سياسة

كيف ساهمت طريقة إدارة الإخوان في موجة الانشقاقات التي عاشتها الجماعة؟


تمر جماعة الإخوان المسلمين بفترة حرجة في تاريخها، فرغم أن ظاهرة الانشقاق ظلت ملازمة لوضع الجماعة في أطوارها المختلفة. إلا أنه يمكن وصف موجة الانشقاق الحالية بالأكبر في تاريخ الإخوان.

وكان المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات قد ذكر في تقرير له أن الجماعة دخلت في حالة سيولة تنظيمية كبيرة كان من تداعياتها انشقاق عدد كبير من أعضائها التنظيمين، جراء أسباب متعددة.

وبحسب التقرير، تُعد طريقة إدارة الجماعة واحدة من الأسباب الرئيسية في كل موجات الانشقاق الإخواني على مختلف أجياله، وخصوصًا في الفترة من 2013 إلى 2021. فخلال تلك الفترة كسر الأعضاء، والمنشقون جدار الصمت القائم حول طريقة إدارة القيادة العليا للتنظيم .وخرقوا العرف التنظيمي القائم على مبدأ الثقة والطاعة والكتمان والذي كان بمثابة إجراء وقائي تتبعه القيادة، في مواجهة المخالفين.

 وأعلن قياديون بارزون (حاليون- منشقون) عن رفضهم لطريقة إدارة محمود عزت ثم إبراهيم منير في أكثر من مناسبة. وكان من بينهم محمد كمال (رئيس اللجنة الإدارية العليا الأولى، وعضو مكتب الإرشاد)، وغيره.

ويصف عبد الله خالد (وهو عضو سابق بجماعة الإخوان، انضم للجماعة في عام 2012 وانتظم في صفوفها لـ3 سنوات. طريقة إدارة القيادات الإخوانية للتنظيم بـ”الديكتاتورية والاستبدادية”، قائلًا: بعد فض رابعة بفترة وجيزة جلسنا مع المسؤول الثاني بالمكتب الإداري لمحافظة الغربية بناءً على ترتيب مسبق من مسؤولي شعبتنا. وعرضنا عليه اقتراحات عديدة لـ”العمل الثوري” وأثنى على اقتراحتنا للغاية. وطلب منا الاستمرار في التظاهر داخل جامعة الأزهر. معتبرًا أنه يزلزل النظام- على حد قوله- وبالفعل استمر الحراك لعدة أشهر لكنه توقف في 2014، بعد تصدي قوات الأمن لنا.

يضيف “خالد” أنهم استمروا في الحراك خارج الجامعة في فترة الإجازة الصيفية عبر تنظيم السلاسل البشرية .وكتابة العبارات المنددة بالحكومة المصرية على جدران المنشآت العامة داخل منطقتهم التابعة لمدينة المحلة الكبرى، لكنهم أحسوا بعدم جدوى هذا العمل. بينما أخبرهم مسؤولون في الشعبة أن هذه الفاعليات مجرد مرحلة سيتلوها مرحلة الحسم .والتي سيتخللها تكتيكات أخرى أكثر عنفًا أو ثورية على حد تعبير المسؤول.

تابع: ومع مرور الوقت وعدم حدوث أي تطور إيجابي بدأ التململ يصيبهم. ثم تحدثوا مع نقيب الأسرة حول طريقة إدارة الجماعة فنهرهم بشدة وقال: (أنتم أوقفتم العمل في الجامعات وتتكلمون عن القيادة وتريدون مساءلتها!). مشيرًا إلى أنهم أدركوا في تلك اللحظة أن (الإخوة اللي فوق) لايهمهم حياة الشباب أو ظروفهم خصوصًا بعد إصابة واعتقال العديد منهم. ومن ثم قرر الانشقاق نهائيا ثم راجع أفكاره وأولوياته، وتبعه لاحقًا أعضاء آخرون بعضهم ظل مع الإخوان لمدة تزيد عن 10 سنوات.

وعلى غرار التعامل السابق، جاء رد إبراهيم منير على رسائل 1350 من المسجوني المنتمين للإخوان التي عُنونت بـ”رسالة معتقل”. إذ دعوا قيادتهم لاتخاذ خطوة للوراء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشباب ، لكن “منير” أجاب على تلك الرسائل بأنهم لم يجبروا أحدًا على الانضمام للحركة ومن أراد الخروج منها فليخرج. وفقا للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.

وفي ذات السياق، اعتبر 53% من المنشقين- المشاركين في الاستفتاء حول أسباب الانشقاق- أن طريقة إدارة الإخوان هي السبب الرئيس لاتخاذهم قرار تركها. وعلل “عماد علي” انشقاقه بعدم استماع القيادات المباشرة للآراء والمقترحات والتزامهم بالقرارات الفوقية التي تُصدر من الجهة الإدارية الأعلى. وأيده “أحمد سعيد” في ما ذهب إليه واصفًا القيادة بـ”الغباء وعدم الاستماع للنصيحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى