حصري

زيارة محمد بن زايد لتركيا.. ماذا قدمت أنقرة لتحقيق ذلك؟


اجتهدت تركيا على مدار العامين الماضيين في محاولة القفز على الخلافات التي تسببت فيها سياساتها بالشرق الأوسط، بعد أحداث “الربيع العربي“، عندما انقلب نهجها من سياسة صفر مشكلات مع دول الجوار، إلى التدخل المباشر في شؤون دول المنطقة، والتوجه التوسعي عبر التموضع عسكريا في سوريا وليبيا، وتوسيع الوجود العسكري القائم في شمالي العراق، فضلا عن استعداء القوى الإقليمية الكبرى.

الأزمات المتلاحقة التي تسبب فيها الانزياح عن سياسة صفر مشكلات، دفعت النظام التركي لإعادة النظر في علاقاته الخارجية، فبدأ يقدم تنازلات كثيرة من أجل التقارب من الدول العربية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي، وأبرزها الإمارات والسعودية ومصر، ويحاول فتح علاقات قوية معها، في ظل الخسائر التركية التي شهدتها على مدار 10 سنوات الماضية.

وكشفت وسائل إعلام تركية عن زيارة مرتقبة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا للمرة الأولى منذ 10 سنوات، يلتقي خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، لبحث العديد من القضايا المختلفة والتعاون بين البلدين.

وفي ظل مساعي التقارب، قبلت ‏تركيا شروط العرب وسلمت مطلوبين للعدالة لعدد من الدول، ولتأكيد نيتها الجادة في تحقيق ذلك التقارب، أبدت استعدادها الكامل للإطاحة بالإخوان وكل مصالحها السابقة، في سبيل إعادة العلاقات مع الإمارات، كما طالبت السلطات التركية عددا آخر من المطلوبين للعدالة والإخوان، بمغادرة أراضيها وجمدت دعم قنوات الجماعة.

ورضخت تركيا للمطالب العربية من أجل استقرار طرابلس ودمشق، حيث بدأت العمل على وقف دعمها للمتطرفين في سوريا وليبيا.

التنازلات التركية وتغيير سياساتها الخارجية يأتي كأحد ثمار نجاح دبلوماسية الإمارات ومصر، ببناء علاقات مع قبرص واليونان؛ ما يعني أن المرحلة القادمة تتطلب بناء علاقات اقتصادية وزيارات رسمية.

وفي هذا السياق، يقول الباحث المتخصص في الشؤون العربية الدكتور حامد فارس، إن أنقرة تسعى دائما لتقديم العديد من التنازلات مع كل الدول نتيجة لما خسرته أنقرة ونظامها، من رعاية جماعة الإخوان الإرهابية على مدار الفترة الماضية، وهو ما يظهر أن النظام التركي أصبح خائفًا ويسعى بشتى الطرق إلى إعادة تلك العلاقات مع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين وغيرها من الدول التي كانت في أزمة كبيرة مع تركيا.

وأضاف فارس أن العلاقات التركية مع الإمارات ستكون مشروطة، متوقعا أن الإمارات لم تدخل في العلاقات مع تركيا إلا إذا أكدت تركيا على عدم دعمها للإرهاب والتدخلات في شؤون الدول المختلفة.

وقال محمد آل زلفة، البرلماني السعودي السابق إن خسائر أردوغان الاقتصادية والسياسية خلال العشر سنوات الماضية، جعلته يبدأ مجددا في فتح العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسها الإمارات والسعودية، لما عانت منه تركيا من خسائر مستمرة في الاقتصاد التركي.

وأضاف محمد آل زلفة أن الزيارة المرتقبة للشيخ محمد بن زايد هي خطوة لاستكمال العلاقات بين تركيا والإمارات، وخاصة في ظل دعوة أردوغان لذلك، مؤكدا أن هذه الزيارة ستكون ضربة قاضية لكل بقايا الجماعات الإرهابية التي ترعاها تركيا، وأتوقع أن تلك الزيارة ستناقش تدخلات تركيا في شؤون الدول.

وتابع أن تركيا في الفترة الحالية تعاني من أزمات عديدة داخلية وسببها الرئيسي هو أن تركيا الآن هي من تبحث في فتح العلاقات مع الدول العربية وخاصة دول الرباعي، وذلك نظرا لتنعت تركيا ودعمها لقطر في الفترات الماضية وفي ظل الخلافات العربية مع قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى