معارك شرسة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية
أعلن حزب الله فجر السبت أنه يخوض اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، بعدما اكد في وقت سابق أنه أجبر الجنود الإسرائيليين على التراجع في المنطقة فيما واصل الطيران الإسرائيلي قصف الضاحية الجنوبية وعدد من المناطق.
-
حزب الله يعلن إحباط محاولة تسلل إسرائيلية إلى جنوب لبنان
-
تنصل إيران من دعم حزب الله: هل يغير مسار الصراع في لبنان؟
وقال الحزب في بيان “أعاد جنود العدو الإسرائيلي محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 01:50 من فجر يوم السبت فتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لمحاولة التقدم والاشتباكات مستمرة”.
كما أعلن أنه استهدف “تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارون” في جنوب لبنان “بصلية صاروخية”.
كما أعلنت الجماعة المدعومة من ايران في بيان لاحق قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا بصلية صاروخية، تزامنا مع استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية.
-
أبو علي رضا.. الناجي الوحيد من قيادة حزب الله يثير التساؤلات
-
7 ملايين دولار لرأس قائدها.. ما هي “وحدة الظل” الأخطر في حزب الله؟
وقالت إن مقاتليها استهدفوا “بصلية من صواريخ فادي 1” قاعدة رامات ديفيد الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتر من الحدود مع لبنان موضحة أن مقاتليها استهدفوا “دبابة ميركافا أثناء تقدمها” في خراج بلدة حدودية “بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة”.
والجمعة أكد الحزب إيقاع قوة إسرائيلية في كمين قرب الحدود ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم قبل انسحابها بينما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 250 عنصرا من حزب الله منذ يوم الاثنين الماضي.
وقبل أيام اعترفت القوات الاسرائيلية بمقتل 8 جنود وجرح عدد اخر في كمين نصبه مسلحون لبنانيون قرب الحدود أثناء محاولة قوة اسرائيلية التوغل برا.
-
خبراء يجيبون: هل التوترات بين حزب الله وإسرائيل ستقود إلى حرب شاملة؟
-
تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل
وفجر السبت شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة البقاع شرقي لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن “الطيران الحربي الإسرائيلي شن 12 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت” موضحة أن الغارات استهدفت “محيط جامع القائم، ومنطقة برج البراجنة ومحيط مجمع سيد الشهداء في حارة حريك، ومناطق الرويس وحي الأبيض والشويفات”.
وفي منطقة البقاع، قالت الوكالة إن شخصا قتل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في سهل بلدة سعد نايل، شرقي البلاد.
كما قال الجيش الاسرائيلي السبت إن قوّاته شنت خلال الليل ضربة جوية على مقاتلين من حزب الله داخل مسجد في جنوب لبنان، في أول قصف من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام مضيفا في بيان انه “خلال الليل، وبتوجيه من استخبارات الجيش الإسرائيلي، قصفت القوات الجوية إرهابيين من حزب الله كانوا ينشطون داخل مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور في جنوب لبنان”.
وتابع “كان مسلحو حزب الله يستخدمون مركز القيادة للتخطيط لهجمات وتنفيذها ضد الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل”.
وليل الجمعة، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن حرم مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل في جنوب لبنان “تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي”.
وقال الطبيب محمد سليمان، مدير المستشفى الذي تديره الهيئة الصحية الإسلامية، لفرانس برس إن سبعة من الطاقم الطبي أصيبوا عندما تعرض المستشفى لقصف إسرائيلي “مباشر”، مضيفا أنه تم إخلاء المنشأة.
-
استنفار أمني في إسرائيل خشية انتقام حزب الله بعد مقتل نصر الله
-
اختراق حزب الله.. كيف نجحت إسرائيل رغم إخفاقها في غزة؟
وأعلنت حركة حماس في لبنان فجر السبت مقتل قيادي في ذراعها المسلح كتائب عز الدين القسام وأفراد أسرته في غارة إسرائيلية استهدفت منزله بمخيم البداوي شمالي لبنان.
وتعتبر الغارة الإسرائيلية على مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، هي الأولى التي تستهدف محافظة شمال لبنان منذ بداية المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت حماس، في بيان لها، إن “الغارة الإسرائيلية استهدفت منزل القيادي في كتائب القسام سعيد علي ما أدى إلى استشهاده وزوجته شيماء خليل عزام وطفلتيه زينب وفاطمة” مضيفة أن “كتائب القسام أمام مجازر الاحتلال المتواصلة لتؤكد أن سلسلة ردودها المقبلة ستكون بالأفعال قبل الأقوال، وأنها ستدفّع قادة إسرائيل ثمن قراراتهم الإجرامية بحق أبناء شعبنا”.
