المغرب في صدارة جهود الأمن الإقليمي.. تكريم حموشي في مدريد يعكس الإنجازات
في احتفاء دولي جديد يكرّس مكانة المغرب كشريك موثوق في الأمن ومكافحة الإرهاب، ترأس وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، الثلاثاء، حفلاً رسمياً بمدريد لتقليد المدير العام للأمن الوطني المغربي عبداللطيف حموشي، وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني، وهو أعلى وسام أمني تمنحه هذه المؤسسة العريقة لشخصيات أجنبية.
ويأتي هذا التكريم اعترافاً إسبانياً وعربياً ودولياً بالدور البارز الذي تضطلع به الأجهزة الأمنية المغربية، بقيادة حموشي، في حماية الأمن الإقليمي وتعزيز التعاون الاستخباراتي لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية.
وحضر الحفل المديرة العامة للحرس المدني الإسباني مرسيدس غونزاليس فرنانديز، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين المغاربة والإسبان، إلى جانب شخصيات دبلوماسية وعسكرية رفيعة المستوى.
وفي كلمته، أكد وزير الداخلية الإسباني أن هذا الوسام يمثل “تقديرا صادقا لجهود المدير العام للأمن الوطني المغربي، الذي جعل من التعاون بين المملكتين نموذجاً يحتذى في الشراكة الأمنية الدولية”. وأضاف أن “حموشي أسهم بجهوده المتميزة في تطوير عمليات التنسيق الاستخباراتي والعمليات المشتركة لتحييد التهديدات الإرهابية وضبط شبكات الجريمة العابرة للحدود، وهو ما ساهم في جعل المغرب أحد الأعمدة الأساسية لاستقرار المنطقة”.
وأشاد مارلاسكا بـ”الجهود الاستثنائية التي بذلها حموشي في تحديث الأجهزة الأمنية المغربية ورفع كفاءتها العملياتية”، مشيراً إلى أن “المغرب بات اليوم مرجعاً عالمياً في مقاربة أمنية متوازنة، تجمع بين الحزم في مواجهة التهديدات واحترام القوانين والحقوق”.
وأكد الوزير الإسباني التزام بلاده بمواصلة العمل الوثيق مع المغرب، خاصة في أفق تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، الذي سيشكل فرصة جديدة لتوطيد التعاون الأمني والتقني بين البلدين.
من جانبهم، أكد مسؤولون في الحرس المدني الإسباني أن منح وسام الصليب الأكبر لحموشي “يجسد عمق التقدير الإسباني لمستوى التنسيق الأمني مع المغرب، خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية وشبكات الاتجار بالبشر والمخدرات”.
وعقد المدير العام للأمن الوطني المغربي، على هامش الحفل، لقاءات مع مسؤولين أمنيين إسبان، تم خلالها بحث سبل تطوير العمليات المشتركة وتعزيز التعاون التقني والاستخباراتي لمواجهة التهديدات المستجدة، خصوصاً الإرهاب العابر للحدود والجريمة الإلكترونية.
ويأتي هذا التكريم تتويجاً لمسار طويل من التعاون المثمر بين المغرب وإسبانيا، تجسّد في تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الحقيقي، مما ساهم في إحباط هجمات خطيرة كانت تستهدف أمن واستقرار البلدين.
ويضاف هذا الوسام إلى سلسلة من التكريمات الرفيعة التي حصل عليها حموشي من مؤسسات أمنية دولية؛ إذ منحته السلطات الإسبانية عام 2014 وسام الصليب الفخري للاستحقاق الأمني بامتياز أحمر، كما نال عدة أوسمة من الجمهورية الفرنسية، أبرزها وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط عام 2025، والميدالية الذهبية لشرف الشرطة الفرنسية في أغسطس 2024. كما كرّمه مجلس وزراء الداخلية العرب عام 2025 بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى، تقديراً لإسهاماته في تعزيز الأمن العربي ودعم التعاون الدولي في المجال الأمني.
وكان حموشي قد حظي بتكريم ملكي رفيع عام 2011 من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي منحه وسام “القوس” من رتبة ضابط، تقديراً لجهوده في التحقيقات المتعلقة بتفجير أركانة الإرهابي، في سابقة نوعية تؤكد الثقة الملكية في مسيرته المهنية.
ولا يكرم هذا الوسام الإسباني الجديد شخص حموشي فحسب، بل يسلّط الضوء على المغرب كقوة أمنية إقليمية أثبتت فعاليتها في حماية محيطها، وعلى التعاون الدولي الذي جعل من الرباط شريكاً لا غنى عنه في صون الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
