكيدي أعربا عن عن شكرهما لدولة قطر والشيخ تميم بن حمد آل ثاني على كرم الضيافة وعلى تنظيم هذا الاجتماع المثمر. الذي ساهم في بناء الثقة بين الدولتين والالتزام المشترك بمستقبل آمن ومستقر لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة”.
-
أزمة شرق الكونغو الديمقراطية: محادثات السلام تصل إلى طريق مسدود
-
المرتزقة الأوروبيون في قلب تمرد الكونغو الديمقراطية: تداخل المصالح والصراع
وتأتي هذه الوساطة بعد فترة قليلة من نجاح الدوحة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر في تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس ما أدى إلى هدنة في غزة. بدأت في 19 يناير/كانون الثاني وانهارت أمس باستئاف الدولة العبرية حربها على القطاع الفلطسيني.
لم يتضح بعد إن كان الاتفاق بين رئيس الكونغو والديمقراطية ونظيره الراوندي سيوقف هجمات متمردي حركة 23 مارس الذين يسيطرون الآن على أراض أكثر من ذي قبل في شرق البلد الافريقي، من ضمنها أكبر مدينتين في الشرق.
وتتهم الكونغو رواندا بإرسال أسلحة وقوات رواندية لدعم المتمردين الذين أدت حملتهم إلى انزلاق شرق البلاد إلى أسوأ صراع منذ عقود.
-
أنغولا تقود جهود السلام.. الكونغو توافق على التفاوض مع إم 23
-
«إم 23» ومناجم الشرق الكونغولي.. من هنا بدأت الأزمة
وتقول كيغالي إن قواتها تتصرف دفاعا عن النفس ضد جيش الكونغو الديمقراطية والميليشيات المعادية لها.
وتعمل الدول المجاورة على التوسط لوقف إطلاق النار. لكن المساعي التي بذلت لعقد لقاء بين حكومة الكونغو وزعماء حركة 23 مارس في أنغولا الثلاثاء باءت بالفشل بعدما قررت الحركة بعد ظهر الاثنين عدم المشاركة.
وقال تحالف نهر الكونغو الذي يضم الاثنين إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قادته والمسؤولين الروانديين المتهمين بدعمهم جعلت المحادثات “غير عملية”.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن الاجتماع كان “غير رسمي .و لا يهدف إلى أن يكون بديلا لأي جهود قائمة”.
-
«إم23» تتقدم في شرق الكونغو الديمقراطية
-
بين الدبلوماسية والصراع.. هل تُسكت «دار السلام» صوت البنادق في الكونغو؟
ويعود الصراع في شرق الكونغو إلى تداعيات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 والتنافس على الثروات المعدنية، فيما تصاعدت وتيرة النزاع منذ يناير/كانون الثاني .حيث قُتل آلاف الأشخاص وأُجبر مئات الآلاف على النزوح عن ديارهم.
وقال المحلل الكونغولي بوب كابامبا من جامعة لييغ في بلجيكا إن العلاقات الوثيقة بين قطر ورواندا تعني أن كاغامي ربما وجد صعوبة في رفض دعوة لحضور اجتماع الثلاثاء، وهو الأمر الذي أدركه تشيسكيدي أيضا، مضيفا أن “التطورات الميدانية تجعل الأمور صعبة على رئيس رواندا. يتعين عليه إيجاد حل”.
-
تحذيرات من «كارثة إنسانية» في شرق الكونغو الديمقراطية
-
داعش وتمردات الكونغو.. أوغندا تستعد لتداعيات الأزمة
وطالب متمردو حركة 23 مارس على مدى سنوات بإجراء مفاوضات مباشرة مع السلطات في الكونغو. لكن مكاسبهم الميدانية في الآونة الأخيرة ترتب عليها أنهم أصبحوا قادرين على تجاهل المباحثات سعيا لانتزاع مزيد من التنازلات.
وقال تريسور كيبانغولا، المحلل السياسي في معهد إيبوتيلي للأبحاث في الكونغو “استغل تحالف نهر الكونغو وحركة 23 مارس العقوبات الأوروبية كذريعة للانسحاب. لكن هذا الانسحاب يظهر أيضا رفض الدخول في مفاوضات دون ضمان الحصول على تنازلات كبيرة”.