ويأتي مقتل علي بعد أيام من اغتيال الجيش الإسرائيلي لقائد حركة حماس في لبنان فتح شريف، بغارة جوية استهدفت منزله في مخيم البص جنوبي البلاد.
وأكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من اسرائيل بإعادة نقل بعضها، قبيل بدء عملياتها البرية المحدودة.
وقالت في بيان إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 أيلول/سبتمبر “عزمه شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منا نقل بعض مواقعنا”، مؤكدة في الوقت ذاته “لا يزال جنود حفظ السلام في جميع المواقع”.
وأضافت “نعدل بانتظام وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر” مؤكدة أن “سلامة وأمن جنود حفظ السلام أمران في غاية الأهمية، ونذكر جميع الأطراف بضرورة احترام هذا الالتزام”.
وجددت حث لبنان وإسرائيل على “إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، من خلال الأفعال وليس الأقوال فقط، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.
وأعرب وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري الجمعة عن خشيته من تحوّل بلاده إلى “غزة ثانية” في ظل تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية على بلاده وذلك على هامش حضوره القمة التاسعة عشرة للفرانكوفونية.
وقال مكاري “نعتقد دائما بوجود أمل ضئيل في الجانب الدبلوماسي لأن لبنان يتعرض للقصف كل يوم. بيروت تتعرض للقصف كل يوم، كل ليلة، على مدى 24 ساعة. البقاع، جبل لبنان، الجنوب”، وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وشدّد على أن بلاده “تعوّل كثيرا على فرنسا. أكثر بكثير من دول أخرى. نعوّل أيضا على المبادرة الفرنسية الأميركية التي تمّ إعدادها في نيويورك” على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحظيت بدعم أطراف عدة مثل الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر وبريطانيا وغيرها.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أكد هذا الأسبوع في تصريحات صحافية، أن إسرائيل وحزب الله وافقا على المقترح الأميركي الفرنسي بوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما. إلا أن الدولة العبرية أقدمت على اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله بضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ودان مكاري “الموقف الإجرامي” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موضحا أن الأخير “قام باغتيال (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) إسماعيل هنية بينما كان يفاوض على وقف لإطلاق النار. واغتال حسن نصرالله بينما كان يفاوض على وقف لإطلاق النار. لذلك، كان يدرك ما سيحصل”، معتبرا أن ذلك “غير مقبول” من وجهة النظر اللبنانية.
-
مخاوف أمنية تدفع حزب الله لدفن نصرالله مؤقتاً في مكان سري
-
بعد مقتل نصرالله: كيف ستتغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟
ورأى أن التصرفات الإسرائيلية “أدخلت البلاد بأكملها وربما المنطقة في حرب لن تنتهي على الإطلاق” متابعا “كلبناني… كيف يمكننا التعايش مع ألفي قتيل، عشرة آلاف جريح، و1,2 مليون نازح في لبنان خلال أسبوع؟ هذا أمر مروع”. كما اعتبر أن موقف الولايات المتحدة “غير مقبول”.
ومنذ بداية حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 والمواجهات مع حزب الله في الثامن من الشهر نفسه، اغتال الجيش الإسرائيلي عدداً من مسؤولي وعناصر حماس وجناحها العسكري كتائب القسام في لبنان.
وأبرز هذه العمليات كانت اغتيال نائب رئيس الحركة صالح العاروري بغارة نفذتها طائرة مسيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/كانون الثاني الماضي.
-
مواجهات عنيفة مع حزب الله: إسرائيل تقر بمقتل 8 من جنودها
-
تصريحات إسرائيلية: مقتل نصر الله لن يكون نهاية الاغتيالات
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى نهاية يوم الخميس عن 1156 قتيلا و3191 مصابا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من مليون و200 ألف، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
فيما قتلت إسرائيل في لبنان 2011 شخصا وأصابت 9535 آخرين منذ بدء الاشتباكات مع فصائل لبنانية وفلسطينية، أبرزها “حزب الله“، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسب الرصد ذاته.
وفي المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من “حزب الله” لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم إسرائيلي صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.