مع انشغال قسد بمواجهة العشائر.. داعش يكثف هجماته في دير الزور
زاد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من وتيرة عملياته في محافظتي دير الزور والرقة شمال سوريا، مخلفا قتلى وجرحى لكن جهود قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تتركز على مواجهة الهجمات بمخيم “الهول” شرقي الحسكة، وقتال العشائر في دير الزور التي تعتبرها أكثر خطورة من “الدولة الإسلامية“. بينما تشتكي من تدني مستوى الاهتمام الدولي والقيام بمسؤولياته تجاه هذا الملف “الخطير والمتصاعد”.
وقال التنظيم في مجلته الرسمية “النبأ” الجمعة إنه نفذ في سوريا خمس عمليات هذا الأسبوع أسفرت عن مقتل وجرح 13 شخصًا. تركزت في محافظة دير الزور بشكل أكبر إلى جانب عمليتين نفذتهما خلاياه في محافظة الرقة، وقال إنه قتل عنصرًا من “قسد” وجرح آخرين بثلاث هجمات منفصلة بقرى الحوايج، وذيبان، والحريجي، في ريف محافظة دير الزور.
ولم تعلّق “قسد” على تيرة عمليات التنظيم المرتفعة في مناطق سيطرتها منذ مطلع العام الحالي حتى اليوم، واكتفت بإطلاق حملة أمنية تلاحق خلاياه بمخيم الهول شرقي الحسكة. وتوالت الإعلانات من “قسد” عن أنها تمكنت من ضبط أسلحة واعتقال عناصر من التنظيم داخل المخيم أرفقتها بتسجيلات مصورة، لكن هذه العمليات لم تؤثر على مجريات الأحداث فيما يتعلق بنشاط التنظيم شمال شرقي سوريا.
لكن المواجهات العنيفة دارت بين مقاتلي العشائر العربية وقوات قسد في ريف ديرالزور الشرقي، ومع استمرار حالة التوتر جددت “قسد” حملات الدهم والاعتقال التي طالت عدد من أبناء مناطق دير الزور في ظل توسع دائرة الاعتقالات التي تنفذها “قسد”.
وأفاد ناشطون في المنطقة الشرقية، بأنّ “قسد”، اعتقلت صاحب مكتب “الجود” للحوالات والصرافة خلال عملية مداهمة بمساعدة الطيران المروحي التابع للتحالف، في منطقة الحصية في بلدة الشحيل شرقي ديرالزور. كما داهمت قرية غزيلة التابعة لمنطقة اليعربية شمال شرقي محافظة الحسكة، واعتقلت عددا من المدنيين.
كما اعتقلت المطرب الشعبي عبد الصمد هاشم بعد مداهمة منزله في مدينة الحسكة، بعد وصوله من الإمارات بشهرين، لأسباب مجهولة وهو من أبناء مدينة البصيرة شرقي ديرالزور في حين أصدر المركز الإعلامي التابع لـ”قسد'”، بيانا بشأن إلقاء القبض على أحد خلايا داعش بريف دير الزور الشرقي.
وتكرر “قسد” اعتقال الشبان وحتى الأطفال لتجنيدهم إضافة إلى العمل بحفر الأنفاق مستغلة فقرهم وحاجتهم، ووثق ناشطون اعتقال عدد من الأشخاص لهذا الغرض من أبناء بلدة الكُبر في ريف ديرالزور الغربي، رغم تسجيل حالات وفاة بانهيار هذه الأنفاق. وذكرت مواقع إخبارية في المنطقة الشرقية، إن ميليشيات “قسد” شنت حملة التجنيد الإجباري، أسفرت عن اعتقال العشرات من الشبان في مناطق سيطرتها بهدف سوقهم إلى معسكرات التجنيد في الحسكة والرقة ومنبج.
ووسط انشغال قسد بقتال العشائر خلال الأشهر الأخيرة، وجد تنظيم الدولة الإسلامية الفرصة ملائمة لتوسيع عملياته، ونشر التحالف الدولي إحصائية للعمليات ضد التنظيم شمال شرقي سوريا. جاء فيها أن 360 عنصرًا منه قتلوا في المنطقة خلال 2023. وذلك خلال 73 عملية أمنية استهدفته.
وأعلنت قسد السبت الماضي، عن استئنافها عبر بيان ورد في موقعها الرسمي. جاء فيه أن “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”) .تحملت خلال الأعوام الماضية أعباء متعلقة بمنع تعاظم “الخطر الإرهابي” في مخيم الهول. وأضافت إن التنظيم زاد من نشاط خلاياه ضمن المخيم، ونفذ العديد من عمليات القتل والضغط على القاطنين، وحرق المساعدات الإنسانية. ومنع وصولها الآمن إلى المخيم بما فيها اللوازم الطبية.
واعتبرت أن الأحداث السابقة شكلت دافعًا. لإطلاق المرحلة الثالثة من عملية “الإنسانية والأمن” في المخيّم لملاحقة خلايا التنظيم والقبض على المطلوبين. بمن فيهم منفذو الهجمات والمتعاونين معهم والمتورطين في تسويق “الأفكار المتطرفة” ولا سيما بين الأطفال.
ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول 2023. وافق الكونغرس الأميركي على موازنة وزارة الدفاع الأميركية لعام 2024، بقيمة 842 مليار دولار. خُصصت منها 156 مليون دولار لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وحُدد في الموازنة مبلغ 398 مليون دولار لصندوق التدريب والتجهيز لسوريا والعراق. لتعزيز قدرات القوات الشريكة لوزارة الدفاع في مكافحة تنظيم الدولة. وتوفير احتجاز “آمن وإنساني” لمقاتلي التنظيم، بحسب الوزارة.
ويشمل التمويل المخصص لهذا الغرض، دعمًا لـ”قسد” شمال شرقي سوريا. الذي انخفض بنحو تسعة ملايين دولار مقارنة بالعام الماضي. وهذا القرار نفسه هو المسبب الرئيس لشكوى “قسد” من القضايا الأمنية بمخيم “الهول”.