أبناء النرجسيين.. معاناة طفولة تمتد إلى الكبر
أفاد اختصاصيون نفسيون بأن أبناء النرجسيين غالبًا ما يطرحون في جلسات العلاج موضوعات متكررة، تُبرز تأثير نشأتهم في ظل آباء ذوي شخصيات نرجسية، على حياتهم لاحقًا.
وحدد الاختصاصيون عددًا من تلك الموضوعات. التي يمكن متابعتها وعلاجها بمساعدة خبراء واختصاصيين في علم النفس، مؤكدين على ضرورة تلك الخطوة، حتى لا تؤثر على جودة حياة الأطفال فيما بعد، ومن أبرزها
صعوبة اتخاذ القرارات
يشير إيمون مكاي، اختصاصي في الزواج والأسرة بمنصة “Octave” للصحة النفسية، إلى أن أبناء النرجسيين يعانون من حالة تُعرف بـ “شلل التحليل”. حيث يُصبح اتخاذ القرار بشكل مستقل أمرًا صعبًا بسبب الخوف من ارتكاب الأخطاء.
اختيار الشركاء غير المناسبين
يوضح الدكتور فرانك أندرسون، اختصاصي نفسي ومؤلف كتاب “To Be Loved”: “أبناء النرجسيين يميلون إلى اختيار شركاء مشابهين لوالديهم النرجسيين، مثل التحكمية أو ردود الفعل المبالغ فيها، نتيجة شعورهم بالارتياح تجاه ما هو مألوف”.
-
ألعاب الفيديو وطفولة معذبة: كيف يؤثر الإدمان على صحة الأطفال النفسية؟
-
كيف تتعامل مع “البكاء الأرجواني” عند الأطفال؟ نصائح ذهبية للآباء الجدد
إهمال احتياجاتهم الشخصية
تقول هيذر ستيفنسون، اختصاصية نفسية، إن هؤلاء الأطفال يتعلمون تجاهل احتياجاتهم .وتفضيلاتهم لصالح إرضاء والديهم؛ ما يؤدي إلى ميول مفرطة لإرضاء الآخرين.
ضعف الثقة بالنفس
يُعاني هؤلاء الأبناء غالبًا من انعدام تقدير الذات، حيث يربطون قيمتهم الذاتية بإرضاء آبائهم. يُعلّق أندرسون قائلًا: “لم يحصلوا على الحب غير المشروط، لذا يخشون المواجهة ورفض الآخرين لهم”.
الشعور بعدم الاستماع إليهم
توضح الدكتورة ميشيل لينو، الاختصاصية النفسية: “الأطفال يُدركون أن آباءهم يتجاهلون مشاعرهم وآراءهم؛ مما يُشعرهم بالإحباط”.
-
كيفية التعامل مع العنف لدى الأطفال: طرق منع ضرب الآخرين
-
لماذا يجب أن نترك الأطفال يستمتعون باللعب في الطين؟
مشكلات في اختيار المهنة
يُشير أندرسون إلى أن أبناء النرجسيين غالبًا ما يختارون مهنًا ترتبط برعاية الآخرين، مثل التعليم أو الرعاية الصحية؛ ما يؤدي إلى شعورهم بالاحتراق النفسي.
الشعور بالمسؤولية عن مشاعر الآخرين
تُبرز ستيفنسون أن هؤلاء الأشخاص يتحملون أعباء عاطفية تجاه الآخرين دون طلب منهم. ما يجعلهم يجدون صعوبة في وضع الحدود أو قول “لا”.
وعلى الرغم من تأثير هذه النشأة، يؤكد الاختصاصيون أن هذه التجارب لا تُحدد مستقبل الفرد بشكل نهائي. ومن خلال العلاج النفسي، يمكن للأفراد تعلم كيفية تجاوز هذه التحديات وبناء حياة متوازنة.