منظمة حقوقية: هجمات الحوثيين لا تبرر قصف الحديدة
اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية اليوم الاثنين أن تصرفات جماعة المتمردين الحوثيين في اليمن لا تبرر الهجوم .الذي شنته إسرائيل على محافظة الحديدة. ما أسفر عن ضحايا من المدنيين وأضرارا جسيمة في مواقع ذات أهمية حيوية للسكان. في وقت لا تزال فيه النيران تشتعل في ميناء المدينة بعد يومين من الغارة التي تأتي ردّا على هجوم حوثي استهدف تل أبيب.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، قالت الباحثة في شؤون المنظمة لدى اليمن والبحرين نيكو جعفرنيا. لقد “قصفت القوات الإسرائيلية مؤخراً عدة مواقع في محافظة الحديدة اليمنية. ما أسفر عن مقتل أكثر من 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين ردا على غارة بطائرة مسيرة في تل أبيب أودت بحياة مدني”.
وأوضحت أن “المعلومات الأولية تشير إلى أن العديد من القتلى .والجرحى هم مدنيون من العاملين في ميناء الحديدة”.
وأضافت أن “القوات الإسرائيلية استهدفت كذلك مواقع ذات أهمية حيوية للسكان المدنيين. بما في ذلك محطة توليد الكهرباء الرئيسية التي ترفد مدينة الحديدة بالكهرباء”.
واعتبرت أن “تصرفات الحوثيين لا تبرر بأي حال من الأحوال هذا الرد من الجانب الإسرائيلي .الذي تسبب بأضرار جسيمة للمدنيين”.
وأعلنت جماعة الحوثي اليوم الاثنين ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي على مدينة الحديدة غرب إلى 9 أشخاص.
وذكرت وكالة أنباء “سبأ” التابعة للحوثيين أنه خلال اليوم الاثنين تم في مدينة الحديدة تشييع جثامين 9 شهداء من العاملين بمنشآت خزانات الوقود وميناء الحديدة. الذين استشهدوا بجريمة قصف العدوان الإسرائيلي على هذه المنشآت.
وفي سياق متصل تواصل فرق الإطفاء جهودها لاحتواء الحريق الهائل .الذي لا يزال مشتعلاً في ميناء الحُديدة، بعد يومين من غارة إسرائيلية دامية أصابت خزانات نفط ومحطة لتوليد الكهرباء في الرصيف البحري الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الحُديدة إن ألسنة اللهب الكثيفة والدخان الأسود شوهدت تتصاعد في السماء لليوم الثالث على التوالي بعد غارة يوم السبت.
ويبدو أن فرق الإطفاء لم تحرز تقدماً يذكر، إذ أن الحريق يمتد في بعض أجزاء الميناء. وسط مخاوف من وصوله إلى منشآت تخزين المواد الغذائية.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية عالية الدقة التقطتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” ألسنة اللهب تلتهم منطقة تخزين الوقود المتضررة بشدة في الميناء.
ويُدار مستودع الوقود من قبل شركة النفط اليمنية التي قالت في وقت متأخر الأحد إن الأشخاص الستة الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية كانوا من موظفيها.
ويقول الحوثيون إن أكثر من 80 آخرين أصيبوا في الهجوم وبعضهم حروقه خطرة. ومع تصاعد الدخان الأسود في سماء المنطقة، أقيمت مراسم تشييع لضحايا الغارات وحُملت نعوشهم في شوارع الحديدة. محاطة بالحشود بقيادة فرقة كشفية تابعة لـ”أنصار الله”.
وفي تطور كبير في الأحداث، أغارت مقاتلات إسرائيلية السبت على ميناء الحديدة الإستراتيجي. غداة تبنّي المتمرّدين اليمنيين هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب .وكانت هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها الدولة العبرية هجوماً على اليمن. فيما توعّد الحوثيون الدولة العبرية بـ”رد هائل على العدوان”، مهددين باستهداف تل أبيب مجدداً.
وقالت سلطات الموانئ اليمنية إن ميناء الحديدة “يعمل بكامل طاقته الاستيعابية”. بحسب وكالة سبأ للأنباء التابعة للحوثيين.
ونقلت الوكالة عن مسؤول الميناء نصر النصيري قوله الأحد “نعمل على مدار الساعة على استقبال كافة السفن ولا قلق على سلسلة التوريدات .وإمدادات الغذاء والدواء والمشتقات النفطية”.
لكن مجموعة “نافانتي” للاستشارات التجارية ومقرها الولايات المتحدة قالت نقلاً عن تجار. إن غارات السبت دمرت خمس رافعات وقلصت سعة تخزين الوقود في الميناء من 150 الفا إلى 50 ألف طن.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية من شركة “بلانيت” لتصوير الأرض والتي حللتها منظمة “باكس” الهولندية للسلام، ما لا يقل عن 33 منشأة تخزين نفط مدمرة. بحسب ما قال ويم زفيننبرغ، مدير أحد المشاريع في المنظمة.
وأوضح زفيننبرغ “نتوقع المزيد من الأضرار. إذ لا يمكن رؤية كل صهاريج التخزين بسبب الدخان الكثيف” الناتج عن الحريق. مضيفا “أدى القصف إلى حرق ما لا يقل عن عشرات الآلاف من اللترات من النفط”.
وقال الخبير المتخصص في التأثيرات البيئية للحروب إنه “من المتوقع حدوث تلوث ساحلي محلي نتيجة المياه الملوثة وتسرب الوقود”.
من جهتها، لفتت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إلى أن صور الأقمار الاصطناعية التي أعقبت الضربات أظهرت “أضراراً جسيمة لحقت بمنشآت تخزين المنتجات النفطية”. موضحة رغم ذلك أن “منشآت تخزين البضائع السائبة تبدو غير متأثرة”.
وأشارت “أمبري” إلى أنه كانت هناك سفينتان تجاريتان وقت إصابة الرافعات. لكنها لم تحدد ما إذا كانتا قد تعرضتا لأضرار.
وكانت الوكالة البريطانية رصدت في وقت سابق أربع سفن تجارية في الميناء وقت الغارات. وثمانية أخرى في المرسى.
ويعد ميناء الحديدة نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن. الذي تقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن “ميناء الحديدة هو شريان حياة حيوي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن“. مضيفة أن “أي تأثير على هذه البنية التحتية يعرض للخطر دخول السلع الأساسية ويعيق جهود الإغاثة”.