مباحثات مغربية سعودية لتعزيز التعاون الأمني
أجرى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني المغربي عبداللطيف حموشي عدة لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية السعودية بمناسبة زيارة عمل للمملكة بدعوة من رئيس جهاز أمن الدولة السعودي الفريق أول عبدالعزيز بن محمد الهويريني.
وشملت المباحثات مسائل تتعلق بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الأمني وآليات تطوير هذا التعاون وتقويته بما يتلاءم والعلاقات المتميزة بين السعودية والمغرب، فيما تأتي زيارة حموشي في سياق تعرف فيه العلاقات الأمنية بين الرباط والرياض تعاونا وثيقا بعدما أبرم المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني ونائب رئيس جهاز أمن الدولة السعودي خلال سنة 2023 بالعاصمة المغربية اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله.
وجاءت زيارة حموشي للمملكة في إطار تنظيم الرياض لفعاليات المؤتمر العالمي للدفاع، خلال الفترة الممتدة من 4 إلى 8 فبراير/شباط الحالي والذي يشكل مناسبة لاستعراض أحدث صناعات الدفاع والأمن وتقنيات الأقمار الاصطناعية على المستوى الدولي.
وقام المسؤول الأمني المغربي بزيارة ميدانية لمختلف أروقة المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والأمنية. كما استمع لشروحات العارضين في مجال الأمن والدفاع بما يخدم تعزيز الأمن والاستقرار العالميين.
وتسلط زيارة حموشي للسعودية الضوء على علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين وعلى العمل المشترك لتحسينها وتعزيزها على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، فيما تأتي استكمالا لمسار زيارات متبادلة ومكثفة بين المسؤولين الحكوميين في البلدين ومن القطاع الخاص أيضا.
وشهدت العلاقات بين المملكتين تطورا نوعيا في السنوات الأخيرة بقيادتي العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وفي العام الماضي وافق مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز على عدد من اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين ومنها اتفاقية في مجال خدمات النقل الجوي، واتفاقية تعاون في مجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.
وعزز المغرب شراكاته على المستويين العربي والدولي في مكافحة جرائم التطرف والإرهاب معتمدا على مقاربة أمنية وثقافية في مواجهة التشدد الديني، وهي المقاربة التي تحظى بتقدير دولي واقليمي.
كما تحظى المؤسسة الأمنية المغربية باحترام وثقة دوليين بفضل ما حققته من نجاحات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي في مكافحة الإرهاب والتطرف.
ويجمع المغرب والسعودية هدف ورؤية مشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعربي من خلال تعاون وثيق وتنسيق متواصل بين أجهزة البلدين والهيئات الحكومية ذات الصلة.
وأبدت الرياض والرباط حرصا على تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع الشراكات بما يخدم مصلحة البلدين وشعبيهما، فيما كانت عززت السعودية روابطها بالمغرب من خلال موقف حاسم وحازم في ما يتعلق بدعمها لمغربية الصحراء.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي جددت السعودية دعمها الكامل لسيادة المغرب على كامل أراضيه في موقف واضح وثابت لا لبس فيه من قضية الصحراء.
وأصدر الديوان الملكي قرارا بحظر استعمال مصطلح “الصحراء الغربية” أو نشر خريطة المملكة المغربية مجزأة في كل المؤسسات والمراكز التعليمية وجميع المصالح الحكومية وكل الوزارات، مع تعليمات بتعميمه على الجهات التابعة لها أو المرتبطة بها .
وأكد رئيس الديوان الملكي فهد بن محمد العيسى في القرار على “ضرورة التزام جميع الجهات بعدم استخدام هذا المصلح، أو خريطة المغرب بدون صحرائه”. وبناء عليه أصدرت وزارة التعليم السعودية “برقية عاجلة” تدعو فيها جميع المؤسسات والمراكز التعليمية إلى الالتزام بمضمونه.
وتسعى السعودية بهذه الخطوة إلى ترسيخ الحق المغربي والدعم العربي له في أذهان الأجيال الجديدة في المؤسسات التعليمية، إلى جانب موقفها الدبلوماسي الداعم لمغربية الصحراء.
ويعكس القرار مدى التفاهم والتعاون والترابط السياسي الذي يجمع المغرب السعودية التي تحرص على غلق الأبواب أمام أي محاولة للتشكيك بعلاقتها مع الرباط، والانسجام مع الشرعية الدولية والقانون الدولي والواقعية السياسية، في ظل محاولات حثيثة من طرف خصوم المملكة ووحدتها الترابية للتشويش على علاقاتها الخارجية.