الشرق الأوسط

الصراع في لبنان يقود المنطقة لحرب شاملة


حذّرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة “حرب محدودة” في لبنان وحذرت من أنها قد تدفع إيران إلى التدخل، حسبما قال مسؤولان أمريكيان ومسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” الأمريكي.

تصاعد القتال

وبحسب الموقع الأمريكي، فقد تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل مستمر منذ هجمات 7 أكتوبر، ولكن تصاعد الأمر بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين، مما دفع بعض الأشخاص داخل قوات الدفاع الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية إلى الدعوة إلى توسيع كبير القتال ضد حزب الله.

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن هناك قلقًا متزايدًا في الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية من أن الوضع في لبنان يصل إلى نقطة تحول. وتحاول الولايات المتحدة وفرنسا إيجاد حل دبلوماسي لتقليل التوترات على الحدود لكنهما لم يحرزا تقدمًا بعد.

كان منع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تؤدي إلى دمار واسع النطاق في لبنان وإسرائيل هدفًا رئيسيًا لإدارة بايدن في جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.

لكن إدارة بايدن تعتقد أنه سيكون من المستحيل استعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية دون وقف إطلاق النار في غزة.

رسالة أمريكية

قال مسؤولون أمريكيون، إن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل أنها لا تعتقد أن “حربًا محدودة” في لبنان أو “حربًا إقليمية صغيرة” هي خيار واقعي لأنه سيكون من الصعب منعها من الاتساع والامتداد. 

وأضاف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن الغزو البري للبنان – حتى لو كان فقط في المناطق القريبة من الحدود – من المرجح أن يدفع إيران إلى التدخل.

وأكد الموقع الأمريكي، أن أحد السيناريوهات التي أثارتها الإدارة مع إسرائيل هو أن لبنان قد يغمره المسلحون من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال.

وتصاعدت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود بشكل مطرد خلال الأشهر الثمانية الماضية، والعديد من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مهجورة.

وزاد الجانبان من نطاق هجماتهما في الأسابيع الأخيرة، حيث أطلق حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ ضد أهداف للجيش الإسرائيلي على بعد 50 كيلومترًا (حوالي 30 ميلًا) من الحدود.

وأدت الحرائق والانتقادات العامة المتزايدة للحكومة بشأن حرب الاستنزاف في الشمال إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء مساء الثلاثاء.

وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي: إن الوضع يتصاعد منذ شهر مايو لأن حزب الله نفذ المزيد من الهجمات الناجحة بطائرات بدون طيار ضد أهداف إسرائيلية لم يتم اعتراضها.
وفي الوقت نفسه، بدأ حزب الله في إطلاق صواريخ “بركان” برؤوس حربية زنة 1000 إلى 2000 رطل، مما ألحق أضرارًا كبيرة بقواعد جيش الدفاع الإسرائيلي على طول الحدود.

محادثات دبلوماسية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة لا تزال “قلقة للغاية بشأن خطر التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.

وتابع: “لقد انخرطنا في محادثات دبلوماسية مكثفة ومفاوضات دبلوماسية مكثفة لمحاولة تجنب تصاعد هذا الصراع إلى ما هو أبعد من السيطرة”.

وأضاف ميلر: “لقد أكدت إسرائيل لنا منذ فترة طويلة سرًا – وقد قالوا ذلك علنًا أيضًا – أن الحل المفضل لديهم لهذا الصراع هو الحل الدبلوماسي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى