هكذا ألقى الحشاشون والإخوان خصومهم من فوق الأسطح
ضمن أحداث مسلسل الحشاشين الحلقة 13، يستغل حسن الصباح- مؤسس فرقة الحشاشين الإرهابية- فراغ الحكم في الدولة السلجوقية، والفوضى التي عمت البلاط السلطان بين الأخوة الأعداء على كرسي السلطنة لإعلان دعوته جهرا وخروجها من حيز السرية إلى العلنية.
ففي أحداث الحلقة، يصدر حسن الصباح ــ ساكن قلعة آلموت علي أعلى قمة الجبل ــ أوامره وتعليماته إلى أتباعه التابعين له ولدعوته، بنشر الرعب والفزع في قلوب أهالي مدينة أصفهان، مستغلاً الفوضى التي حلت بالأسرة الحاكمة في أصفهان إثر مقتل السلطان ملكشاه بحسب ما لخصته صحيفة “الدستور” المصرية.
فيتم رمي المخالفين لدعوة الصباح من فوق الأسطح والأماكن المرتفعة، وهو ما يذكرنا بما عاشته مصر قبل سنوات من العمليات الإرهابية التي شنتها جماعة الإخوان الإرهابية ــ والتي اتخذت هي الأخرى من جبل المقطم مقراً لمكتب الإرشاد ــ ضد الشعب المصري، إثر ثورة 30 حزيران/يونيو ضد حكم الجماعة الفاشي، تحديداً واقعة إلقاء عدد من الأطفال من فوق سطح إحدى العقارات بمدينة الإسكندرية في منطقة سيدي بشر.
ما أسفر حينها عن وفاة 23 وإصابة ما يقرب من 200 آخرين، والتي قام بها عضو جماعة الإخوان الإرهابية “محمود حسن رمضان”، والذي تم تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 2015.
يشرح حسن الصباح في أحداث مسلسل الحشاشين خطته لنشر الفوضى وبث الفزع والرعب بين أهالي أصفهان منه ومن دعوته وأتباعه.
ويقول الصباح لأتباعه: “من إلهامات سيدي نزار أنّ وقت خلاف ملك شاه أزهى وقت لنا ولدعوتنا، لم يعد الزمن زمن التخفي والدعوة في السر، أصفهان أصبحت عاصمة بلا سلطان أنا أريد أن يظهر المؤمنون علناً في أصفهان، الدعوة تكون علانية، وأريد أن يقتل كل من يعترض علي دعوتنا بأبشع الطرق في أكبر ميادين وشوارع أصفهان حتى يكون عبرة. أنا أريد أن يملأ الرعب القلوب”.
هذا وتظهر أحداث مسلسل الحشاشين أيضاً، في الحلقة 13، أن يراجع زيد بن سيحون “الصباح” في منهج بث الرعب بين الناس، وهذا قد يثير روح الكراهية والانتقام لدي عامة الناس للصباح ودعوته وتابعيه ويتحولون إلى جبابرة مكروهين في نظر الناس، يجيبه الصباح: “الجبار المكروه شيء جميل يا زيد، شيء يجعل الضعفاء يحققون ما يريدون، فكما انضم إلينا الناس بالتعاطف والشفقة في الأول سينضمون إلينا الآن من باب القرب للقوي، آن الأوان أن تتغير الطريقة”، معتبراً أنّ “خلاف أولاد ملك شاه هو فرصة من ذهب، لجعل الناس في خدمة الغول المارد القوي اللي ظهر في أصفهان وتمهيد للقيامة، قيامة المؤمنين واسترداد عرش الخلافة”.
ومسلسل الحشاشين، من تأليف الكاتب السيناريست عبد الرحيم كمال ومن إخراج بيتر ميمي، تدور أحداثه في إطار تاريخي، حول فرقة الحشاشين أخطر الفرق السرية في العالم الإسلامي، والتي اشتهرت بالاغتيالات السياسية، وقصة صعود مؤسسها “حسن الصباح”، وحقيقة الصداقة التي جمعت بينه وبين “نظام الملك”.