أزمات بايدن لا تنتهي.. ما الجديد؟
يحمل تمديد الهدنة في غزة في طياته بصيصا من الأمل لإطلاق سراح المزيد من الأسرى لدى حماس والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع.
ومع ذلك فمن المتوقع أن يتم استئناف القتال وهو ما يعني أن الهدنة لن تحل المعضلات الاستراتيجية التي تعصف بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.
وفي التحليل قالت الشبكة إن السؤال الأكثر إلحاحا الذي يواجه البيت الأبيض الآن هو: أين الأمريكيون؟
فعلى الرغم من الآمال في إطلاق سراح 3 مواطنين أمريكيين على الأقل خلال الفترة الأصلية للهدنة التي استمرت أربعة أيام، لم تخرج من غزة سوى الطفلة الأمريكية الإسرائيلية اليتيمة أبيجيل إيدان (4 سنوات) وهو ما أثار خيبة أمل كبيرة لدى المسؤولين الأمريكيين.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، لـ”سي إن إن” أمس إنه “من الصعب التأكد من كيفية إعداد هذه القوائم”.
وأضاف “نأمل بالتأكيد في اليومين المقبلين، أن نرى بعض الأمريكيين يخرجون”.
وحتى الآن لا تعرف واشنطن تحديدا عدد الأمريكيين المحتجزين في غزة وما إن كانوا جميعا على قيد الحياة.
وقال كيربي “نعتقد أن العدد أقل من 10 لكن ليس لدينا معلومات ثابتة وقوية عن كل واحد منهم.”
ويعتقد أن هناك 40 أسيرا تحتجزهم جماعات فلسطينية أخرى غير حماس، بما في ذلك الجهاد الإسلامي.
ومع عودة الكونغرس الأمريكي للانعقاد بعد عطلة عيد الشكر من المتوقع أن يزداد الضغط الداخلي على إدارة بايدن لتحرير الأمريكيين المحتجزين في غزة، خاصة من الجمهوريين الحريصين على تصوير بايدن على أنه ضعيف.
ولا أحد يعتقد الآن أن الهدنة ستكون دائمة. وتحذر إسرائيل من أن استئناف القتال سيكون أكثر ضراوة مما كان عليه قبل الهدنة، وهو ما يعني سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
ومن ثم فإن أي ارتياح سياسي داخلي قد يتمتع به بايدن في فترة الهدنة لن يستمر طويلا في ظل تعرضه لانتقادات دولية من جانب حلفاء الولايات المتحدة وداخلية من جانب الناخبين الأمريكيين خاصة الشباب التقدميين والمسلمين وذلك قبل عام من انتخابات البيت الأبيض.
وتواجه مساعي بايدن للحصول على أكثر من 14 مليار دولار من المساعدات لإسرائيل حالة من عدم اليقين داخل الكونغرس، وسط الانقسامات حول المساعدات لأوكرانيا وأمن الحدود.
ورغم التحذيرات الأمريكية الصارمة فإن المخاوف من تصعيد الصراع إقليميا لم تتضاءل بعد، فيما تتعرض القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لهجمات متكررة.
هانتر بايدن
وإلى جانب أزمة غزة، يواجه بايدن العديد من الأزمات التي تهدد مساعيه لإعادة انتخابه العام القادم من بينها جهود الجمهوريين لعزله في إطار التحقيقات المتعلقة بنجله هانتر.
وعلى مدار سنوات من التحقيق الجنائي المطول، طُلب من هانتر بايدن التعاون مع المدعين العامين والانتظار بهدوء وصولا لبراءته، لكن هذه الاستراتيجية التي يفضلها الديمقراطيون المخضرمون أثبتت فشلها.
ومؤخرا قرر هانتر تبني استراتيجية مغايرة تقوم على الهجوم المضاد والتعامل مباشرة مع خصومه في قاعات المحكمة والأماكن العامة، بالتزامن مع تكثيف والده لحملة إعادة انتخابه حسبما ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، رفع هانتر وابلًا من الدعاوى القضائية وطعن في لائحة اتهامه عن طريق الهجوم على الادعاء الذي اعتبره خاضعا للضغط الجمهوري ويحاول استدعاء الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتثير الاستراتيجية الجديدة الخلاف بين مساعدي بايدن حول تداعياتها السياسية المحتملة ويشعر بعض المساعدين بالقلق من أن تؤدي إلى تسليط الضوء على تعقيدات هانتر القانونية، وأنشطته التجارية الأجنبية، ومعاناته الشخصية مع إدمان المخدرات.
في المقابل، وصف أحد مساعدي بايدن النهج الحذر بأنه “منطق عفا عليه الزمن من التسعينيات” وقال “في القرن الحادي والعشرين سيكون من التهور ترك الادعاءات دون دحض”.
وبالنسبة لهذا المعسكر، فإن الشيء الذي يمكن تعلمه من قواعد ترامب المتعلقة بالفضائح هو أنه من المفيد التحدث بصوت عالٍ، والتحرك بسرعة، واللكم بقوة.