انتخابات روسيا 2024.. كل ما تريد معرفته
من المستبعد أن تشهد الانتخابات الروسية في 2024 مفاجأة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدفوعا بثقله التاريخي والحرب في أوكرانيا لن يواجه تحديا جادا للفوز بولاية جديدة.
ورغم أن بقاء الرئيس الروسي في موقعه حتى ثلاثينيات هذا القرن على الأقل أمر محسوم، فإن توقيت السباق الانتخابي يحمل دلالات وإشارات تقيس مزاج الداخل والخارج.
وتأتي الانتخابات في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا للعام الثالث على التوالي، وتوسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها موسكو من قبل المعسكر الداعم لـ”كييف”.
ونستعرض في هذا التقرير كل ما تريد معرفته عن انتخابات روسيا.
ما موعد الانتخابات؟
تحمل انتخابات 2024 سابقة أولى من نوعها، إذ إنه سيتاح للناخب الذهاب إلى صناديق الاقتراع لثلاثة أيام متتالية في 15 و16 و17 مارس/آذار الجاري، وذلك بعد أن كانت يوما واحدا، علما بأن التصويت المبكر في المناطق النائية انطلق يوم الأحد 25 فبراير/شباط.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية، التي أيدت تمديد فترة التصويت إن القرار له ما يبرره، وإنه اتُخذ بناء على بحث ميداني ومشاورات واسعة في أقاليم روسيا المختلفة وبعد نقاش.
أما التصويت في الخارج فقد بدأ في 1 مارس/آذار، إذ تم فتح مراكز التصويت في جميع البلدان بحضور دبلوماسي وقنصلي.
مَن المرشحون للانتخابات؟
المرشح الأول والأبرز بكل تأكيد هو بوتين، ويخوض الانتخابات كمرشح مستقل أمام 3 متنافسين هم نيكولاي خاريتونوف من الحزب الشيوعي، وليونيد سلوتسكي من الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي، وفلاديسلاف دافانكوف من حزب الشعب الجديد.
ويعتقد مراقبون أن بوتين يولي أهمية كبرى إلى نسبة المشاركة في الانتخابات، إذ يضع رهانه على أن يعزز الإقبال على الانتخابات من حضوره على الساحة الدولية.
وكان بوتين قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي على هامش مراسم تقليد أوسمة في الكرملين أنه “لا خيار آخر” لديه سوى الترشح للانتخابات الرئاسية.
مفارقة.. من يحق لهم التصويت؟
ويحق لأي مواطن روسي يزيد عمره على 18 عاما ولا يقضي عقوبة في السجن، التصويت في الانتخابات الرئاسية في البلاد.
المفارقة كذلك أن السلطات الروسية أكدت أنها ستجري الانتخابات الرئاسية في المناطق الأربع التي ضمتها من أوكرانيا والتي تشمل دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
وأُجري العام الماضي استفتاء في مناطق سيطرت عليها روسيا خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا أيد خلاله غالبية السكان الانضمام إلى روسيا.
كم عدد الناخبين الروس؟
في فبراير/شباط 2024 قالت لجنة الانتخابات المركزية الروسية إن نحو 112.3 مليون شخص يحق لهم التصويت في روسيا والمناطق التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا.
هذا إلى جانب 1.9 مليون آخرين في الخارج، إضافة إلى مدينة بايكونور الفضائية الروسية بكازاخستان وبها 11924 ناخبا، وهي المعلومات التي يتم تحديدها أول مرة، حسب إعلان سابق للجنة الانتخابات.
كيف سيتم التصويت؟
ستكون أول انتخابات رئاسية يستطيع الناخبون فيها أيضا الإدلاء بأصواتهم عبر الإنترنت، مع بدء التصويت الإلكتروني في 29 منطقة.
وسيتم استخدام مراكز الاقتراع المتنقلة في المناطق القريبة من العمليات العسكرية في كل من دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون، وبيلجورد وبريانسك وكورسك وشبه جزيرة القرم.
كم جولة للانتخابات؟
تجرى الانتخابات الرئاسية الروسية من جولة واحدة، إذا استطاع أحد المرشحين تجاوز أكثر من نصف الأصوات اللازمة للفوز في مواجهة منافسيه.
أما إذا كانت هناك حاجة إلى الذهاب نحو جولة ثانية بين الأول والثاني، فإنه تجرى بعد 3 أسابيع من الجولة الأولى، ما يعني إمكانية استمرار العملية الانتخابية حتى أبريل/آذار المقبل.
ما موعد فرز الأصوات؟
يتم الفرز بمجرد انتهاء الانتخابات، إذ إنه يجب على أعضاء لجان الانتخابات إعلان النتائج في موعد أقصاه 19 مارس/آذار.
أما اللجان الانتخابية للكيانات المكونة للاتحاد الروسي، فإن عليها إعلان النتائج في موعد أقصاه 21 مارس/آذار، وتعلن النتائج النهائية بحلول 28 مارس/آذار، هذا إذا لم تكن هناك جولة ثانية.
متى وصل بوتين إلى السلطة؟
يُعد بوتين الزعيم الأبرز لروسيا منذ عام 2000، وفي 2021 وقّع قانونا يسمح له بالترشح لفترتين إضافيتين.
ومن المحتمل أن يمدد حكمه حتى عام 2036، ليصبح أطول حاكم لروسيا منذ الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين.
هل يتمتع بوتين بشعبية؟
يمكن القول إن بوتين استطاع حصد ثمار مشهد سياسي مائل بشكل كبير لصالحه، حيث تشير تقارير مركز ليفادا وهي منظمة استطلاع غير حكومية إلى أن معدلات تأييده تجاوزت الـ80%.
ورغم أوجه النقد الكثيرة، يرى محللون أن سبب شعبيته يعود إلى أنه تسلم دولة تعاني فقدان نفوذها بعد خسارة الحرب الباردة، وأوضاعا اقتصادية صعبة، فضلا عن مواطنين تواقين إلى عودة بلادهم إلى المكانة التي كانت عليها.
لماذا تُعتبر انتخابات 2024 مهمة؟
يرى كثيرون أن الانتخابات الروسية بمنزلة “استفتاء” على العملية العسكرية في أوكرانيا، والأخيرة في الوقت ذاته هي البطاقة الرابحة التي يراهن عليها بوتين.
ويأتي ذلك في ظل شعور متزايد لدى الروس بالخطر في مواجهة تهديدات الغرب المحدقة ببلادهم، في المقابل هناك من يرى أن حرب أوكرانيا كانت سببا في تراجع شعبية بوتين، لكن بالتأكيد صندوق الانتخابات سيحسم كل ذلك.
