أمريكا

«الترامبوفوبيا» تغزو أمريكا


ربما يكون ترامب استعراضيا، لكن عباراته الصادمة تكشف عن نواياه في ولايته الثانية كرئيس. ولهذا ينبغي أن تؤخذ تصريحاته على محمل الجد.

تحذيرات تغزو المشهد السياسي في الولايات المتحدة وتكاد تتحول إلى “رهاب” من عودة الرئيس السابق إلى السلطة مجددا فيما يمكن اعتباره “ترامبوفوبيا”.

وبالمقارنة بالولاية الأولى، ستشكل ولاية ترامب الثانية نقطة فاصلة وسيظهر بقوة غرائزه المدمرة في الحكم، بينما ستواجه خططه مقاومة أقل، على ما قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

ولفتت الصحيفة إلى عنوان العدد الأخير من مجلة “الإيكونومست” البريطانية “دونالد ترامب يشكل الخطر الأكبر على العالم في 2024″، الذي حمل إنذاراً من شقين: الأول هو احتمال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة العام القادم، والثاني، نواياه في حال فوزه بولاية رئاسية جديدة.

ترى المجلة أن فوز ترامب بولاية ثانية في انتخابات 2024 سيكون مختلفًا إلى حد كبير عن فوزه الأول عام 2016.

وكان ترامب قد أعلن في العديد من خطاباته عن فترة ولايته الثانية باعتبارها فترة انتقامية، حيث سيستخدم وزارة العدل كسلاح لملاحقة خصومه.

وقام ترامب مؤخرا بإعلان أسماء الأفراد الذين سيتم استهدافهم في التحقيقات، بينهم عدد من المسؤولين الذين خدموا في إدارته مثل كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي، والمدعي العام السابق ويليام بار، والرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي. كما توعد ترامب أيضًا بملاحقة بايدن وعائلته.

وأشارت الصحيفة إلى أن كيفية التعامل مع كل ما يقوله ترامب بشكل حرفي هو سؤال جيد. فهو فنان استعراضي يعيش اللحظة، ويعرف كيف يصدم ويستفز خصومه، وهو يضع الصحافة ضمن هؤلاء الخصوم.

وتشدد الصحيفة على ضرورة تعاطي الصحافة وجميع الأمريكيين الذين يهتمون بالمستقبل مع ترامب على محمل الجد، كما فعلت “الإيكونوميست” في عددها الأخير، فلديه أتباع مخلصون، شديدو الولاء يتمسكون بكلماته، ويتبعون توجهاته السياسية كيفما كانت في المستقبل.

ولا يسلط استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وجامعة مونماوث للناخبين الجمهوريين الأساسيين في نيو هامبشاير الضوء على تقدم ترامب على منافسيه في ترشيح الحزب فحسب، بل يؤكد أيضًا مدى ثبات أنصاره خلفه.

وقد شهدت الأيام القليلة الماضية، تقارير نشرتها صحيفتا “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” حول السياسات والتدابير التي قد يتبعها ترامب أثناء ولايته الثانية، بدءاً من استخدام وزارة العدل لملاحقة خصومه وأعدائه، إلى تبنيه حملة واسعة النطاق ضد الهجرة، فضلا عن عمليات تطهير تطال السلطة التنفيذية.

وقد حاول مسؤولو حملة ترامب بياناً تبرئة الرئيس السابق ووصفوا الأحاديث عن السياسات التي سيتبعها ترامب في ولايته الثانية بأنها مجرد تكهنات ونظريات يستند بعضها إلى العمل الذي تقوم به مؤسسات بحثية وفكرية صديقة لترامب، وإلى تقارير أخرى غير مرتبطة بشكل مباشر بحملته الانتخابية، على الرغم من استناد هذه المقالات والتقارير الإخبارية إلى تصريحات قالها ترامب بالفعل.

بيد أنه، مهما حاول مستشارو ترامب إبعاده عن تلك الأخبار، لا يسعى ترامب نفسه للتنصل من الحديث عما سيفعله في ولايته الثانية، ففي مقابلة صحفية أجريت مؤخرا، لم ينف ترامب ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست” حول احتمال استخدامه وزارة العدل لملاحقة المعارضين، مشيراً إلى أنه ربما يفعل ذلك إذا عاد إلى منصبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى