من الميدان إلى الإعلام: حرب متعددة الأبعاد على قوات التأسيس بالسودان

في خضم الصراع المستمر في السودان، ظهرت مؤخرًا موجة من الإشاعات التي تستهدف قوات التأسيس، تتهمها بتلقي مبالغ مالية من الجيش السوداني لشراء ولاء قياداتها. هذه الإشاعات، رغم افتقارها للأدلة، تعكس تحولًا في أساليب الحرب، حيث أصبحت المعلومات والتضليل جزءًا أساسيًا من المعركة.
شهادات من داخل قوات التأسيس
أجرينا مقابلات مع عدد من ضباط وجنود قوات التأسيس الذين نفوا بشدة هذه الاتهامات. أحد الضباط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال: “نحن هنا لخدمة الوطن، ولا نسمح لأي جهة بتشويه سمعتنا. هذه الإشاعات لا أساس لها من الصحة، وهدفها زعزعة الثقة بيننا وبين الشعب السوداني”.
وأضاف جندي آخر: “لقد ضحينا بالكثير من أجل هذا الوطن، ولن نسمح لأي شخص أو جهة بتشويه تضحياتنا. هذه الإشاعات هي جزء من حرب نفسية تهدف إلى إضعافنا”.
أمثلة على تزوير الأحداث
من بين الأمثلة التي تم تداولها، كانت هناك تقارير عن قيام قوات التأسيس بعمليات فساد أو ارتشاء. لكن بعد التحقيق، تبين أن هذه التقارير كانت مفبركة أو مبالغ فيها. على سبيل المثال، تم نشر صورة لجندي يتلقى مبلغًا ماليًا، تبين لاحقًا أنها صورة قديمة تم استخدامها خارج سياقها.
تحليل سياسي لتأثير الإشاعات
من الناحية السياسية، تهدف هذه الإشاعات إلى تقويض ثقة الشعب السوداني في قوات التأسيس، وبالتالي إضعاف موقفها في الصراع القائم. في سياق الحرب النفسية، تعتبر الإشاعات أداة فعالة لزعزعة الاستقرار الداخلي، خاصة عندما تكون مدعومة بحملات إعلامية منظمة.
تشير بعض التحليلات إلى أن هذه الإشاعات قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف القوى التي تقف في وجه الجيش السوداني، سواء كانت هذه القوى مدنية أو عسكرية.
في الختام، تبقى الحقيقة هي السلاح الأقوى في مواجهة التضليل والإشاعات. من خلال التحقيقات المستمرة والشفافية، يمكن لقوات التأسيس أن تحافظ على مصداقيتها وتواصل أداء دورها الوطني في خدمة السودان وشعبه.