صحة

إشارات تحذيرية على ملصقات الطعام يجب تجنبها


غالباً ما يتطلب التسوق في السوبر ماركت التنقل في متاهة من الخيارات الغذائية التي تبدو صحية، ولكنها قد تكون ضارة بالصحة والميزانية. 

ووفقًا للدكتور تيم سبكتور، الباحث البارز في مجال  التغذية وأستاذ علم الأوبئة في جامعة كينغز كوليدج لندن، على المستهلكين توخي الحذر من بعض ملصقات الطعام المضللة التي لا تعتبر صحية كما تبدو.

 فبعد تعرضه لجلطة دماغية صغيرة في عام 2011، أصبح الدكتور سبكتور أكثر تركيزًا على تأثير التغذية على الصحة. 

وعلى الرغم من أنه كان يشعر بالصحة الجيدة في ذلك الوقت، إلا أنه أدرك أهمية فهم ما يجب تناوله لتجنب المشكلات الصحية على المدى الطويل. 

ومنذ ذلك الحين، قادته أبحاثه إلى اكتشاف الطبيعة المضللة للعديد من ملصقات الطعام.

والآن، يهدف إلى مساعدة المستهلكين في تجنب الأطعمة المعالجة بشكل مفرط التي تلبس ثوب الأطعمة الصحية. 

وبحسب تقرير نشره موقع ”بيزنس إنسايدر“، يشارك الدكتور سبكتور 4 إشارات تحذيرية يجب مراقبتها عند قراءة ملصقات الطعام.

1. المنتجات “المنخفضة الدهون” 

يحذر الدكتور سبكتور من المنتجات التي تحمل ملصق “منخفض الدهون”، بما في ذلك السمن، وبدائل الزبدة، والعديد من منتجات الألبان. 

وبدأ انتشار الأطعمة منخفضة الدهون في الثمانينات بسبب المخاوف من تأثير الدهون المشبعة على صحة القلب، مما أدى إلى زيادة الطلب على البدائل الخالية من الدهون.

ومع ذلك، فإن تقليل الدهون من الطعام غالبًا ما يؤدي إلى إضافة السكر والنشا ومواد رابطة للحفاظ على النكهة والملمس.

المشكلة، وفقًا للدكتور سبكتور، هي أن هذه المكونات المضافة قد تؤدي إلى عواقب صحية ضارة مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والمشاكل الأيضية، ويقول: “تفضل الشركات الكبرى استخدام بدائل الدهون لأنها أرخص من استخدام الدهون الطبيعية”. 

 وبدلاً من اختيار المنتجات منخفضة الدهون، يوصي الدكتور سبكتور باستخدام الدهون الصحية مثل زيت الزيتون البكر وزبدة كاملة الدسم، حيث تشير الأبحاث إلى أن الدهون في منتجات الألبان قد تقلل من خطر الإصابة بالأمراض وتعزز الشيخوخة الصحية.

2. ملصقات “منخفضة السعرات” 

يعتبر مصطلح “منخفضة السعرات” علامة تحذير أخرى يجب مراقبتها على ملصقات الطعام.

ويشير الدكتور سبكتور إلى أن هذا الملصق غالبًا ما يدل على أن المنتج قد تم معالجته بشكل مفرط ويحتوي على إضافات مثل المحليات الاصطناعية. 

وبينما قد تقلل هذه المحليات من السعرات الحرارية، إلا أن لها مجموعة من المخاطر الصحية الخاصة بها.

 على سبيل المثال، تم ربط المُحليات الاصطناعية الموجودة في العديد من المشروبات الغازية الخالية من السكر، بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة.

بالإضافة إلى ذلك، يوضح الدكتور سبكتور أن عدد السعرات الحرارية وحده لا يعكس بدقة القيمة الغذائية للمنتج. 

ويشير الدكتور سبكتور إلى الأبحاث التي تظهر أن ملصقات السعرات الحرارية قد تكون غير دقيقة بنسبة تصل إلى 20%، مؤكدًا أن الاعتماد فقط على معلومات السعرات الحرارية يعد طريقة غير فعالة لتقييم صحة الطعام. 

3. “الفيتامينات والمعادن المضافة” 

تحمل العديد من الأطعمة المعالجة، مثل الحبوب والعصائر والحليب، ملصقات تشير إلى أنها “مدعمة” بالفيتامينات والمعادن المضافة.

وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو سمة إيجابية، إلا أن الدكتور سبكتور يؤكد بأن هذه خدعة لإخفاء الجودة الغذائية الضعيفة لهذه المنتجات. 

إذ يمكن أن تؤدي عملية تصنيع الأطعمة المعالجة إلى فقدان العناصر الغذائية الطبيعية، مما يفرض على الشركات المصنعة إضافة بعضها مرة أخرى بموجب القانون.

 وينصح الدكتور سبكتور بالحصول على الفيتامينات والمعادن من المصادر الغذائية الطبيعية، حيث توفر الأطعمة الكاملة شكلاً أكثر توافرًا بيولوجيًا من العناصر الغذائية، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مركبات مفيدة أخرى تعمل معًا لتعزيز الصحة بشكل أفضل.

 4. ادعاءات “تعزيز المناعة” أو “صحة الأمعاء” 

تكتيك شائع آخر تستخدمه الشركات المصنعة للطعام هو استخدام ادعاءات صحية مثل “تعزيز المناعة” أو “صحة الأمعاء”.

ويحذر الدكتور سبكتور من أن هذه الملصقات غالبًا ما تشير إلى كميات ضئيلة من المكونات التي قد لا تكون فعالة بالكميات الموجودة في المنتج. 

 وتتضمن هذه الحيلة إضافة كميات صغيرة من مكونات قد تكون مفيدة مثل الزنك أو المنغنيز، والتي لا توجد بكميات كافية لتقديم أي فوائد صحية حقيقية.

وينصح الدكتور سبكتور أيضًا بالحذر عندما يتعلق الأمر بادعاءات وجود الألياف.

 ويقول الدكتور سبكتور إن “الشركات الكبرى لا تجني المال من الألياف، فهي مجرد مكون هادئ، رخيص وصحي، ويشعرك بالشبع، مما يجعلك تأكل أقل”.

ويوصي المستهلكين بالتحقق من كميات المكونات وأحجام الحصص لضمان الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها.

اتخاذ خيارات صحية

 
لتعزيز الخيارات الغذائية الصحية، يقترح الدكتور سبكتور التركيز على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الكاملة، بما في ذلك 30 نوعًا مختلفًا من النباتات على الأقل في الأسبوع.

ويؤكد أن هذه الطريقة تضمن تناولًا متنوعًا من العناصر الغذائية وتساعد المستهلكين على تجنب الوقوع في فخ الأطعمة المعالجة بشكل مفرط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى