أمريكا تكشف عن تقدم هام في جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والذي تأخر بسبب الحرب في غزة، يحرز تقدما جيدا للغاية بينما يأتي ذلك رغم تأكيد الجانب السعودي أنه لا تطبيع دون انهاء الحرب على غزة وتسوية الملف الفلسطيني.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري أن زيارته للمملكة الأربعاء تخللتها “مشاورات جيدة للغاية” مع القادة السعوديين حول تقارب في العلاقات بين البلدين مشيرا إلى أنه لا يستطيع “تحديد إطار زمني لذلك”.
وتركزت المحادثات أيضا على الحرب في غزة والعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث قام بلينكن بثلاث زيارات إلى المملكة منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر مشيرا إلى أن المباحثات “تقترب من نقطة التوصل إلى اتفاقات” بين السعودية واسرائيل.
وبحسب مسؤول كبير في الخارجية الاميركية تحدث مشترطا عدم كشف هويته، فإن تحقيق المزيد من التقدم يتوقف على حل عدد من القضايا. وقال وزير الخارجية الاميركي إنها ستكون “فرصة تاريخية للبلدين وللمنطقة ككل”.
فرصة تاريخية للبلدين وللمنطقة ككل
وتبذل واشنطن جهودا لحشد دول عربية حول خطط طويلة المدى للحكم في قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب إضافة إلى توقيع مزيد من اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
وطالما سعت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، إلى التوسط في اتفاق نهائي بين السعودية وإسرائيل يقتضي ضمانات أمنية أميركية للمملكة. لكن الرياض اشترطت في أي اتفاق من هذا القبيل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وهو احتمال رفضته إسرائيل.
ومع ذلك، لاحت في الأفق العام الماضي بوادر للتوصل إلى اتفاق، قبل أن تندلع الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وانتقدت المملكة بشدة الحرب الانتقامية التي شنتها اسرائيل في قطاع غزة الذي تديره حماس وأسفرت عن مقتل نحو 32 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وقالت الرياض إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى تنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ويتم التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية.
ولم تعترف السعودية الدولة ذات الثقل الإقليمي، بإسرائيل أبدا، ولم تنضم إلى اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة وشهدت إقامة البحرين والإمارات والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل.
ويتوجه بلينكن في ختام زيارته الشرق الأوسطية إلى إسرائيل الجمعة لمحاولة التوصل الى اتفاق هدنة في غزة حيث من المتوقع أن يطرح على المسؤولين الإسرائيليين ما تم التوصل اليه بشأن خطوات التطبيع.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة. بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.