كيف يستغل الإخوان الأحداث في غزة… ما علاقة إيران؟
سعت جماعة الإخوان المسلمين في بعض الدول العربية لاستغلال الأحداث في غزة، لتنظيم مظاهرات تكون بمثابة رسالة مفادها أنّهم ما زالوا في الشارع العربي، ليرافق ذلك البدء في التحضير لمرحلة تنشيط خلايا الإخوان في عدة دول في المنطقة.
واستماتت قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعناصرها في الدفاع عن حركة (حماس) ومشروعها السياسي وتحالفها مع المحور الإيراني عبر وسائل إعلامهم ومواقع التواصل الاجتماعي، لأنّهم على يقين بأنّ نظام خامنئي قادر على إيصالهم إلى الحكم في دول الشرق الأوسط من خلال خلايا إخوانية ستكون نواة قوى سياسية قادرة على الاستيلاء على مقاليد الحكم في دولها.
ووفق مقالة للكاتب حميد قرمان نشرتها صحيفة (العرب) اللندنية، فإنّ الإخوان، بعد جملة الأزمات السياسية والتنظيمية التي عصفت بهم في أغلب الدول العربية، والتي أثرت على امتداد مشروعهم السياسي وشعبيتهم في الشارع العربي بالعموم، رأوا في حركة (حماس) ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة “رافعة للجماعة”، لإعادة تموضعها في الخارطة السياسية العربية والإقليمية.
لذلك كان القرار من قيادات في التنظيم الدولي بالذهاب بعيداً بدعم حركة (حماس) في سياقها الحالي ضد الاحتلال، واستغلال الواقع المأساوي للشعب الفلسطيني، من خلال ركوب موجات الحراك الشعبي في الشارع السياسي العربي، مع الدفع برفع وتيرة الخطاب الإعلامي الموجه نحو دول في المنطقة، لتحشيد الجماهير العربية لإعادة البريق لمشروع الإخوان في المنطقة كمرحلة تؤسس لإعادة تشكيل خلايا إخوانية وتنشيطها.
وبعيداً عن معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سعت الجماعة لالتقاط الفرصة السانحة لفتح أبواب التواصل والتحالف مع النظام الإيراني، وتقديم نفسها كنموذج قادر على تكرار تجارب حركات وفصائل في عواصم التأثير الإيراني من خلال عناصرها وقادتها، فالإخوان اليوم يحتاجون لقِبلة سياسية ودينية تمنحهم الزخم السياسي مجدداً، خاصة بعد فشل تحالفهم مع الأتراك للوصول إلى مقاليد الحكم في دول المنطقة، مثل مصر وتونس. فالأتراك لم يسمحوا للجماعة بتجاوز الخطوط التي رسموها لها، ممّا عطل وأثر على مشاريع الإخوان السياسية. في المقابل استطاعت حركات وفصائل تدور في الفلك الإيراني من الوصول إلى مقاليد الحكم والسلطة من خلال أجندات نظام الملالي في المنطقة.
إنّ تقاطع المصالح بين النظام الإيراني في استكمال مشروعه التوسعي في الشرق الأوسط، وولع الإخوان بالوصول إلى الحكم في بعض الدول العربية اليوم، ينذر بفوضى الخطر القادم إذا استمرت الجماعة بالرهان على نظام طهران كجسر للعبور نحو مقاليد الحكم والسلطة، وهو ما يتطلب موقفاً عربياً حازماً لقطع الطريق أمام مرامي الطرفين.