حصري

قيادات تنظيم الإخوان تتصارع للإستحواذ على القيادة


تكمل قيادات تنظيم الإخوان في أنقرة ولندن،حربها المستعرة؛ هذه المرة للاستحواذ على تأييد المكاتب الإدارية الإقليمية لها داخل مصر وخارجها.

وخلال الأيام القليلة الماضية نشطت الجبهتان في الاستحواذ وفرض السيطرة على أجنحة الإخوان في الداخل المصري وفي المكاتب الإقليمية للتنظيم، في ظل رغبة كل فريق في إنهاء الصراع لصالحة والفوز بزعامة تنظيم الإخوان والاستحواذ على منافذ الأموال والنفوذ.

كما أكد خبيران في شؤون الجماعات الإسلامية في تصريحات ، أن شعلة المعركة التي نشبت منذ شهور بين القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير من مقر إقامته في لندن، والأمين العام السابق للجماعة محمود حسين في تركيا لم تنطفئ نهائيا.

خاصة أن “حسين” بإعلانه إقصاء “منير” عن منصب القائم بأعمال المرشد، وتعيين القيادي الإخواني مصطفى طلبة بديلاً عنه، قد فتح طاقات جهنم في المعركة التي اشتدت أوارها وما عاد يمكن أن تتحول إلى رماد.

مكاتب الأقاليم

ويقول عمرو فاروق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إن إبراهيم منير ورجاله حملوا على عاتقهم مسؤولية إقصاء جبهة محمود حسين عقب قرار تعيين مطصفى طلبة مرشداً للتنظيم، ومن أجل تحقيق هذا القرار سعوا إلى الاستحواذ الفعلي على مكاتب الخارج، لا سيما في تركيا نفسها حيث جبهة إسطنبول.

ويشير فاروق إلى أن المعلومات التي لديه تؤكد نجاح منير بشكل كبير في تحقيق أهدافه، حيث تدين 7 مكاتب إقليمية لتنظيم الإخوان من أصل 9 مكاتب داخل تركيا نفسها بالولاء له، بينما يسيطر خصمه على مكتبين إداريين فقط.

النسبة نفسها في مصر تدين لمنير، وبفارق كبير عن خصمه، حيث يدين بالولاء التنظيمي له نحو 70% من مكاتب مصر، في الوقت الذي يسطير فيه حسين على نحو 30% فقط.

أسلحة منير

ويستخدم منير في حربه على غريمه أسلحة كبرى، أولها استخدام الرأي العام الدولي لصالحه كونه يعمل على استرضاء الغرب، ويصدر صوراً نمطية تؤكد انفصال الجماعة عن أي أعمال عنف، ويتماشى مع أي أمور متعلقة بالحريات، حتى إنه أعلن ذات مرة قبوله بالشواذ.

قوة منير بحسب ما يؤكد فاروق لا ترتكن فقط على الدعم الغربي، بل على سلاح سلمه له خصمه تحديدا، حيث يعزف الكثيرون عن جبهة محمود حسين لأسباب تتعلق بطبيعة شخصيته، باعتباره كان المهيمن الرئيسي على التنظيم خلال فترة ما بعد ثورة 30 يونيو/تموز 2013 في مصر، الأمر الذي جعله يخلق عداوت شخصية مع بعض العناصر وبعض المكاتب الإدارية الموجودة داخل مصر وخارجها.

لا استسلام

في المقابل لا يرغب محمود حسين الاستسلام ورفع الراية البيضاء، مستعصما بقوة داعمة له داخلياً وخارجياً كونه يحافظ على ثوابت الجماعة في إعلان استمرار الخصومة مع مصر، والتمسك بشعارات تهاجم الدولة المصرية ومؤسساتها وهو أمر يجلب لصالحه قطاعا غير قليل من الشباب، الذي يدخل مع الدولة في صراع ثأري.

ويرتكن حسين بحسب ما يؤكده فاروق على ما يسمى برابطة المصريين الإخوان في الخارج، التي رغم أن منير بسط سيطرة نسبية عليها إلا أن مكاتبها منقسمة بين الجانبين، الأمر الذي يجعل الصراع غير محسوم كلياً حتى تاريخه.

حالة كر وفر

في السياق نفسه يرى المحلل السياسي هشام النجار أن حالة الكر والفر والتشابك بين فلول الإخوان مستمرة، ومحاولة كل فريق جذب أكبر قدر ممكن لصالحها هو الهم الأكبر لها خلال الفترة المقبلة التي ربما تستمر لسنوات.

ويؤكد النجار أن إخوان مصر تبدل حالهم كلياً عقب إلقاء قوات الأمن القبض على القيادي الإخواني محمود عزت، الذي كان يشغل منصب القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإرهابي.

وفي 28 أغسطس/آب 2020، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة.

وقبل نحو أسبوعين قضت محكمة مصرية بالسجن المؤبد على القائم بأعمال مرشد الإخوان سابقا محمود عزت، في إعادة محاكمته بشأن تهم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ”التخابر”.

ويقول النجار إنه تم تقويض عمل ودور مكاتب القاهرة بشكل كبير على خلفية القبض على محمود عزت، وانعكس ذلك على صراع الهيمنة بين الجبهتين بكل تأكيد.

وصرفت الجبهتان النظر عن مكاتب القاهرة واعتبرتها مهمشة، ومالت إلى قوة أخرى في آسيا وأفريقيا، سيما أن الدولة المصرية جففت منافذ التمويل الاقتصادي من الداخل بشكل كبير للتنظيم ما أدى إلى عزوف الجبهتين عن الاعتماد على  الداخل، لتبدأ مرحلة الصراع التي يطلق عليها ما بعد سجن محمود عزت.

ويبقى القول الفصل في الصراع بشكل نهائي لمن يملك غلبة المال، حسب ما يؤكده النجار، خاصة أن استقطاب المكاتب الإدارية للإخوان والتعامل مع قادتها من خلال المد المالي لها ومنه له تربيطات استخباراتية أكبر، سيكون الأقدر على إزاحه خصمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى