لعرقلة جهود السلام.. الحوثي يستغل ورقة الوحدة اليمنية
بينما تصرّ قوى جنوبية يمنية، على رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، على استعادة دولة الجنوب المستقلّة، بدأت جماعة الحوثي الطرف الرئيسي في الصراع اليمني تطرح قضية الحفاظ على اليمن الموحّد كأحد الأسس الرئيسية لعملية التسوية التي يجري العمل على إطلاقها.
هذا الخلاف الحاد حول شكل الدولة اليمنية في مرحلة ما بعد الحرب، التي تنصبّ الجهود على إنهائها بتسوية سياسية، بات يُطرح كأحد أبرز المعوقات التي قد تفجّر المسار السلمي الذي تقدّم بضع خطوات.
إلى ذلك، قال علي القحوم عضو المكتب السياسي للحوثيين: إنّ جماعته تعمل على “الحفاظ على الوحدة اليمنية والسيادة والاستقلال، وتحقيق المصالحة الوطنية. والسلام العادل”، وهو ما تدعمه إيران.
وقال القحوم: إنّ الرؤية الحوثية تقوم على “التعامل بنهج الدولة اليمنية الواحدة، وسيادة النظام والقانون اليمني. والحفاظ على وحدة وجغرافيا اليمن وثرواته. والمضي قُدماً للمستقبل المنشود الذي يسوده الوئام والانسجام الداخلي. وتأسيس الحوار وحلّ المشاكل بالحوار. وتذويب كل المشاكل الداخلية والخارجية، وتبديد المخاوف وتقديم التطمينات على المستوى المحلي والخارجي والدولي”.
وأكدّ في حوار مع وكالة (سبوتنيك) الروسية أنّ “التغييرات الجذرية تؤسس لدولة جامعة لكل اليمنيين، وتمثل كل اليمنيين، وتكون مقبولة على المستوى الداخلي والخارجي والدولي. وتطبق القانون والنظام والدستور للجمهورية اليمنية. وتؤسس لسلام مستدام داخلي وخارجي. وتنهي كل المشاكل والمخاوف الداخلية والخارجية”.
وقد أكد كمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه. وقال خلال لقاء جمعه في طهران مع عضو المكتب السياسي للحوثيين عبد الله هاشم السياني: إنّ بلاده مستعدة لمشاركة خبرتها السياسية مع أنصار الله الحوثيين في المراحل المقبلة.
وتؤكّد مصادر يمنية أنّ إيران تتابع بدقة تطورات الملف اليمني، لا سيّما محادثات الحوثيين مع السعودية. ولا تنقطع عن إسداء التوجيهات لهم بشأن ما يتعيّن عليهم فعله. وحدود ما يمكن أن يقبلوا به خلال المفاوضات، بحسب صحيفة (العرب).
ويناقض الخطاب الحوثي بشأن الحفاظ على الوحدة بشكل جذري مطالبات أبرز القوى السياسية الجنوبية التي لم تنقطع خلال الفترة الأخيرة عن تأكيد عدم قبولها بأيّ سيناريو قد تفضي إليه جهود التسوية السلمية للملف اليمني. ولا يتضمّن عودة دولة الجنوب.
ويطالب قادة المجلس الانتقالي الجنوبي بدور أساسي في عملية التسوية. كون المجلس يأتي على رأس القوى التي واجهت الحوثيين وقاومت محاولاتهم لاحتلال مناطق الجنوب. فضلاً عن كونه قوة فعلية ذات حضور سياسي مؤثّر وسيطرة ميدانية على الأرض.
ويشهد اليمن منذ أشهر تهدئة من حرب بدأت قبل نحو (9) أعوام بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية. وقوات الحوثيين المدعومين من إيران. الذين يسيطرون على محافظات ومدن. بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر 2014.