المخللات واللبن المخمر: هل هي حقا الخيار الأمثل لصحة جيدة؟

تشهد الأطعمة المُخمّرة، مثل اللبن، والجبن، والمخللات، والكمبوتشا، والكيمتشي، عودةً قويةً إلى موائد المستهلكين، مدفوعةً بوعودٍ صحيةٍ تُروَّج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكن هل هذه الأطعمة المليئة بالبكتيريا النافعة مفيدةٌ فعلًا كما يُشاع؟
يشرح جويل دوريه، مدير البحوث في “المعهد الوطني للبحوث في الزراعة والتغذية والبيئة” INRAE، والمنسق العلمي لمشروع “الميكروبيوت الفرنسي”، أن التخمير هو “عملية طبيعية تحدث عندما نترك مادة عضوية، كالحليب أو الخضار، تتفاعل في بيئة خالية من الأوكسجين، ما يسمح للبكتيريا الموجودة عليها بتحويلها إلى منتجات غذائية جديدة”.
ويُضيف دوريه أنّ لهذه الأطعمة فوائد واعدة، خصوصًا فيما يتعلّق بصحة الأمعاء. فهي تُعدّ مصدرا غنيا بالبروبيوتيك، وهي بكتيريا حيّة تُساهم في دعم التوازن الحيوي داخل الأمعاء، ما ينعكس إيجاباً على جهاز المناعة، والهضم، والحالة النفسية أيضاً.
وتتميّز الأطعمة المُخمّرة أيضاً بخصائص مضادة للالتهاب، وغنية بمركبات مضادة للأكسدة.
ويشير الاختصاصي إلى أن هذه الخصائص يمكن أن تساهم في تقليل خطر بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب.
لكن رغم هذه الفوائد، يُشدّد دوريه على ضرورة “الاعتدال”، إذ لا يُنصح باستهلاك هذه الأطعمة بكمياتٍ مفرطة، لا سيّما للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
كما يُفضَّل تحضيرها بطرقٍ صحية لتفادي التلوّث أو التخزين غير السليم.
ويشير الباحثون إلى أن تناول الأطعمة المُخمّرة قد يكون جزءًا فعّالًا من نظامٍ غذائيٍّ متوازن، شرط أن تكون مكمّلةً لنمط حياة صحي، وليس بديلًا للعلاجات أو للتغذية السليمة المتكاملة.