أمريكا

واشنطن تدفع بمقترح تفصيلي لوقف إطلاق النار في غزة


 قال وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) إن مقترحا أكثر تفصيلا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيقدم في غضون أيام، في وقت تدخل فيه الحرب شهرها الـ12 دون أي مؤشرات على هدنة.

وبيرنز أيضا هو كبير المفاوضين الأميركيين الذين يسعون إلى إنهاء حرب غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأدلى بيرنز بتصريحه خلال فعالية لصحيفة “فاينانشال تايمز” في لندن اليوم السبت بمشاركة ريتشارد مور رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم.آي 6)، وهي المرة الأولى التي يظهران فيها معا بشكل علني.

ويعمل المسؤول الأميركي ممثلا عن الولايات المتحدة مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وذكر أن المساعي تتركز على “نصوص وصياغات مبتكرة” للتوصل إلى مقترح يرضي الطرفين.

وأضاف “سنجعل هذا مقترحا أكثر تفصيلا، وآمل أن يكون ذلك في الأيام القليلة المقبلة، ثم سنرى”، متابعا أن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية وأنه يأمل أن يدرك زعماء كلا الطرفين أن “الوقت حان أخيرا لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة وتقديم تنازلات عسيرة”.

وكتب بيرنز ومور مقالا معا في “فاينانشال تايمز” اليوم السبت قبل الفعالية التي أبرزت جهود الرجلين المشتركة لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا.

ودخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس السبت شهرها الثاني عشر من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن.

ويأتي هذا بعد يوم من مقتل ناشطة أميركية – تركية الجمعة خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، فيما تأسفت واشنطن “للخسارة المأسوية”.

وتسبّبت الحرب في قطاع غزة التي بدأت بعد هجوم دام لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.

وقبل الفجر وفي الصباح الباكر، هزت عدة غارات جوية وقصف مدفعي القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض، بحسب ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس في الموقع. وقال شهود ومسعفون إن 16 فلسطينيا على الأقل قتلوا، بينهم نساء وأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط.

وكتب مفوض عام “الأونروا” فيليب لازاريني في تغريدة على موقع اكس “أحد عشر شهرا. كفى. لا أحد يستطيع أن يتحمل هذا الأمر لفترة أطول. يجب أن تنتصر الإنسانية. يجب وقف إطلاق النار الآن”.

وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا خلال هجوم الحركة الإسلامية.

وبالإضافة إلى القتلى الذين سقطوا خلال القصف عند الفجر، أفادت مصادر طبية أن 33 فلسطينيا على الأقل أصيبوا بجروح في غارة جوية إسرائيلية على منطقة سكنية في بيت لاهيا، ويتلقون العلاج في مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي.

وفي مخيم حباليا، قصفت خيمة للنازحين داخل مدرسة حليمة السعدية التي كانت تؤوي نازحين، بحسب شهود عيان.

وقال أحمد عبد ربه “يوجد ما بين 3000 و3500 شخص في هذه المدرسة. كنا نائمين عندما سقط علينا صاروخ فجأة. استيقظنا مذعورين. وجدنا شهداء، بينهم أطفال ونساء”.

وأظهرت صور الخيمة محترقة وآثار دماء على الفرش والأرض، وسط بعض الممتلكات البسيطة التي دُمرت أو احترقت.

وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بكى فلسطينيون أمام جثث خمسة من أقاربهم قتلوا في النصيرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى