قطر تفاوض حماس على ادخال أدوية للرهائن الإسرائيليين
تجري قطر محادثات مع حركة حماس الفلسطينية من أجل إدخال الأدوية الضرورية للمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، في وقت تحرز فيه تقدما مع إسرائيل، بشأن السماح بوصول المزيد من المستلزمات الصحية إلى للمدنيين في القطاع، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الخميس نقلا عن مصادر مطلعة.
ووفقا للسلطات الإسرائيلية، يعاني العديد من المحتجزين في قطاع غزة على مدار ما يقرب من 100 يوم من أمراض مثل السرطان والسكري ويحتاجون إلى الأدوية بانتظام.
وتفترض إسرائيل أن هناك 136 إسرائيليا ما زالوا محتجزين في القطاع الساحلي، 25 منهم ربما لم يعودوا على قيد الحياة.
وأثار أقارب الرهائن الحاجة إلى الأدوية، خلال اجتماع مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة، بحسب ما ذكر دانييل ليفشيتز، حفيد رهينة محتجز في غزة.
وقال ليفشيتز، حفيد عوديد ليفشيتز، وهو صحفي وناشط سلام إسرائيلي يبلغ من العمر 83 عاما محتجز في غزة، إنه كان حاضرا في المحادثات الأخيرة في قطر حيث أثارت العائلات قضية توصيل الأدوية، مشيرا إلى قلقه بشأن الوضع الصحي لجده.
وتابع “إن حقيقة حرمان العديد من الرهائن من الأدوية التي يحتاجون إليها هي بمثابة حكم بالإعدام.. كان يجب أن يحصلوا على ما يحتاجون إليه في اليوم الأول”.
وأكد مسؤول مطلع على المحادثات، تحدث للصحيفة الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المفاوضين ناقشوا أنواع الأدوية المطلوبة وكمياتها المطلوبة وكيفية توصيلها، مشيرا إلى أن المناقشات جارية مع المنظمات الدولية التي يمكن أن تساعد في إنجاز العملية.
وتعتبر قطر وسيطا رئيسيا في مفاوضات المحتجزين بين حماس وإسرائيل، اللتين لا تتحدثان بشكل مباشر مع بعضهما البعض، غير أن الصحيفة، ذكرت أن المحادثات بشأن المساعدات الطبية منفصلة عن المفاوضات الأوسع بشأن إطلاق سراح رهائن آخرين، والتي لم تسفر عن اتفاق.
وخلال وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع في نوفمبر، تم إطلاق سراح 105 محتجزين اسرائيليين مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا، في عملية المبادلة تمت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن المحادثات بشأن الأدوية للرهائن والمدنيين في غزة قد “أحرزت تقدما”.
من جانبه، قال حسام بدران، المسؤول الكبير في حماس، إن الحركة تناقش الجهود المتعلقة بتوصيل الأدوية بـ”إيجابية كبيرة”.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات، إن إسرائيل تبدي استعدادها للسماح بإيصال الأدوية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث لا يزال هناك 15 مركزا طبيا تعمل بشكل جزئي، وسط الهجمات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، كما تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية.
وسمحت إسرائيل للشاحنات المحملة بالأدوية بدخول غزة، لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن تلك الإمدادات فشلت في تلبية احتياجات السكان.
والخميس، أسفت الأمم المتحدة، للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يُكلّف أرواحا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة. ستيفان دوجاريك “أخبرَنا زملاؤنا في المجال الإنساني أن في الفترة ما بين 1 و10 يناير، لم يكن ممكنا إيصال سوى ثلاث شحنات فقط من أصل 21 شحنة من المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء .ومياه وغيرها من السلع الحيوية إلى شمال وادي غزة”.
وتشمل الشحنات “بعثات عدة لإدخال معدات طبية إلى مدينة غزة. ووقود إلى مرافق للمياه والصرف الصحي في مدينة غزة والشمال. وقد رفضتها السلطات الإسرائيلية”. حسبما أكد دوجاريك.
وأسف دوجاريك لأن “قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة للاحتياجات الكبيرة في القسم الشمالي لغزة يعوقها الرفض المتكرر لدخول المساعدات، ونقص تنسيق السلطات الإسرائيلية من أجل وصول آمن”.
شدّد المتحدث على أن “كل يوم لا نستطيع فيه تقديم المساعدات .يؤدي إلى خسارة أرواح وإلى معاناة آلاف من الأشخاص ما زالوا في شمال غزة”.
وتواصل الأمم المتحدة عرض الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. بعد أشهر من القصف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي.
وتعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر على إسرائيل. والذي تسبّب بمقتل 1140 شخصا. وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أرقام إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم قرابة 250 شخصا. لا يزال 132 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي.
وردت إسرائيل بحملة قصف على قطاع غزة وباشرت لاحقا هجوما بريا. ما أدى إلى سقوط 23469 قتيلا وإصابة 59604 بجروح. معظمهم من النساء والأطفال وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وقال وليد أبوحطب، مدير طب الأمومة في مركز ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب غزة. إنه يتعامل مع نقص حاد في الحليب وأدوية التخدير واللقاحات،. مما يجعل من الصعب توفير الرعاية الكافية للأطفال حديثي الولادة.
وقال في مقابلة عبر الهاتف “إذا استمر هذا الوضع. فأنا قلق من أن الكثيرين لن يبقوا على قيد الحياة.. نحن نتعامل مع وضع مستحيل.”
ومنذ بداية النزاع، لم يتمكن الصليب الأحمر من زيارة الرهائن. وقالت المنظمة إنها لا تعرف مكان احتجاز الرهائن ولا يمكنها زيارتهم. دون ضمان المرور الآمن من كل من حماس والجيش الإسرائيلي بسبب القتال الدائر.
وحث جيسون سترازيوسو، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر. الأطراف وأصحاب النفوذ على السعي توصيل الأدوية إلى الرهائن. مشيرا إلى أن “الخطوة الأكثر أهمية هي أن تصل الأدوية إلى أيدي من يحتاجون إليها. لن نكون راضين حتى يفعلوا ذلك”.
وقال الدكتور حجاي ليفين، رئيس الفريق الطبي في منتدى الرهائن والعائلات المفقودة. وهي مجموعة إسرائيلية “إن حياة جميع الرهائن معرضة للخطر. وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى علاج طبي.. إنها أمنيتي أن يحصلوا أخيرًا على العلاج الذي يستحقونه.”
وعلى الجهة المقابلة، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة أزمة .إنسانية متعاظمة خصوصا في ظل البرد والشتاء. وتحذّر منظمات دولية من كارثة صحية في القطاع حيث نزح 85 بالمئة من السكان، وسط بطء وصول المساعدات.
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب. وتشكو المنظمات شحّ المساعدات رغم قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لزيادتها. وتؤكد أنها تبقى ما دون حاجة السكان.
وانعكست الحرب بشكل كارثي على القطاع الصحي. وبحسب ما نقل أوتشا عن منظمة الصحة العالمية، يزاول 15 مستشفى من أصل 36 في القطاع عملها بشكل جزئي. منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، حذر هذا الأسبوع. من أن الوضع الإنساني في غزة “مستعصٍ” وتوزيع المساعدات يواجه عقبات “من شبه المستحيل تجاوزها”.