سياسة

كيف يتحرك الداخل الإسرائيلي في عملية إسقاط نتنياهو؟


نحو إنهاء تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي في منصبه، يسعى الداخل الإسرائيلي للتحرك بقوة في اتجاهات مختلفة لإسقاط نتنياهو، خاصة من قبل قوى المعارضة التي ترى أن نتنياهو قد استنفذ كل الخطط التي لديه للحفاظ على منصبه. 

حيث ترى قوى المعارضة، أن على رئيس الوزراء اليميني أن يستقيل في الأوقات الحالية بعدما اقتربت حرب غزة على النهاية مع دخولها في شهرها التاسع دون تحقيق ما قاله نتنياهو في بداية الحرب بالقضاء على حماس وعودة الرهائن وهو ما لم يتم حتى الآن في ظل تعنت رئيس الوزراء في مفاوضات الهدنة وتسليم الرهائن مما يزيد من طول آمد الحرب التي بدورها تحافظ على منصبه. 

تحركات علنية وتفوق نتنياهو 

ونجح نتنياهو في الأشهر الأخيرة من خفض التأييد الجارف الذي كان حصل عليه بيني غانتس في الأشهر الأولى من السنة وأعاده إلى ما كان عليه قبل الحرب، ويملك نتنياهو قبضة حديدية على حزب “الليكود”، كما انه يستغل الكاريزما الخاصة به للحفاظ على منصبه؛ مما جعل أغلب المراقبين في إسرائيل يعتقدون أن حقبته ما زالت مستمرة. 

بينما تجري المعارضة في نفس الوقت تحركات سرية وعلنية على 3 مسارات لإسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تتقاطع هذه التحركات في هدف إسقاط نتنياهو وشركائه اليمينيين المتشددين وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ولكنها ليست بالضرورة متجانسة.

وتكاد تكون أكثر هذه التحركات علانية هي مظاهرات ذوي الرهائن الإسرائيليين في غزة الذين يطالبون، خاصة في مظاهراتهم باستقالة الحكومة والتوجه إلى انتخابات مبكرة.

تحركات المعارضة لإسقاط نتنياهو 

كما تشهد إسرائيل تحركات أحزاب معارضة على رأسها زعيم حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس وزعيم المعارضة ورئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد علنية وهي تدعو إلى انتخابات مبكرة، ولكن أكثر ما يجري بسرية هي تحركات اليمين بقيادة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ورئيس “الموساد السابق يوسي كوهين ووزير الدفاع السابق ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان.

ويخشى نتنياهو بشكل خاص من التحرك السري الذي يقوم به بينيت وكوهين وليبرمان الذي من شأنه أن يؤدي الى خسارة “الليكود” الذي يقوده الكثير من المقاعد، ويقود ذوي الرهائن الإسرائيليين في غزة تحركات واسعة تدعو إلى إبرام صفقة لإعادة الرهائن تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق نار، وحتى وقف الحرب، والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

ويستغل سياسيون إسرائيليون، بينهم غانتس ولابيد، هذه الفعاليات في دعواتهم لاستقالة الحكومة والتوجه إلى انتخابات مبكرة، وأعلن مؤخرًا عن اتفاق لابيد وزعيم “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان وزعيم “اليمين الرسمي” جدعون ساعر عن تحرك من أجل إسقاط حكومة نتنياهو.

ويقول الباحث السياسي الفلسطيني، الدكتور هاني المصري، إن حتى الآن نتنياهو مستفاد من الحرب على قطاع غزة، بل ويسعي حاليًا لاشعال الموقف بحرب مع حزب الله تهدف لبقاءه في منصبه على الرغم من معارضة الداخل الإسرائيلي علي تواجده في سدة الحكم، كما ان استقالة غانتس  كانت ضربة قاضية ولكنه في نفس الوقت استطاع السيطرة على الموقف سريعاً. 

وأضاف المصري أن استطلاعات الرأي العام تشير إلى أن حظوظ لابيد صغيرة مقارنة مع زعيم “معسكر الدولة” بيني غانتس، وهو ما يهدد ببقاء نتنياهو خاصة ان هناك تفتيت للأصوات الخاصة بالمعارضة وعدم التوافق علي اسم محدد، وما هو معلوم هو إن الشارع الإسرائيلي يفضل بينيت وغانتس على نتنياهو في رئاسة الحكومة.

بينما يؤكد عادل الزعنون المحلل السياسي، إن هناك تحركات من جانب بالمعارضة إعلامياً  عبر خروج استطلاعات رأى تؤكد رفض نتنياهو، وهو الرجل المسيطر علي حزب الليكود في الداخل الإسرائيلي، حيث تشير تقديرات إسرائيلية بإن 44% من الإسرائيليين إن غانتس هو الأنسب لرئاسة الحكومة مقابل 38% اعتبروا أن نتنياهو هو الأنسب.

وأضاف عادل الزعنون إن هناك اتصالات بين رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت وليبرمان ورئيس “الموساد” السابق يوسي كوهين من أجل تشكيل حزب، وهذا التحالف في حال تحقق سيصبح الحزب الأكبر في إسرائيل كونه يشغل 27 مقعدا مقابل 19 لحزب “الليكود” و17 لحزب “معسكر الدولة” من أصل مقاعد الكنيست ال 120، وتمثل هذه النتائج رعبا لنتنياهو سيما وأن مثل هذا التحالف سيكون قادرًا لاحقًا على ضم أحزاب يمينية ووسطية واستبعاد حزب “القوة اليهودية برئاسة إيتمار بن غفير و”الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى